القاهرة والخرطوم .. ما بين السد والصد !

وتبدو قضية سد النهضة التى أخذت فى التفاعل مؤخراً عقب إصرار القاهرة على إيقاف إنشاء السد لحين الفراغ من بعض الأمور الفنية، فى ظل إصرار مضاد من إثيوبيا على أنها استكملت فنياً كافة المتطلبات اللازمة وأن السد لن يلحق ضرراً بأي طرف من أطراف دول الحوض واحدة من القضايا الشائكة التى تتصدر الآن المشهد فى المنطقة.
ولعل ما يمكن اعتباره أمراً معيباً فى الموقف المصري وطريقة تعاطيه مع الملف أنه يكثر من الضجيج الإعلامي والذي فى طياته وبين ثناياه ملامح تهديدات واضحة من المؤكد أنها فى خاتمة المطاف لن تخدم قضية الأمن القومي فى المنطقة إن لم تفسدها، ذلك أن الواقع الماثل الآن على الأرض وينبغي أن يتم استصحابه في أي محاولة معالجة للملف أن الجانب الإثيوبي -مصيباً كان أو مخطئاً- شرع عملياً فى إنشاء السد وقطع فيه شوطاً يصعب التراجع عنه خاصة إذا علمنا انه أجرى محادثات بشأن تمويل ووقع تعاقدات مع جهات دولية عديدة وهذا ما يستلزم محاولة إعطاء الجانب الفني فى هذه المرحلة درجة معقولة لأغراض بث المزيد من الطمأنينة فى نفس الجانب المصري إذ انه وكما قال السفير الإثيوبي فى الخرطوم فى حوار صحفي مؤخراً فإن من غير المنطقي أن تصرف إثيوبيا مليارات الدولارات فى مشروع قابل للانهيار، ودون أن تستوثق من كافة الموجهات الهندسية والفنية.
وعلى الجانب الآخر فإن الشقيقة مصر هي الأخرى لديها من الإمكانيات الفنية والهندسية ما يكفي للاستيثاق فى هذه المرحلة مما إذا كان المشروع قائم على أسس فنية جيدة؛ ذلك أن أزمة القاهرة فى هذا الصدد ظلت تتراوح ما بين إدعاء بأن إقامة السد فى حد ذاتها تهدد نصيبها من المياه، وما بين ادعاء آخر بأن بنية السد الفنية ليست موثوقاً منها هندسياً ومن الممكن أن يقع انهيار للسد فى أي لحظة.
وفى الحالتين فإن بوسع الإمكانات الهندسية المصرية أن تصل الى نتيجة مقبولة فى هذا الصدد، إذ أن المنطق يؤكد أن من المستحيل تماماً ومهما كانت نوايا الجانب الإثيوبي سيئة تجاه مصر أن يكون واحداً من مقاصد إثيوبيا تقليل كمية المياه والحصة السنوية الثابتة لمصر.
ولهذا فإن الموقف المصري من أي زاوية نظرنا إليه نجده لا يعدو كونه (بث لمخاوف) ربما كانت مخاوف مشروعة وطبيعية ولكن ما يبدد هذه المخاوف هو التعامل الفني الجدي والأمين مع قضية السد كلها، خاصة إذا استصحبنا عدم منطقية تهديد السد لحصة مصر لأنه لو كان صحيحاً لما تركت القاهرة إثيوبيا تبدأ مجرد بداية فى إنشاء السد مع علمها ومتابعتها منذ سنوات لكافة مراحل وخطوات إنشاء السد، اللهم إلا إذا قلنا إن المخابرات المصرية كانت فى حالة (سبات تام) منذ عقود ولم تر أو تسمع بالسد وهي التى قضت سنوات من قبل فى (قصة الحفار) الإسرائيلي الشهيرة ومتابعته من ميناء الى آخر حتى تمكنت من تفجيره!
إذن يتطلب الأمر تنسيقاً سياسياً ودبلوماسياً هادئاً مع السودان، لأن الأخير هو أيضاً من المستحيل أن يسمح بشيء يمكن أن يلحق أي ضرر بجارته الإستراتيجية الشقيقة.
سودان سفاري
ع.ش
وهى احدى دول حوض النيل .. مصر ليس لها حق ان تمنع اثيوبيا
من بناء سد على اراضيها .. يكفى نحن وليس بالبعيد سد اسوان
اخذمطامعها كبيرة .. فى دول الجوار ومصلحتها من طرف واحد ..
ليس لنا شأن بمصر .. ليس لهم أمان ولا ضمان .. على السودان
ان يكون اكتر قربا من اثيوبيا بحكم العلاقات القوية التى تربطنا
ب جزء كبير من الاراضى السودانية وغمرت المياه وادى حلفاء
مصر من حق اثيوبيا ان تبنى سد على اراضيها وتنعم بالكهرباء
اثيوبيا .. أين حلايب .. وأين شلاتين ..
مصر تحتل حلايب وشلاتين لذا علي السودان مساندة اثيوبيا ضد من يحتلون ارضنا علينا ان نشوف مصالحنا وين زي المصريين ما بعملو متا قامت مصر باي عمل في خير للسودان لم يحدث ذلك قط بل تكيد لنا دائما
مصر الآن اصغر آلاف المرات مما يصورها إعلامها. كانت كبيرة بعقول قياداتها وسياساتهم. أما الآن وقد تقزَّم السياسيون وتقزمت عقول القيادات فإن مصر صغيرة تماماً. وليست قادرة إلا على الصراخ والأحاديث الإعلامية الفجة. فالحرب والضربة العسكرية التي ينادي بها إعلاميون، يعلم العسكريون أنها خاسرة ولذلك لن يقدموا عليها أبداً. مصر ليست قادرة على شن حرب على أثيوبيا حتى من الناحية العسكرية، أما على الصعيد السياسي فهي فاقدة لأي تعاطف أفريقي. أفريقيا كلها ضد مصر وجزء مقدر من الدول العربية كذلك، أما الشعوب العربية فكلها ضد مصر. مصر تهوي إلى قاع سحيق ولسنا شمتانين، وإنما ننتظر أن يقود الشعب المصري ثورته الحقيقية التي لم تقم بعد.