مأساة إنسانية بمستشفى الدندر.. مريض هرم يحمل على (درداقة) ويُلقى خارج العنبر
مأساة إنسانية اتصل بالصحيفة منزعجاً المواطن/ أحمد محمد عبد الرحيم من مدينة الدندر ليطلعنا على تفاصيل مأساة إنسانية حدثت بمستشفى الدندر التخصصي حيث قال: بتاريخ 11/2/2014م كنت ضمن الوفد المرافق لوزير الصحة بولاية سنار في زيارة لمستشفى الدندر وبوصفي أحد أعضاء لجنة تطوير المستشفى وعند وصولنا وجدنا جمهرة من المواطنين حول المستشفى وعند استقصائنا عن الأمر وجدنا شيخ هرم مستلقي (داخل حوض شجرة) وكان المتجمهرون في حالة احتجاج على وضع الرجل فرفعته بمساعدة سائق الوزير وبعدها قمت بالاتصال على الوزير الذي كان داخل اجتماع بالمستشفى فخرج الوزير على الفور وبصحبته مدير عام المستشفى، وأوصى بإحضار كوب من الحليب للشيخ وسأل عن اسمه وجهته فقال أنا محمد الشريف أحمد من حلة كوكو فوجّه الوزير بحمله بالإسعاف وإيصاله للوزارة وظننا أن الأمر قد انتهى على ذلك.
نقالة (درداقة) تفاجأنا يوم الخميس الموافق 27/2/2014م بمكالمة هاتفية من يوسف حميدي /الأمين المالي للولاية بوفاة الشيخ الهرم، عندها تحركنا فوراً للمستشفى ووجدنا جثة المرحوم موضوعة على الأرض في الجهة الجنوبية الشرقية للمستشفى وكان يرافقني عبد الوهاب آدم مصري/ عضو تشريعي ولاية سنار وعرفنا أن الشيخ تم إخراجه من العنبر وهو على قيد الحياة محمولاً على (درداقة) بتوجيه من المدير الطبي للمستشفى بشهادة من رآه محمولاً على الدرداقة، وأفاد بعض شهود العيان أن الشيخ توفي بعد ثماني ساعات من إخراجه من العنبر.
بعدها قمنا بالتأكد من اكتمال الإجراءات القانونية من أمر التشريح والدفن من النيابة شخصي وعبد الوهاب ومنصور أحمد طه/ أحد أعضاء لجنة مستشفى الدندر فقمنا بغسله ووجدنا آثار دم على رأسه، وعند سؤالنا له عن أسباب الوفاة قال محدثنا لم نجد أي تقرير طبي يوضح سبب الوفاة فقمنا بتشييعه شخصي ومجموعة من المواطنين على رأسهم د. ناصر الخير علي/ مدير الخدمات الطبية بالمستشفى وصلاح علي الخليفة.
تحركنا لفتح بلاغ ولكن وكيل النيابة أفادنا بأن هذه القضية تتبع للأخطاء الطبية ومن ثم مكانها المجلس الطبي فقمنا بكتابة شكوى لوزير الصحة وأخرى للمجلس التشريعي.
رد غير مقنع
وللوقوف على ملابسات القضية قمنا بالاتصال على معتمد محلية الدندر أبو القاسم حسن فضل الله الذي قال إن المتوفي مجهول الهوية كان منوماً بالمستشفى وقبلها كان موجوداً في سوق الدندر تحت عمارة ود الزاكي وكان مصاباً بالكبد الوبائي وأمراض أخرى فأخذه الأطباء وعالجوه بأمر من الوزير، وعن إخراجه من العنبر قال المعتمد: بسبب تبوله داخل العنبر والذي تغيرت رائحته، أما قصة حمله على الدرداقة (والله ما عارف شالوه بي شنو) وتم دفنه بواسطة المحلية.
التهرُّب من المسؤولية
كان لا بد من الاتصال بالمدير الطبي بالمستشفى الذي وجهت له تهمة إخراج المريض من العنبر قبل وفاته واستعنا في الحصول على رقم هاتفه من معتمد الدندر ولكن لم يستجب لاتصالنا وعند الرجوع للمعتمد قال إن المدير الطبي أكد أنه غير مخول له التحدث للإعلام.
وحتى تاريخ لحظة تحرير هذه المادة لم نوفق في الحصول على رد وزير الصحة بولاية سنار نسبة لإغلاق هاتفه، أيضاً لم نحظَ برد من هاتف مدير عام المستشفى د. عبد الله الأبوابي بالرغم من اتصالنا المتكرر.
من المحرر
تراجع تقديم الخدمات الطبية بمستشفياتنا يوصلنا لكوارث كبيرة بسبب انعدام أخلاقيات المهنة فقد أشار بروفيسور أبو القاسم كروم أستاذ أخلاقيات المهن الطبية والتشريح لدى حديثه في تأبين مريضة توفيت نتيجة خطأ طبي إلا أن كل المستشفيات السودانية أصبحت تفتقد للنظم الإدارية التي ترتقي بتقديم الخدمات الطبية للمرضى وأصبحت مشغولة بجمع المال تاركة ما يسمى بأخلاقيات المهنة والتي انعدمت تماماً وسط الكوادر الموجودة الآن نسبة لكثرة عدد خريجي كليات الطب وندرة كبار الأطباء بسبب الهجرة أو الوفاة. فالمتابعة السريرية أصبحت ضعيفة جداً وإخراج هذا المريض من العنبر بسبب تبوله أمر غير مقبول وكان بالإمكان معالجة ذلك باستخدام (قسطرة وبامبرز) ولكن إنعدام الرعاية وفقر المريض أديا لإخراجه من العنبر وهو محمولاً على (درداقة) والإلقاء به في العراء دون رحمة لإنسانيته، وتكرر نفس الموقف من قبل مع مريضة بمستشفى حلفا الجديدة حيث توفت على باب المستشفى لعدم مقدرتها المالية، فالأمر يحتاج لوقفة عاجلة وجادة من وزارة الصحة الاتحادية حتى لا يلقي المرضى حتفهم بسبب الفقر والمرض واستهتار الأطباء.
صحيفة الإنتباهة
الخرطوم: روضة الحلاوي
ع..ش
نسال الله العافيه والسلامه للجميع
إذا ما إنعدمت الأخلاق فعلى كل شئ السلام ولا تعليق أكثر من ذلك.
هذه اخلاق الموتمر الواطي