منى سلمان
في بيت الحنة .. النسوان أشكال وألوان
تمثل تجمعات النسوان في الكوفيرات وبيوت الحنانات بيئة صالحة لدراسة الطبقات الإجتماعية النسائية، وملاقاة أنماط فريدة من النساء قل أن تحظى بلقياهن في غير ذات المكان، وبما أني أهوى الفرجة على البشر ومتابعة السلوك الإنساني لدرجة الحملقة والإنشداه، فقد كانت في زيارتي للحنانات متعة لا يشوبها وينغصها إلا الخوف من (سيد الاسم) والشكلة والذِلة في التأخير(طبعا حالي زي حال كل النسوان مع الرجال الما مستوعبين لحتمية التأخر عند الحنانة).
تنقسم الفئات الإجتماعية لمرتادات الحنانات لعدة أنواع:
أولها طبقة المرتاحات وبنات أو قل (نسوان العز)، ونساء تلك الطبقة من المداومات على نقش الحنة ولا يجهدن أنفسهن بالحنة (الجلوط) أو السادة ولذلك ينطبق عليهن لقب الزبونة المميزة أو ال(VIP) بما يدفعن، ويحصلن على الخدمة السياحية رغما عن أنف ناس (اشمعنا.. أنا ما جيت قُبالا)، والغريبة أنني من واقع مراقبتي اللصيقة اكتشفت درجة متقدمة من التحول الشكلي والنوعي لنساء تلك الطبقة، فمنذ إلتحاقي بركب المتزوجات في التسعينات ودخولي لمجتمعات الحنة والحنانات لاحظت التغير الدراماتيكي الكبير في نساءها، فبعد أن كانت تلك الطبقة مكونة من المنعمات من النساء الجميلات حقا، الشبيهات بالنساء في رسومات عهد النهضة وتماثيل مايكل أنجلو، بما يبدو عليهن من آثار النهمة ووراثة العز أما عن حبوبة، بدأ التغير النوعي لنساء تلك الطبقة مع ظهور وتنامي طبقة مستجدي النعمة والثراء، من بنات الراسماليين الجدد أو من ذوي الدرجات الوظيفية العالية البترودولارية، وتلاه التغير الشكلي فصرن يملن أكثر للشناه والعصعصة والجلد الناشف الأغبش فـ( لو غطسوا الواحدة في برميل زيت ما بتنور) والعياذ بالله.
أما الفئة التانية فهي طبقة العاملات والموظفات، وهؤلاء لا يلجأن للكوافير أو الحنانة إلا عند الضرورة كالمناسبات السعيدة وعند الطوارئ كـ(البكيات) الفجائية، فالموظفة المتنازعة دائما ما بين واجبات الوظيفة والعودة للأعمال الشاقة في البيت قد لا تجد من الزمن ما يكفيها للعناية بنفسها كما ينبغي، فنجد أنهن دائما (مفسخات) ورجلينهم بيض زي رجلين مرة الميت، كما يمكن تميز نساء تلك الطبقة بسهولة من ثيابهن البيضاء واللهوجة والإستعجال في الحركة ومن العصاعيص والعراقيب الحادة والعضلات التبش الناتجة من وقوف المواصلات وسك الحافلات.
أما الفئة الثالثة فهي فئة ربات المنازل، ويعرفن بسيمائهن فهن دائما داقشات ومدروشات وأرجلهن مشققات ولو ما بخاف الكضب أقول (الشق يدخل ضب)، ويدخلن على الحنانة وقد تلفحن بـ(توب الجارات)، ودائما ما تكون الواحدة فيهن تحمل واحدا مفجوخا على صفحتها وتسحب خلفها أثنين.
هناك فئة خاصة هي فئة العروسات وديل غالبا ما ينسحب عليهن تصنيفات المتزوجات فهن أما من بنات العز أو من الموظفات ممن كن على أعتاب البورة أو كانن أكيد بايرات قبال ما الحظ يسعدن ويلحقن قطر الزواج ويركبن في آخر عربية، وأخيرا هناك عروسات الطاشرات الصغار وسوقن حار وديل البيتخاف عليهن من عيون نسوان الحنة ما (يسحرون عشان ما بشبهون).
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/ALIGN][/frame]
والله يا خالتو منى كلامك فيه نوع من الإنحياز إلى الطبقة الثرية
وبعدين صاحبات الرجلين المشققات الجايبن للحنلانة شنو ؟ ما فى
صنفرة ؟ ودى لسع ساكة الحنة ؟ إحنو عليها .
طبعا الكلام كتير عن بنات الأقاليم وسلوكهن في الخرطوم وخاصة بنات الجامعة .
الأقاليم بي حالها دي أحسن من الخرطوم ، وبنات الأقاليم رغم سذاجتهن ليست مثل بنات الخرطوم لأن بناتا خربانات من زمان ولا أعمم طبعا ، لكن الداير أقولو بنات الخرطوم سبقن بنات الأقاليم في هذه السلوكيات ودى كلو نتاج الأحوال الإقتصادية الصعبة وضعف الوازع الديني .