مكي المغربي : جنوب السودان وقصة البلطجي
في اليوم الرابع جاءه البلطجي وقال له.. هل تعرفني؟ قال له لا أعرفك؟ فقال البلطجي غير مهم ولكن يجب أن تدفع لي شهرياً مبلغ كذا لأحميك من الأشرار! قال له وأي أشرار؟ هذه المدينة طيبة وأهلها طيبون؟
قال البلطجي أبداً.. هنالك أشرار يمكن أن يضعوا لك ثعباناً في غرفة طفلتك الجميلة جوجو.. أليس هذا أسمها.. ويمكن أن يحطموا نافذة المحل أو المنزل ويسرقونك ويمكن أن يفعلوا أي شئ.. هل فهمت؟ أي شئ؟! ولكنني سأحميك منهم!.
صمت الرجل وغمغم قليلاً وقال للبلطجي ولكن ربما يظهر لي شخص ثاني وثالث و…
قال البلطجي لا تقلي أسال جارك عني وسيخبرك.. أنا الوحيد الذي أحمي من الأشرار.. ولا أحد يجرؤ علي ذلك في هذه المدينة غيري!
تقرير لوس أنجلز تايمس يتساءل ببراءة مذهلة.. حرب جنوب السودان أضرت بالصين.. هل تدرون كيف؟!
قبل خمسة أيام من الحرب صادق البنك المركزي الصيني علي تمويل أربعة طرق وأحدها يربط بورتسودان بمدينة جوبا عبر وصلة جوبا ملكال الرنك … علي أن يتم تمويل الطرق بضمان النفط.. بمعني أن الجنوب لن يدفع كاش ولكن نسبة محددة من النفط.. وقبل اندلاع الحرب كانت الصين ستبني مطاراً بالمواصفات العالمية.. وقبل اندلاع الحرب كانت الصين تخطط للتوسع في استكشاف النفط.
يا خسارة.. الصين مسكينة.. يا تري من الفاعل!
ولكن لوس أنجلز تايمس لم تحدد الفاعل.. أما مجلة “كاونتر بنش” الجنوب أفريقية الصادرة من بريتوريا قالت إن أمريكا هي البلطجي الذي يقف وراء الحرب لأنها إن لم تفعل ذلك كان الجنوب سيشهد طفرة تنموية واستقلالاً اقتصادياً كاملاً وتعاوناً مثمراً مع الصين.
والأخبار القديمة تقول إن احدهم وعد بطرد الشركات الصينية إذا وصل للحكم، والأخبار القديمة تقول إن مقالاً أمريكياً تحدث رابع يوم من الحرب أن الحل هو “وصاية أمريكية علي الجنوب تنفذها بعض الدول”.
ومقال آخر يقول لابد من تدخل عاجل للجيش اليوغندي جنوباً والجيش الأثيوبي شمالاً.. بالتأكيد الخرطوم غير مرغوب فيها إطلاقاً؟
ولكن التنين لا يخاف من البلاطجة، وهذا ما نعرفه في العدد القادم.!
صحيفة السوداني
ع.ش