غريب الدارين: العرس سيناريو نسائي ..والعريس آخر من يعرف وقد لايعرف مايجري
لذلك أرتأيت أن أكتب في موضوع فرايحي ….عن مناسبة العرس ….والعرس في السودان تظاهرة نسائية من بدايتها إلى أن تنتهي باستلام العريس عروسه ….ولا عزاء للرجال !!
والعريس نفسه ليس له من عرسه إلا المشقة ودفع القروش ….
عيشوا معي مراحل العرس وإن كان هناك من معترض فليقل …
فمنذ لحظة إعلان الشاب نيته في إكمال نصف دينه تتبنى النساء في أسرته هذا الموضوع الخطير ممثلة في أمه وشقيقاته ومن بعد تنتظم حبات العقد فتنضم الخالات والعمات والجدات ثم الأولى فالأولى …وهلم جرا …أما هو فقد انتهى دوره الفعلي بإعلانه ….أما بعد ذلك فدوره صوري فقط ….وينحصر في بند المصروفات …وتدخل يده في جيبه ولا تخرج إلا بيضااااء من غير سوء .
وتبدأ المراسم بقولة خير والعريس يتفرج كأن الأمر لشخص آخر وليس له حتى حق الاعتراض فقد ألجم لسانه بفرمان نسوي تتصدره أمه أو إحدى النساء الأخريات ، هذه المصادرة هي الخطوة الأولى إلى أن تتسلم الراية عروسه لتكمل درب المليون ميل إلى نهايته !…
فالخطوبة …ولا يدري ما يجري خلف الكواليس …وحتى لوكان هناك بعض ممن تصور له نفسه بطولة دون كيشوتية فسرعان ما يتكسر سلاحه العُشَريّ تحت وقع العبارات اللاذعة : في عريس بيتكلم ” ويصمت العريس صمتا أبديا ….ويمكنني أن أجزم أن بعض رجال لم يعرفوا تفاصيل مادار عن زواجهم البتة .
ثم تهل الليلة الكبرى …وماأدراك ما الليلة الكبرى ! ليلة التجمع النسوي الكبير تحت الأضواء …أما الرجال فمنزوون تحت الخيام يتبادلون الأحاديث المسيخة …ساخطون على الحكومة أو على أولاد الزمن الهايفين …أو متذمرون من الصولات ولكن تلميحا …فمن منهم يمتلك شجاعة التصريح ؟ إلى أن يحين موعد العقد …ويأتي الماذون وتعلو زغاريد النساء معلنة انتهاء دورهم فينفض سامرهم…وحتى هذه الخطوة الأساسية في العرس فصاحب الشأن أعني السيد العريس لا شأن له فيها…كأنما هذا البطل طفل لم يبلغ بعد … فلابد له من وكيل …الوالد أو الأخ الكبير أو العم أو الخال .
ويمضي البطل المسلوب الإرادة إلى مصيره المحتوم…فتنبهه واحدة من أخواته للاستعداد وقد يلازمه أقرب صديق له ليشد من أزره حيث لا أزر بالمرة …وما الصديق إلا وزير كرتوني في حكم ديكتاتوري…
ويبدأ مشوار عمره من الكوافير وسط كوكبة من بنات حواء هن قريباته …وفي الكوافير تلتقي عصابة ” ريا ” بعصابة ” سُكينة ” ويضيع بين العصابتين ولا أحد يرحمه أو حتى يلتفت إليه في تلك الزحمة النسوية .
ومن بعد تتجه المسيرة الصاخبة إلى الأستديو وتوثق الصور حاله بلسان ” وأنا حالي كيف بقدر بوصفو ” ؟…عويناته ليست ترع لولي ولا بحار ياقوت بل جاحظات كعيون قط محبوس ، وكما وصف البروف الراحل ” عبدالله الطيب ” في أحاجي سودانية ” لو شفت عيون الجنيتو كديسك الزريتو ” ووجهه مخطوف مذهول مربوك …تمعنوا في صور أي زفاف عريس وتفحصوا وجهه تروا عجبا !!
أما بنات حواء فكل واحدة مشغولة بنفسها قلقة على زينتها وملبسها فبعد قليل ستبدأ مسابقة مصيرية ….مسابقة ” من أجمل فتاة في العرس ” ! وستكون حديث الناس لفترة من الزمن ، وقد يترتب على القصة ترشيح لأحد العرسان …فهل هناك فدائية منهن تقبل أن تضحي بذلك المجد في سبيل الاهتمام بالعريس ؟ ! حااااشا وكلا .
ويتحرك الموكب الملكيّ إلى جهة الحفل أينما كان …في الميدان الكبير أمام بيت العروس ! في النادي ! في قاعة من القاعات ! ويصل الموكب …والعريس وعروسه لا يكادان يجلسان في المسرح المعد إلا وتهجم عليهم جماعة الحفل للمباركة والتهنئة … أما العروس فعلى وجهها فرح حقيقي وابتسامة نصر عريضة تكسو وجهها فقد خرجت من زمرة البايرات
أما العريس فله الله ! فوجهه تنبطح عليه ابتسامة بلهااااء فهو الخاسر الأكبر في الصفقة فقد تم الإيقاع به واللي كان كان …ولا تسأل عن يده المملوخة التي لم تهبط أبدا فلا بد من مصافحة كل تلك الأيادي المهنئة بلا حصر ولا عد ! وأكيد ستحتاج تلك اليد علاجا طبيعيا أو مساجا بزيت السمسم لتعود سيرتها الأولى .
ويبدأ الحفل ويعتلي المغني خشبة المسرح فيصاب الناس بهوس جنوني وتمتلئ الساحة بالراقصين والراقصات والمسكين لا يجد له مكانا بينهم إلا بصعوبة ليرقص مع عروسه …ولا يتوقف الغناء إلا قرب منتصف الليل …ويرحل الفنان وبعض المدعوين …ويقتصر بقية الحفل على الخواص لإكمال آخرالمراسيم …الجرتق والفال والضريرة …وأغنيات السيرة التي تمجد العريس وتصوره كأحد أبطال الإغريق القدماء ، بينما هو في الواقع ليس إلا طرطورا و وعصفورا ضعيفا في أيدي النساء ….فأين تلك الأمجاد المزعومة ؟!
هذا هو حال العريس فهل تراني جانبت الحقيقة أو بالغت في الوصف ؟
فإن كان هذا هو حال من يفترض به أن يكون صاحب الكلمة والأولى والأخيرة وفي شأن من أخص شؤونه ، بل ويدفع دم قلبه وما ملكت يداه ، لكنه لا حول ولا قوة له …فما بالك ببقية الرجال ؟ فالرجال في موضوع الزواج مجرد كومبارس في المسرحية الكبيرة وليس لهم من دور إلا مع الماذون للعقد …فقولوا لي بربكم هل لهم من دور فاعل في المناسبة ؟! ولا تعتدوا بالأدوار الهامشية من ترحيل الناشطات في المناسبة من مكان لآخر ….ولا إحضار الخرفان والعجل من الزريبة ….
وحتى مهنة الماذون التي هي الفرصة الوحيدة لهم للقيام بدور فاعل ، لا تستبعدوا أن يأتي يوم وتنقض بعض النساء القاهرات على هذه المهنة الرجالية فتستولي عليها بانقلاب نسائي مخطط له لتنهي وجود الرجال نهائيا ، ولا يبقى منهم غير العريس فوجوده حتمي ، إذ لا يصلح أن تقوم به واحدة منهن …..
وفي كل تلك التفاصيل التي قصدت أن أنثرها تجد المرأة حاضرة حضورا فاعلا حيويا بارزا …فمن يحدد المهر ؟ ومن يحدد مواعيد كل تلك المراسم ؟ والمعازيم ؟ وكل الأمكنة التي سيتم فيها فصل من فصول الرواية ؟ أليست المرأة هي التي تقوم بكل ذلك ؟ أين الرجل من ذلك ؟ وإذا عنّ للبعض أن يسأل والد العريس أو والد العروس عن شيء ما ألا يحال فورا لأم العريس أو أم العروس ؟ حتى ضُرب المثل حال الانشغال الشديد بأم العروس ، هل سمعتم بأبيها ؟….وهكذا أعزائي أقولها بكل ثقة إن العرس سيناريو ترتبه وتديره وتخرجه حواء بنت حواء .
وإلى أن ألقاكم مع طقوس فطور العريس فتلك حكاية أخرى بغرائبها المبتدعة .
غريب الدارين
[SIZE=4]التحيه ليك يا استاذ غريب الدارين اصبت في ما قلت
انا حضرت لي كم عرس كان فيه الازواج منصدمين من توب الزفاف اللى لابسنها زوجاتهم من تعري وفستان مفتوح من منطقه الصدر والاكتاف منظر مخجل والراجل يقرب يخش في هدومو من الموقف المحرج الختتو فيها زوجتو دا كلو من عدم المشاركه انا غايتو لو عرست (ودا مستبعد) انا دا الحمشي اختار توب الزفاف بي نفسي واشرف على كل تفاصيله الزواج من بدايتو لي نهايتو عشان ما دايرين احراج[/SIZE]
[SIZE=5]الحلو …تحياتي
ما بعيد تقدر تهرشن وتمشي رايك ….لكن تعال شوف مصمصة الخشوم وقولة : بس عليهو …العريس مسيييخ ….ماشفنا عريس بتحشر في زي ده !
غايتو العروس الله يقدرها علي عريسها المسيخ ده .[/SIZE]
كاتب المقال صراحة ماعندك موضوع . كان الاجدر بك تناقش غلاء المهور وتاخر سن الزواج
فى المجتمع السودانى نسبة للفقر وضيق اليد نتيجة لسياسات الدولة الخاطئة ، بدلاً عن إنتقادكـــ
لعاداتنا وتقاليدنا التى ورثناها عن أهلنا الطيبين.طقوس الزواج السودانى لها طعم خاص ومذاق.
الجوطه دى كلها بسبب الحفله اول ما تقول ماعندى حفله واختلاط الناس بتعرف وجهتك وانت البتكون ماسك زمام المبادره يعنى غداء واى زووول يمشى ويشوف امو وين لكن اول ما تقول فى حفله انت كده تقسستا تقست السنين المره تقول ليك عايزه ندويه وام المره تقول ليك عايزه صالة كذا…… وكيده ريسوك وديسوك
بالمناسبة يا اخوان انتو شنو صورة المرة المالية الصفحة دي؟؟؟ اقصد الشعرها منكوش دي!!!!!! وثانيا البيض الاصفر في مكان التعليقات ده شنو؟؟ ما تقولو لي فيروس ….. الفيروسات شفناها و ضقناها كمان