خالد حسن كسلا : حينما غضب «عرمان» من «غندور» !
والرد على مثل هذا التصريح الذي ينم عن نرجسية ويفسره المثل الشعبي آنف الذكر، بأكثر من طريق. فالوفد الحكومي كان يترأسه في الجولة الخامسة الدكتور عمر سليمان احد ابناء كردفان، وهو بذلك أولى من عرمان في تناول قضية المنطقتين لأنه ينتمى الى إحداها، وان كان يمثل الحكومة وليس بالضرورة ان يكون من تلك البقاع ليترأس وفدها، ثم إن عمر سليمان كان يمكن أن يكون هو المختار من البداية رئيساً للوفد الحكومي ومفوضاً كما بروف غندور.. وهذا شأن الخرطوم وليس قطاع الشمال ولا عرمان. وعرمان نفسه ليس هو الشخص المناسب لرئاسة وفد يفاوض حول المنطقتين. ثم إن أبناء المنطقتين مفترض أن يحاسبوا الحركة الشعبية لأنها كانت تقول إنها تحارب من أجلهم، وبهذا الشعار البراق كانت تجند من المنطقتين الشباب والصبيان ليصبحوا «فاقداً تربوياً» في حين أن أبناء قادة التمرد يتنعمون من كسب آبائهم ويدرسون الطب والهندسة والصيدلة والمختبرات الطبية والبيطرة. وبعد أن صمت أبناء المنطقتين عن خداع حركة قرنق بعد أن سقطت الأقنعة، زيدت مرارتهم بأن يتبنى التفاوض حول قضيتهم «عرمان». وايام الحملة الانتخابية الماضية وبعد أن رشحت الحركة الشعبية ياسر عرمان لرئاسة الجمهورية، كان رياك قاي قد قال: (جلابي لجلابي أحسن البشير). والآن نطرح السؤال: هل يفضل أبناء المنطقتين في رئاسة وفد يدعي ويزعم تبنى قضيتهم ياسر عرمان على غيره من أبناء المنطقتين؟!.. ويشير عرمان الى ضرورة أن يترأس الوفد باستمرار الرجل الثالث في الدولة يقصد البروفيسور ابراهيم غندور لأنه «يتمتع بصلاحيات تنفيذية»، وهنا سؤال: هل يتمتع عرمان بكل الصلاحيات التي تدار بها الحركة الشعبية قطاع الشمال؟! هل يمكن أن يتفق مثلاً مع الحكومة في نقل المفاوضات إلى الخرطوم كما طالب بذلك السيد الصادق المهدي رئيس الوساطة أمبيكي؟! وعرمان افضل له طبعاً ان تكون المفاوضات هنا لكي يعود بمعنويات مرتفعة، وقبل ان يترجل من الطائرة يلوح بإشارة النصر «فكتور» كما فعل حينما عاد ضمن وفد المقدمة عام 2003م. لكنه الآن يُدار بالتحكم عن بعد بواسطة مالك عقار والحلو، وهما أيضا يداران بنفس الطريقة من قبل القائمين على مشروع التآمر من وراء حجاب. ولا يحق لعرمان ان يقارن بين عضوين بالمؤتمر الوطني كلفهما حزبهما بالتفاوض مع المتمردين للوصول الى تسوية لحقن دماء الفتيات والاطفال في جنوب كردفان والنيل الأزرق، دون أن يكون ذلك بواسطة القوات المسلحة. ولكن اذا فشلت الحلول السلمية فهذا لا يعني بالضرورة ان تستمر إسالة دماء الأبرياء. فالدولة لها جيشها الشرعي وروافده التي تخضع قياداتها لرئيس هيئة أركانه المشتركة ومنها قوات التدخل السريع. وحكاية المجادلة التي تخيم على اجواء التفاوض هناك لكسب الوقت لصالح المتمردين تبقى مضرَّة كبيرة جداً على صعيد المدنيين الذين ينتظرون حسم الأزمة لينعموا في مناخ الاستقرار المستدام بالخدمات الصحية والتعليمية والحياة الكريمة كما كانوا قبل التمرد. هناك مناطق صغيرة وقرى في جنوب كردفان خرج منها متعلمون منهم من نال درجات فوق الجامعية، لكن الآن يسودها الفاقد التربوي بسبب المعاناة والمأساة بعد انفصال الجنوب وظهور خداع حركة قرنق لأبناء المنطقتين. امر غريب.. مناطق يتخرج أبناؤها في الجامعات في السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي، والآن يتشرد أبناؤها وبعضهم يختطف ليحمل سلاح الجيش الشعبي وهم في أعمار قصيرة. وعرمان يضيع الوقت في المقارنة بين غندور وعمر سليمان. فهل من إملاءات قيادة قطاع الشمال على عرمان أن يحتج إذا لم يترأس الوفد في أية جولة من جولاته الرجل الثالث في الدولة؟! واخشى ان يحشر أنفه اكثر ويقول لا ينبغي ان يقود الدفاع في المنطقتين شخص برتبة كذا او كذا من القوات المسلحة.. عرمان كان يتطفل حتى في أمور البسملة والصيام والحج.. وهذا معروف.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
الصحيح الرجل الثالث بعد المشير والفريق !!
مازال البشير وزبانيته يتمسكون بالحكم حتي لو قسموا السودان الي مليون دولة … اي جزء من السودان يثور علي الخرطوم سوف يفصل … باختصار شديد… حتي كسلا بتاعتك حتنفصل وتمشي اريتريا… افهم ياستاذ وتكلم بشجاعة … الإنقاذ وعلي رأسها البشير هم أساس المشاكل في السودان… وعرمان وجماعته نتاج طبيعي للفساد والظلم والكبت والقتل والتشريد…