منى سلمان
يلا يا حاجات .. الطايرة جات
ممكن يا حاجة لو سمحتى تنادي لي نازك؟
إكتفت الحاجة بالإلتفات لداخل الخيمة وصاحت منادية:
هوي يا نازك .. أمرقي لي برة .. راجلك واقف في رجاك.
أشرق وجه (نازك) الجميل في خمار الإحرام الأبيض وتبسمت عندما إقتربت من زوجها في ود، إنزويا على جانب مدخل الخيمة يتبادلان السلام والتهنئة .. إلتفت (أزهري) ناحية (سيف الدين) ورفيقاته ثم مال وهمس لـ(نازك):
والله مشتاقين.
بادلته الهمس زاجرة:
نحنا مش قلنا الكلام ده ما بقولوه هنا؟
رفع صوته ليغيظها:
يا أخوانا الزول لو مشتاق لي موتو.. دي فيها حاجة كمان؟
دفعته بيدها في دلال وقالت:
هسسسس خلاص كفاية .. بطل حركاتك دي يا حاج.
أجاب في جديه:
طيب أنا جيتك عشان توكليني .. أرمي ليك الجمرات .. جماعتي كلهم حا يرموا لي نسوانم عشان الزحمة صعبة شديد.
قالت في إحتجاج:
أوكلك كيف يعني؟ .. أنا ما قلتا ليك من السودان هناك .. إبليس ده أنا بفلّقوا براي؟!!!
قال محاولا إقناعها:
والله إلا يفطسوك بي رجلينم .. اسمعي كلامي ما حا تقدري على الزحمة.
قالت في حسم:
انت قايلني عجوز ولا شنو .. ابليس ده كان ما سيحتا دمو ما برتاح!!
في نفس الوقت كان (سيف الدين) قد حسم جداله مع أمه وخالته وأخذ منهن الوكالة وغادر ثلاثتهم الخيمة متوجهين نحو رمي الجمرات.
في المساء عندما إجتمعت النسوة في الخيمة للنوم كانت (نازك) تضجع على جنبها وتطلق صرخات التأوه والألم مع كل حركة من جسدها (المدشدش) بينما تلاحقها النسوة بتعليقات الشماتة:
ما كنتوا عاملين فيها رجال وبترجموا براكم .. الجرسة شنو فينا؟
قالت (نازك) في تسليم:
بري يا يمة من الزحمة الناس شايلني بي كتافينم .. رجليني ذاتا ما واصلة الواطة من الزحمة .. خلاص تبتا .. بكرة بوكّل أزهري يرجم لي.
تضاحكت النسوة وتوجهت حاجة (خديجة) نحو حقيبتها وأخرجت منها مقطع من قماش (الشامواه) الأحمر القاني وعادت نحو فراشها تترنم:
اللوووول يا لولية .. بسحروك يا ستي يا حبشية!!
زجرتها حاجة (روضة):
أجي أجي .. لولية شنو يا حاجة كمان البتغني ليها هنا؟
قالت حاجة (خديجة):
فيها شنو يعني؟ الليلة العيد وقلتا النفرح ظاري .. النبي رايك شنو في المقطع ده؟ .. إشتريتو لـ(الست) من دكان هندي في مكة.
قالت (نازك) بنبرة توفيقية:
لكن الكلام ده حرام .. حقو ناس (الست) ديل تخليهم لمن ترجعي السودان.
رفعت حاجة (خديجة) طرف المخدة وقامت بدس المقطع الأحمر تحتها ثم إلتفتت نحو (نازك) وقالت:
الحج بي دربو .. والظار بي دربو .. مافي أييي عوجة.
ثم إضجعت متوسدة مقطعها وهي تترنم:
لولية إنتي ما صعبة!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
مافي حاجة اسمها الحج بدربو و الظار بدربو – درب الخلاص- درب واحد – هو درب التوحيد ننصح هؤلاء الحاجات ان يبادرن بالتوبة الصادقة وان يتخلصن من هذا الوهم المفضي الي الشرك – انا بصراحة جني وجن النسوان البعملن و يدقن الظار و الله لو في طريقة امسك من الحاجة دي الشامواه الاحمر بتاع لولية الحبشية ده و اقطعوا حته حتة و انط في رقبة لولية و اكسرها ليها- اذكر و ان يافع ان حضرت بعضا من جلسات الظار هذا المهرجان الذي يجلب دراويش النساء – نسوان بصراحة صواملين فاكة وجربكس الهداية لهن معطل- حضرن وكل واحده منهن ماسكها جن من نوع معين شيئ اسموا الخواجة و شيئ اولاد ماما و لولية الحبشية- بخار و عطور يملأن المكان و النساء في الحلقة تفور كما القدر و الفوضي تعم المكان اذا ما قدرللفوضي ان تحضر هذه الجلسة الشيطانية لولت هاربة- الخمور كانت متوفرة و ادخنة التبغ تتعالي لتهرب من المكان – يا لله كان المشهد يصور الخواجة حيث توسطت احد النساء حلقة الردحي و الرقيص المنفلت الذي ليس عيله ضابط او رقيب- اخدن راحتن بالكامل وطبعا انا شفع لي صغر سني ان الج الي هذا العالم الغريب- امراة تلبس بنطالا و قميصا و تتضع قبعة علي راسهاوتمسك يداها الاالاثنتان بسيجارتين مشتعلتين و تنفس دخانا في الحلقة الضيقة و ترطن بكلمات لا تمت الي الانجليزية باي صلة – وقرع الطبول و الدفوف يتصاعد بوتيرة كالمتوالية الهندسية – صدقوني انا اجزم بان ابليس نفسه راعه و ادخل في نفسة الخوف ممارأي بصراحة كدي يا مني البسوهو النسوان ده حيرني وحير الشيطان
الجمرات من زمن كداري بقي فيها سلم كهربائي وبكرة حتبقي ذي قطر الملاهي بتاع بيت الأشباح ترمي وانته ماشي،،. يا حليل زمن حجه نازك