رأي ومقالات

غريب الدارين: تخرج أم العريس لترى الخروف : سجمي سجمي ده شنو ؟ ده الخروف ولا دي العروس ؟


قد وعدت أن أجرجر قلمي للكتابة عن بعض الأعراف الاجتماعية وأبرزها الزواج وما يتعلق به من ممارسات قد يصل بعضها حد المبالغة ….والمقال الماضي وجد حظا طيبا من زيارة القراء وتعليقات بعضهم …ومن أفضل التعليقات كان تعليق الأخ ” الحلو” الذي انتقد فيه ملابس العروس التي تكشف أكثر مما تستر فيستاء العريس لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا فقد قضي الأمر …وحتى لو صمم على إصلاح الخطأ فستغضب العروس وأهلها وتبدأ المشاكل من أول ليلة …فلا يجد أمامه إلا التزام قاعدة أخف الضررين وهو الصمت ….صمت على الأعوج !!
وفي المقابل كان بعض التعليقات ساخطا بشدة بحجة أن تلك أعراف متوارثة وتكاد تكون الوحيدة التي يجد الناس فيها شيئا من الفرح والسعادة …فلماذا نقلبها هما وغما ؟….ودي جوازة مش جنازة !
ولكن فات على البعض أن المقال كان وصفا ولم يكن نقدا ،فقد وصفت مايدور في البيوت إذا عزم أحدهم على إكمال دينه …وقلت إن الأعراس مهمة نسائية تتكفل بعبئها النساء عن طيب خاطر وتقوم بكامل مستلزماتها إلا قليلا منها …كأنما ذلك يمثل تعويضا لهن عن احتكار الرجال لأعباء السياسة والحكم …والرجال من جانبهم متنازلون بكاااامل إرادتهم عن تلك المهام العرسية أو لعله مرغم أخوك لا بطل ، ويتعللون بمشاغل وهمية ليست حقيقية ليبرروا تنصلهم عن القيام بدور فاعل في المناسبة ..
أما اليوم فقد قصدت النقد بأسلوب قصصيّ ساخر فالظاهرة التي سأتناولها لاتخطر على عقل أحد حتى بين الشعوب التي تمارس بعض الطقوس الغريبة .
إذن فأنتم مدعوون اليوم لفطور العريس والعاقبة عندكم في المسرات .

يو يويويويويوووويا ….تيت تيت تيت تييييت ….باع باع باع ….سايق العظمة سافر خلاني لييييه …يا ماشي لي باريس ….جيب لي معاك عريس وسافر خلاني لييييه …. وعريسنا ساير ياود القبايل قالو الليلة سار ….يويويووويا
فطور العريس وصل !! يويويووويا

السكر جبتنو ؟ جبناهو ….العصيدة بي ملاحاتها ( التقلية والنعيمية وملاح الروب )…جبتنهن ؟ جبناهن ….التحلية بالشعيرية والسكسكانية والفطائر المالحة والحلوة جبناهن
….وأهمممم شيء اللحمة …وينن حلل اللحمة
حلل شنو ؟ أنتن من زمن اللحمة في الحلل ؟
نحن جايبين الخروف بي طوووولو …هداك يسوي باع …. يا ولد نزلوا الخروف …ايويويويووويا …..أم العريس أمرقي شوفي الخروف ….
يا بنات وين الدلوكة ؟ غنن أم الخروف …قصدي أم العريس :

يلعلع ( وإيقاع أغنية السيرة ( أم العريس جينا ليكي
أم العريس جينا ليكي ……جبنا الخروف مكيجناهو ليكي

أم العريس اقيفي استقبلينا ….. خروفنا جاهز مكياج وزينة
أم العريس اقعدي قبلك …… أكيد خروفنا حيعجب أهلك

فطورنا كامل ما ملتق ……جايبين خروفنا وكمان مجرتق
حوش العريس قوم اتلملم ….. شوفوا الخروف نضيف محمم
قربوا كولكم تعالوا جاي …..خروفكم زينة مستواهو هاي
خروفن هادي وديع مؤدب …… من الزرايب مطلوب مجرب
هاكم خروفكم يسوي باع …. ياقيمنا إن شالله ماهوآخر وداع

تخرج أم العريس لترى الخروف : سجمي سجمي ده شنو ؟ ده الخروف ولا دي العروس ؟

وهكذا تتفتق عبقرية بعض نسائنا فتأتي بأم الاختراعات ولكن يفوتها أن تسجلها في غينيس
!
مكياج خروف الفطور !! زينة كاملة تنافس زينة العروس …واكسسوار يناسب الأرجل الأربع …وحلقتان للأذنين المهدلتين …وزمام في الأنف …ولا يعدم اللسان زينته …ثم الميك آب بكامله ( استعنت بأخواتي في الشرح والغناء) …. من أين تستقي النساء هذه التقليعات غير المسبوقة ؟!!
أين أنتم معشر الرجال من هذه المهازل النسائية ؟ ! ثم تجأرون بالشكوى مما آلت إليه الأمور وصعوبة الحياة وقساوة العيش وانفلات الأمن ..!! فالجوع والمسغبة وظهور الفساد في البر والبحر والفضاء أيضا …. بكسب أيديكم وما ابتدعتموه من أمور ما أنزل الله بها من سلطان

والآن دعوني أسبق النساء بأفكار نارية :
لا أستبعد فكرة أن يؤتى بمقعد ثالث بين العروسين في كوشة زفافهما ليجلس عليه السيد الخروف !!
أن ترافق الخروف حرمه النعجة لتزغرد- أقصد لتبعبع …والحملان لزوم الصفقة !!
أن يستبدل الخروف بنعجة تمت معالجتها جينيا بواسطة بياطرتنا العباقرة – فصارت في شكلها خروف ، ولكنها في باطنها لا تزال نعجة !!

متروك لكل منكم حق السبق بأفكار رجالية صارمة تسهم في محاربة الظواهر الغريبة التي تهبط علينا من كواكب المجموعة الشمسية زحل والمشترى وبلوتو وعطارد و…. فتتلقفها النساء وتضعها موضع التنفيذ !
غريب الدارين


تعليق واحد

  1. المشكلة فى الاعراس السودانية الامهات والحبوبات والخالات وباقى الاهل من النسوان هم سبب مصائب وتكاليف العرس مثل فطور العريس دة كلة كلام فارغ وارهاق للاهل العروس وبالمقبال ارهاق للعريس والرجال ماشين بى اوامر النسوان

  2. [SIZE=4]مقال جميل اخ غريب
    لكن في النهايه ديل النسوان وماحيتغيرو لي يوم الدين غير الفشخره والافكار الهبله ما عندهم[/SIZE]

  3. فشخرة و كلام فارغ و ظواهر لا تمت للواقعنا الأليم و للأسف لا دور للرجال فو وقف هذه المهازل

  4. كل الشكر للأخ غريب الدارين فقد طرقت موضوعاً مهماً جداً وهو الصرف البذخى والمطالب غير المنطقية لأسرنا السودانية عند الزواج .. وهى من أسباب عزوف الشباب عن الزواج .. والضحية فى الآخر تكون الفتيات اللاتى يحاصرهن خطر العنوسة .. والمحزن أنه فى الغالب يكون العريس والعروس مجبرين على تنفيذ مطالب أسرهم وكأن تلك الأسر هى التى ستدخل ليلة الدخلة لا العروسان ..
    عن نفسى فقد تزوجت قبل تسع سنين ووهبنى الله سبحانه وتعالى من فضله بنتين وولد وهنالك رابع فى الطريق بإذن الله فله الحمد والشكر الكريم الوهّاب ..
    فى زواجى اتفقت مع والد زوجتى على شيئين مهمين حتى يتم الزواج بسلام الأول عدم السماح للنساء من الأسرتين بالتدخل نهائياً فى كل ما هو أساسى وجوهرى فى العرس مثل موعد الزواج ونوع الشيلة وقيمة المهر وقولة الخير ومكان الحفل ونوع العشاء .. والأمر الثانى هو إننا لا نريد فطورعريس وتوفير تكاليفه لما هو أهم مثل إكمال أثاث البيت .. واتفقنا على أن نثبت على موقفنا هذا وأن نركز فى وجه العواصف المتوقعة من قبل النسوان .. والحقيقة كان والد زوجتى متفهماً جداً وتم كل شئ حسب ما اتفقنا عليه بعون الله وتوفيقه ولم نلتفت أبداً لنقة واعتراضات النسوان الشالو حالنا صباح ومساء..
    فيا إخوتى لحل مشاكل الزواج لابد أن يكون الأمر كله فى يد الرجاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال فقط.

  5. كل هذه العادات والفشخره والكلام الفاضى من افكار النساء وده كله من عدم الشغله وانا اختلف مع صاحب المقال حيت قال (الاعراس مهمه نسائيه تتكفل بها النساء عن طيب خاطر) وده كلام ما صاح ياتو مره بتدفع من جيبها لى فطور عريس ولا لى حنه عروس ولا ياتو مره بتدفع عشان يودوا الشيله كل الاعباء وكل مصاريف الاعراس التى لم ينزل الله بها من سلطان افكار نسائيه بحته وعدم شغله نسوان .(الزواج فى الاسلام اسهل ما يكون وممكن تصوره لا يتعدى العقد والمهر والمهر يا جماعه الخير قد يكون تحقيظ ايه من القران. (فى اسهل من كده). مع الاعتذار الرجال فى الحته دى طراطيييييييييييييييييييييييير عديييييييييييييييييييييييييييييييييل والله. ماشين سد المال والرجال يدفعوا ماشين نتعارف والرجال يدفعوا. ماشين نودى الشيله والرجال يدفعوا و و و و و و و و و و و

  6. الأخ غريب الدارين .. لك كل الود والتقدير على كلماتك الجميلة فى حقى .. وحقيقة إنه لأمر مفرح أن ياتينى الثناء من أحد رواد موقعنا المحبب النيلين والذى أفخر أن أكون أحد المنضمين حديثاً الى قائمة متابعيه ومعلقيه .. وللحقيقة فإن معظم معلقى النيلين ممن يفخر المرء بمستوى كتاباتهم وتعليقاتهم ومستوى إدراكهم وفهمهم لقضايا وطننا المختلفة .. الأمر الذى يدخل الإطمئنان فى نفوسنا بأن أبناء هذا الوطن مازالوا بخير برغم المحن التى يعيشها .. فتحية طيبة خالصة لك أخى الكريم ولجميع رواد ومتابعى النيلين وتحية خاصة لإدارة النيلين التى نجحت وبحنكة كبيرة فى جمع كل أطياف الشعب السودانى فى هذا الموقع الجميل دون حجر على أحد.