رأي ومقالات

د. عارف عوض الركابي : دّحْضُ تطاول النّيّل أبو قرون على «صِدِّيق الأمة»

[JUSTIFY]اللقاء الذي قدمته قناة «الخرطوم» مع النّيل أبو قرون هو مادة احتوت على ضلالات ومجازفات خطيرة وفيها التعدي على الإسلام وفتوحاته وبعض أحكامه من الثوابت وفيه التعدي على جناب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى القرآن الكريم ومن نقلوا الدين.. وقد كتبتُ ثلاثة مقالات سابقة في الإنكار على ما بُثَّ في هذا اللقاء أداءً لبعض ما يجب من إنكار المنكر والدفاع عن الدين وعن ثوابته مما تجرأ عليه بجهالات نشرها النيل أبو قرون بمساندة من مقدم البرنامج الذي سيكون لي حلقة خاصة أناقشه في تقلده منصب «الفتوى» والتصحيح والتخطئة !! في ذلك الحوار، وحيث لم تكن تلك الحلقات في مقام استقصاء لتلك «الشطحات» فإني أواصل التعقيب على بعض أهم ما لم أتطرق له فيها فأقول:

قال النّيّل أبو قرون: «على الرسول صلى الله عليه وعلى والديه وآله وسلم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» هذه قاعدة إلى قيام الساعة ما بيأخذه أبوبكر ولا بيأخذه عمر ولا…» ثم قال: رداً على سؤال المقدم: «ولا مرتبطة بزمن» قال: «إطلاقاً ولا بحكم «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» ما مرتبطة بحكم، ما علي موجود أبو بكر ما أخذ شيء من مقام علي ولذلك لكن كمان برضو وجود أبو بكر في الحكم لا يجعله هو فوق علي كمان» ثم قال رداً على سؤال المقدم: «مقام علي هو المقام الحقيقي؟» قال: «نعم «من كنت مولاه فعلي مولاه» قائمة و«أنت مني بمنزلة هارون من موسى» قائمة لم ينزعها وجود أبو بكر في الخلافة هو صار خليفة للمسلمين.. الحكم… فالتسلسل السُّلطوي لا يعطي الأسبقية العلمية..».أ. هـ .

قلتُ: ولست بحاجة إلى بيان ما يعتقده أهل السنة في بيان فضائل علي رضي الله عنه الخليفة الرابع الراشد ومكانته في الإسلام، وأهل السنة يثبتون له الفضائل التي وردت فيه والمناقب الكريمة التي أكرمه الله تعالى بها، ومنها حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه» وحديث «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» وقد قالها النبي صلى الله عليه وسلم له لما أراد بعض المنافقين الطعن فيه لما استخلفه النبي عليه الصلاة والسلام على المدينة.. وأما قوله النبي عليه الصلاة والسلام «من كنت مولاه فعلي مولاه» هي فضل له والولاية تعني الولاية الخاصة من النصرة والمحبة والولاء.. والحديث لا يعني الحصر ولا ينفي الولاية للنبي عليه الصلاة والسلام لبقية أصحابه.. ومن أحاديث فضل علي رضي الله عنه حديث فتح خيبر وغيره، فأهل السنة يوالون علياً وأهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ولا يغلون فيهم وكذلك يوالون صحابة النبي عليهم رضوان الله ولا يغلون فيهم، وقد قال القحطاني الأندلسي رحمه الله: «حب الصحابة والقرابة سنة ألقى بها ربي إذا أحياني» ..

وكلام النّيل أعلاه يفيد أنه يضع أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الفضل والمكانة دون علي رضي الله عنه، وقد حاول تضعيف فضيلته باجتماع المسلمين عليه ومبايعته خليفة للمسلمين وذلك بتهوينه من شأن وأمر الخلافة.

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته» رواه البخاري، وهذا إثبات لفضل أبي بكر على سائر الصحابة رضي الله عنهم جميعاً..
وروى البخاري في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال صلى الله عليه وسلم عائشة قلت: من الرجال؟ قال: أبوها». فأبو بكر أحب الناس إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو من شهد معه جميع الغزوات وكان صاحبه في الهجرة والغار، ولا يتقدم أحد من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام عليه في محبة النبي له.

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: اثبت أُحد فإنما عليك نبي صديق وشهيدان». فهو صدّيق رضي الله عنه وهي مرتبة عظيمة جاءت في مقدمة صفات المؤمنين بعد الأنبياء قال تعالى: «من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين..».

فقول النيل بتقديم علي رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه قول باطل مخالف لإجماع المسلمين والإجماع قام على أدلة شرعية ثابتة في الكتاب والسنة.

وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام أمته بأن تقتدي بأبي بكر وعمر من بعده فقال: «اقتدوا باللذين من بعدي» وأشار إلى أبي بكر وعمر رواه أحمد في المسند وصححه الألباني. وفي حديث المرأة التي جاءت للنبي عليه الصلاة والسلام فأمرها أن ترجع عليه فقالت إن لم أجدك، قال لها عليه الصلاة والسلام: «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» رواه البخاري ومسلم، والنصوص التي تفيد تقديم أبي بكر رضي الله عنه على جميع الصحابة كثيرة وواضحة، وقد استخلفه النبي عليه الصلاة والسلام ليصلي بالناس لما مرض فقال: «مروا أبا بكر يصلي بالناس»رواه البخاري ومسلم.

وأهل السنة يقولون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، فترتيبهم في الفضل والمكانة كترتيبهم في الخلافة، هذا هو القول الحق الذي تسنده الأدلة، وقد كان الصحابة يقولون ذلك كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في قوله: كُنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لاَ نَعْدِلُ بِأَبِي بَكْرٍ أَحَدًا ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لاَ نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ رواه البخاري..

قال الجويني: «أما إمامة أبي بكر رضي الله عنه فقد ثبتت بإجماع الصحابة فإنهم أطبقوا على بذل الطاعة والانقياد لحكمه… وما تخرص به الروافض من إبداء علي شراساً وشماساً في عقد البيعة له كذب صريح ..». وقال ابن قدامة المقدسي: «وهو أي أبو بكر أحق خلق الله بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لفضله وسابقته وتقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في الصلاة على جميع الصحابة رضوان الله عليهم، وإجماع الصحابة رضي الله عنهم على تقديمه ومتابعته». وقال ابن كثير: «قد اتفق الصحابة رضي الله عنهم على بيعة الصديق حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما». وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي: «وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين».

وقد ثبت عن علي رضي الله عنه كما في السنة لابن أبي عاصم وغيره: «لا يفضلني على أبي بكر وعمر أو لا أجد أحداً يفضلني على أبي بكر وعمر إلا وجلدته جلد حد المفتري».

إن غمز وطعن النيل أبو قرون في ذلك اللقاء في مكانة أبي بكر رضي الله عنه وسبقه وفضيلته وتقدمه على جميع الصحابة هو منكر شنيع وباطل كُبّار ومكر في عز النهار.. ومخالفة لإجماع المسلمين، وتعدٍ على ثوابت راسخة يجتمع عليها جميع أهل السودان بمختلف اتجاهاتهم وطوائفهم.. فهي من «التراث» الصحيح الذي ورثناه من آبائنا وأجدادنا في هذا المجتمع مما صحّت به أخبار النصوص الشرعية.. فهو تعدٍ على مفهوم صحيح راسخ في المجتمع ويتضمن هذا الاعتداء الطعن في النصوص الشرعية الثابتة والزعزعة والتشكيك في الثوابت وهو ما سعت إليه المادة المقدمة في هذه الحلقة في خلاصاتها ومجملها.. وهذه واحدة من «شطحات» النيل أبو قرون التي نقلتها للأسف قناة الخرطوم.

أضع بين يدي المجتمع بكل أطيافه وجهاته الرسمية والشعبية هذا التعدي والتشكيك في منزلة صديق الأمة التي اتفقت عليها الأمة.. وللصّديق أبي بكر حق واجب على هذه الأمة.. فهو من هو في الفضل فهو أفضل الأمة بعد نبيها عليه الصلاة والسلام!! فكيف بنا إذا كان المنتقص والمشكك في منزلته وسبقه قريب أو صديق؟!

وأواصل إن شاء الله في قضية أخرى.. من شطحات تلك الحلقة التلفزيونية البائسة .

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. زمن مهدر وساعات مضاعة مع أناس يدعون العلم والمشيخة وهذا المدعو النيل ظاهره صوفي وباطنه شيعي يتصدرون المجالس والمنابر ويتبعهم الغاوون هولاء قوم أستدرجهم الشيطان فجمعوا حولهم الجهال والرعاع لتقبيل الأيدي والاقدام وشراب ماء وضوئهم والتبرك بالبراز اكرمكم الله الا متي يستمر هذا الجهل !! مافعل هذا صاحبة رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا تابعيهم كانوا والله من ربهم خائيفين وكانوا للشهرة مجتنبين، ليسوا كهولاء الذين يبثون الاشاعات بين الناس ويضخمهما تابعيهم ومريديهم ونسمع بان شيخ فلان يحي الموتي وشيخ فلان طار به نعشه حتي استقر في المكان الذي دفن فيه وشيخ فلان يكون في المغرب معهم وفي العشاء طار لمكة والمدينة، ياشيخ الركابي ليتهم أستثمروا هذا الوقت في توعية المسلمين وخاصة الشباب أين هم من صلاة الفجر في المساجد!! أين هم من تلاوة القران!! أين هم من البر والاحسان شبابنا ضائع حفلات، وقصات شعر، ورقصات، لا أهداف ولا مخافة ولا خشية لان امثال هولاء يملؤن الفضائيات ويتشدقون ويتفاخرون بكراماتهم الكاذبة الزائيفة. اللهم ارجعنا للحق اللهم انا نعوذ بك من التيه والضلال…. ياشيخ الركابي اضربهم وقارعهم بالحجة لعلهم ينتهون…..

  2. احسنت ،جزاك الله خيرا وزادك علما وثبتك على الحق ايها الشيخ الجلبل. ونسأل الله ان يحفظنا من ضلالات المضلين وفسق الفاسقين.

  3. بارك الله فيك شيخنا وكثر الله من امثالك واسال الله ان يعين كافة علمائنا لتحمل مسئوليتهم تجاه هذا الشعب الطيب واقول ان أي صلاح في الأرض يكون السبب فيه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله وكل شر وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو بسبب مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله.
    فمشكلتنا في السودان تغييب العقول الممارس من قبل زاعمي التشيخ والتشيع وعلى راسهم الزنديق النيل ابو قرون فقد تناسوا قول ربنا (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (42) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب).
    وقال تعالى :
    {وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا}
    وقد قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة والدعاء إلى طاعة الله فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره،
    واقول يا من ولاكم الله امرنا لا تكونوا سبباً ليمسك الله عنا المطر ويهلك الحرث بمعاصيكم ،،، وقال بعض السلف: إذا قحط المطر فإن الدواب تلعن عصاة بني آدم وتقول (اللهم العنهم، فبسببهم أجدبت الأرض، وقحط المطر)
    اخيراً :
    اسال الله ان يحفظ السودان وان يميتنا على التوحيد. آمين

  4. [B]
    ماذا علينا اذا أبينا –[B][SIZE=4] هذا من صنيعة حكامكم[/SIZE][/B]

    قد أبيناها ،تلك العلاقة وتلك المولاة وذاك التودد لأغراض دنيوية لا تتعدى كراسي الحكم والحفاظ عليها على حساب ديننا ودنيانا فخسر البعض منا عقيدته باعتناق مذهب التشيع والدعوة إليه عبر ما نمتلك من وسائل إعلام هزيلة قليلة الحيلة ، عجزت حتى عن القيام بهجمة معاكسة، ترد لنا جزء من كرامتنا التي تعرضت للنهش من وسائل اعلام لدول مجاورة ،مجاهرة بالعداوة ، قد صبت جام غضبها على هذا الشعب المضياف الكريم . رغم فقرها وركاكتها ،فتحت أبوبها لكل ما هو رخيص من فن هابط ولدعاة الفتنة لسب صحابة النبي الكرام . تلك العلاقة مع إيران ومشايعتها من باب الخضوع والإنبطاح الذي تعودناه من حكامننا ،ضاربين بعقيدة أهل السنة والجماعة عرض الحائط ، مقدمين العون للشيعة للتبشير بمنهجهم الباطل الذي يحلل المحرمات ويبيح الكبائر ويتعدى على الصحابة بمنكر الأفعال وفحش الاقوال . علاقة لم تقم على اساس التكافؤء ولا إحساس بالتقارب العقدي والمودة والرحمة، بل لم تكن لا لهوى في نفوس الحاكمين . لحكامنا أهدافهم التي لا تتعدى أن تكون دنيوية وللشيعة كذلك أهدافهم والتي هي في المقام الأول دينية أساسها التبسير ونشر المذهب الديني الشيعي . وبهذا خسروا وخسرنا ديننا ومحيطنا الإقليمي والعربي والدولي ، فصارت البلاد محاصرة ومعزولة حتى من أقرب الأقربين بسبب التخبط والعشوائية حتى في أمر الدين والشرع والمولاة وأحكامها . ندعي التدين ، ونتحدث باسم التقوى ونستدل بآي القرآن الكريم ونستند على أحاديث النبي الكريم ، ونحن أبعد ما يكون عنها، فهي بذلك علينا لعنة وقد أصابت في مقتل. يدعون الورع والتقوى ، والناس تقتل ، يدعون الأمانة وأموال البلد تُنهب حتى عم الفساد وانتشرت الفاحشة وكثر الإجرام ، وفوق هذا كله، ندعي بأننا حماة الدين والدعاة إليه ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) ، بل وتؤكل أموال الناس بالباطل بمسميات غير ما فرض الله من زكاة -ولا شيء هناك غيرها ، وتُستباح الدماء وساد الفقر والمرض بين الناس حتى بلغ السيل الذُبى وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا …….).

    فاللوم ليس على الحكام وحدهم، بل للمحكومين نصيب بما كسبت أيدي الناس وحيث ما كنتم ( تكونوا) يولى عليكم. اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا .

    إن كانت قد تداعت علينا الأمم وتكالبت بسببكم ، فانسحبوا رحمة بالعالمين [/B]
    loylity-seam.blogspot.com