الأمين العام لقوى الشعب العاملة:نحن ليس حزباً من أحزاب حكومة الوحدة الوطنية
حزب تحالف قوى الشعب العاملة أين يقف الآن ..خاصة في ظل اتهام البعض له بأنه غير موجود ؟
– حزب تحالف قوى الشعب العاملة حزب سياسي موجود!! لديه عمل سياسي نشط وكبير .. وقاعدة جماهيرية ضخمة، ويعتقد البعض انه اندثر وانتهى بوفاة ورحيل الرئيس السابق جعفر نميري.. ولكن الحزب موجود على أرض الواقع، وفعالٌ بين قواعده وقياداته وكوادره، ويقف على رأسه اللواء خالد حسن عباس نائب رئيس الجمهورية الأسبق …
لكن د.فاطمة عبد المحمود رئيسة حزب الاتحاد الاشتراكي قالت في حوار صحفي بأن تحالف قوى الشعب العاملة لا وجود له ؟
– د.فاطمة يحق لها قول ما تريد، ولكن الواقع يقول أمراً آخر!! بأن تنظيمنا مسجل، ولديه آلية و حركة، وهو يقدم في كل يوم أنموذجاً للعمل الوطني الراشد مثل ما تم عمله إبان فترة الاستفتاء على فصل جنوب السودان، وماتقدم به التنظيم من دفع قانوني بحت للمحكمة الدستورية لوقف سير الاستفتاء .
إذًا ما هو الداعي لتصريح د.فاطمة رغم أنها « منكم وإليكم ؟
– د.فاطمة كانت جزءاً لا يتجزأ من مايو، وكانت في الجهاز التنفيذي مثلها مثل التكنوقراط الذين استعانت بهم مايو في الجهاز التنفيذي، ولكن مابعد حضور الرئيس جعفر نميري، وانخراطها داخل دوائر تنظيم قوى تحالف الشعب العاملة، إلى أن أصدر الرئيس نميري قراراً (رقم 22) في تاريخ 29 اغسطس 2003م قضى باعفائها من عضوية المكتب السياسي، ومن ذلك التاريخ انقطعت صلتها بنا وكونت الاتحاد الاشتراكي، وذلك للاستمرارية بذات الفكرة رغم أنها في مرحلة من مراحلها السياسية قد تبرأت من مايو ومشاركتها وهذا التبرؤ موثق لدينا بخطاب وجهته للسيدة سارة الفاضل حرم رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي في فترة الحزبية الثالثة، وفي هذا الخطاب اوضحت بأن مشاركتها فى مايو لم تكن عن قناعة ذاتية بما تم في مايو.. والآن هي تلبس ثياب مايو تماماً وتلتحق بها وتقول ما تقول عن اندثار التحالف وهي لا علاقة لها بالتحالف!!! ولكن من حقها أن يكون لها تنظيم سياسي تتناول فيه ما تراه من آراء سياسية، وليس هناك حجر على شخص، ولكن أن تظل تدور في فلك فكرة الاتحاد الاشتراكي وصيغة العمل لقوى تحالف الشعب العاملة!! و التي هي فكرة مايو الراشدة، والتي بني عليها ميثاق العمل الوطني.
بالحديث عن الفكرة ألا ترى أن الرؤية هي ذات الرؤية فلماذا وفيم الإختلاف بين الحزبيين ؟
الحقيقة أن كل الأحزاب السودانية متفقة في العموميات، ولكن يبقى الأمر في آلية التنفيذ، وشفافية العمل، وطريقة الادارة.. ومابيننا من اشتراك في الرؤية مع حزب الاتحاد الاشتراكي.. لانهما مرتبطان بمايو الفكرة والمحتوى والميثاق والشيء الثاني أن فاطمة ظلت تتحدث عن الاتحاد الاشتراكي والكيان والفكر الاشتراكي السياسي وهي في الأصل لم تكن طرفاً أصيلاً في آلية إيجاد هذه الفكرة على مستوى التطبيق السياسي سواء في فترة مايو أو ما بعدها وهناك أشخاص الآن على قيد الحياة هم الذين قاموا بوضع ميثاق العمل الوطني، ومنهم اللواء خالد حسن عباس احد الذين قاموا بالثورة، واحد الذين عملوا في كل مراحل مايو المختلفة وغيرهم.. وبالتالي نحن لسنا في صراع مع د.فاطمة!! بل هو تصحيح لمعلومات خاطئة ظلت تتحدث عنها ..
إذا كان ذلك صحيحاً..! لماذا رفض اللواء خالد حسن عباس وحدة المايويين ؟
– هذه معلومة غير صحيحة.. فاللواء لم يرفض اولاً فكرة الوحدة، لأن مايو تحترم الحوار والديمقراطية!! وفقاً للمعاييرالتي يحترمها الجميع.
تتحدث عن وجودكم ..لكن الأجيال اليوم لاتعرف مايو؟
– تحالف قوى الشعب العاملة موجود وسط كل فئات الشعب «أجيال سابقة ولاحقة» وأقمنا كثيراً من لقاءات السياسية ومقولة إن الأجيال لا تعرفنا..! غير صحيحة.. فلدينا الآن عضوية شبابية إنتمت إلينا بعد أن قرأت وسمعت عن مايو وقارنت مابينه والأحزاب الأخرى، وهذا المحتوى جعل لنا أرضية ثابتة لدى الشعب…
لثورة مايو اخطاؤها ..ألّا تعترف بذلك ؟؟
– لكل فترة حكم اخطاء ومحاسن فهذه حقيقة وليس هناك حكم شامل وكامل بغير أخطاء وشوائب!! ولكن السؤال من هوالذي يحاسب؟ومن يحاسب من؟؟ ومن الذي يحق له الحكم القاطع..؟ وليس لأحد حق دمغ تجربة مايو بالفشل الذريع..!! وخاصة اذا كان هذا الاتهام من فاطمة التي كانت مايوية..!
ماهو موقفكم فيما يدور في المشهد السياسي الآن ؟
– نحن موقفنا واضح ومحدد..! من دعوة الحكومة للحوار وقد ذكرناها في الاجتماع الذي دعا اليه المؤتمر الوطني للأحزاب السياسية، وشرحنا موقفنا بأننا ليس حزباً من احزاب حكومة الوحدة الوطنية، فنحن تنظيم سياسي يدعو للوحدة الوطنية..! وهناك فرق كبير بين هذا وذاك..
لكنكم وقفتم على مسافة واحدة من (الحكومة والمعارضة) ..أليس هذا موقفاً تكتنفه السلبية والضبابية ؟
– صحيح ما ذهبت إليه.. فنحن بالفعل على مسافة واحدة من الحكومة والمعارضة.. وموقفنا ليس بضبابي بل هو موقف واضح كما قلت من قبل.. وما يهمنا هو وضع المواطن واستحقاقه لأبسط حقوقه في الحياة.. وهذا أهم من الصراعات حول كراسي الحكم، وعملية المناورات السياسية.. ونحن ضد مبدأ المحاصصة السياسية والكراسي.. وهذا كله لن يخدم قضية الوطن..لذا نحن ندعو الى اتفاق اطاري فيه اشياء محددة وتفصيلية لكافة قضايا الوطن التي تهم المواطن في حياته واستقرارها واجتمعنا في ذلك مع حزبيّ الامة والاتحادي الديمقراطي ومع عدد من القيادات السياسية ..
على ذكر الأمة والإتحادي.. الآن تقدما عليكم بخطوة في الحوار مع الحكومة ؟
– نحن ايضاً لسنا ببعيدين عن الحوار مع المؤتمر الوطني خاصة وقد وقعنا وثيقة معهم قبل اكثر من سنتين وهو اتفاق اطاري.. ولكن لدينا رؤى حول آلية تنفيذ هذا الاتفاق السياسي، ولدينا بعض المحاذير- أحدها كان قبل أن يتم فصل الجنوب..
المعارضة تحسبكم كجزء من الانقاذ لأن بعضكم اندمج فيها بل استوزر ؟
– هذا مجرد اتهام يقال!! لأن بداية الحكم كان عسكرياً ،ومايو عسكرية، وما حدث من انضمام للانقاذ لاشخاص من قوى تحالف الشعب هي كانت شخصية، واي شخص لديه الحق في الانتساب والاستوزار..
هنالك أبوكلابيش، وعبد الباسط سبدرات، واللواء أبوالقاسم محمد إبراهيم وآخرين إنضموا للوطني ؟
– أبوكلابيش ليس هو من القيادات التاريخية لمايو، هو فقط عضو من أعضاء مايو، وكان جزء منها، وعمل في عهدها.. وأبو القاسم محمد إبراهيم نائب رئيس الجمهورية السابق اشترك في حكومة الانقاذ وكان في المكتب القيادي ووزيرًا للصحة ولا نستطيع ملامته في ذلك.. وكذلك سبدرات عمل في مايو والانقاذ معاً وهذه اختيارات أشخاص لا يمكن أن نقول إنها اختيار لكيان كامل اندمج مع الانقاذ.. وحتى قضية الاندماج مع الانقاذ هنالك عدد كبير من المايويين رفض فكرة الاندماج، حتى الرئيس الراحل جعفر نميري كتب لمسجل التنظيمات السياسية مذكرة يوضح فيها بأن هذا اطار فكري لم يكتمل ليندمج.. وايضاً حتى الوصمة والوصفة بأننا جزء من الانقاذ هذا غير صحيح..! لأننا ككيان لم نشارك في الحكومة الوحدة الوطنية أو عملية المحاصصة، لاعتقادنا أن المشاركة يجب ان يتبعها تغيير حقيقي..
دعوة الرئيس البشير الاخيرة (لوثبة وطنية وحوار) شامل… ماتعليقك ؟
– رحبنا بدعوة الرئيس للحوار، ولكن ايضاً دعونا الاحزاب السياسية بأن تخلع وجهها الحزبي وترتدي وجه الوطن للخروج من هذا المأزق.. وأن نكون اكثر واقعية ونتجاوز أزمة الثقة التي اعتبرها أسْ المشكلة السياسية لابد من توافر الثقة والإرادة.. ولا يمكن أن نستمر على نهج «اننا لا نكذب ولكننا نتجمل».لأن هناك أزمة ثقة مابيننا والحكومة..! وازمة ثقة مابين المعارضة والأعضاء فيما بين أنفسهم.. ولكن الازمة الكبرى- هي أزمة الثقة مابيننا كأحزاب والمواطن!!! فالشاهد أن المواطن السوداني فقد كل الثقة في القوى السياسية، فهو الآن يقف على مسافةٍ من السياسيين وقد يكونو قد وضعونا في (خانة المنافقين) كسياسيين طبعاً .. وهذا ما لم ينتبه اليه البعض.. وهو مهم جدًا لأننا نحن من ندير شؤون هذا الشعب، ولهذا يجب الوصول الى معادلة الثقة مع الشعب السوداني أولاً وأقولها صراحةً لا أحد منَّا أو من هذه الأحزاب الكبرى يستطيع أن يقول إنه يمثل 50% من الشعب السوداني بعد كل ما يحدث الآن من ازمة سياسية طالت كل شيء اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً ..
هل أنتم على إستعداد لخوض الانتخابات القادمة ؟
– من الصعب لأي تنظيم سياسي بغير المؤتمرالوطني ان يخوض الانتخابات لسبيين أولهم أن الاستعداد وسط القواعد ضعيف بالنسبة للاحزاب، وكذلك القدرة المالية للاحزاب صفر كبير مقابل ما يمكن ان يتحرك به المؤتمر الوطني، ونحن رفضنا فكرة أن نستعين بالدعم الخارجي ..
عيسى جديد : صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]