منى سلمان

تعالوا نكتُلا .. زي ما كتلنا سليمان !!

[ALIGN=CENTER]عيال أصحاب ميول إجرامية
تعالوا نكتُلا .. زي ما كتلنا سليمان !!
[/ALIGN]

تجمع العيال من إبناء العمومة الذين يتشاركون السكن جميعا في الحوش (البيت الكبير)، أمام الديوان للعب والتنطيط والجري خلف بعضهم البعض وقد تعالت صرخاتهم وأصوات مغالطاتهم بسبب (الخرخرة) في اللعب، وعدم قبول المغلوبين للنتيجة وإحتجاجهم الصاخب على هتاف الغالبين (الغيّاظ) المصحوب بالصفقة أمام وجوههم:
المغلوب .. شيال الطوب
إشتدت (الغلبة) أمام الديوان مما حدا بعمي (سليمان) لأن يقوم من فراشه بمشقة، ويتوكأ على عصاته ويخرج، بعد أن ثبت نظارته ( قعر القزازة) على أرنبة أنفه، وشدّ شريط اللستك المربوط بطرفيها حول رأسه زيادة في التأكيد، حتى لا تسقط منه إلى الأرض، سار منحنيا حتى باب الديوان وإستند عليه قبل أن يصيح على العيال بأقصى ما تستطيعه حنجرته الهرمه وقال:
طيروا يا ولادة الجن .. يلا كلكم أمشوا إتكاملوا أمهاتكم المجدعنكم ومتهمّلات .. تنبحوا وتكوركوا النهار ما طال .. الله يآذاكم اكان سويتو لي سافوتة في راسي وحميتوني النوم !
لاذ العيال بالصمت قليلا، ولكن تجرأ (معتصم ود فضل) أكبرهم سنا، زعيمهم و(راس القايدة) حيث إنبرى للرد قائلا:
هسي أنحنا سوينا ليك شنو يا عمي سليمان .. ما قاعدين نلعب ساي؟
قال عمي (سليمان) بغضب:
يسووك في أووف .. قول آمين يا لميض !! .. كيفن يعني سويتو لي شنو؟؟ حِس ضرّاباتكم والبلي صج صرج .. ينقُر في مخي عديل!
أصر (معتصم) على المكابرة:
ديل ناس عوض ديل .. كلما نخريتم وينغلبوا .. يعملوها لينا خرخرة وجوطة .. ما راضين بالغُلب.
صاح عمي سليمان:
حلت عليكم الغلبة إنت وهو .. قلتا ليكم طيروا يا أولاد من هنا .. إنتوا دايرين تكتلوني بالنبيح ؟؟!!
مرت الأيام وإنقضت شهور الإجازة على نفس المنوال، لعب (البِلي) وأم (الحفر) و(السبق سبق) أمام الديوان من العيال، والصياح والغضب بسبب الإزعاج من عمي (سليمان) الذي كان دائما ما يختم موال شتائمه بسب سنسفيل أبو الإجازة وبقوله:
إنتوا دايرين تكتلوني بالبتسوّا فيهو ده!!!
وفي آخر شهور الأجازة أنشبت الملاريا اللعينة أضافرها على جسد عمي (سليمان) الواهن، وقبل أن يكمل كورس الكلوروكوين، كان صاحب الأمانة قد أخذ أمانته، خيّم الحزن على أهل الحوش بسبب وفاة كبيرهم وتوقفت مباريات دوري البِلي (القدّام) الديوان حتى إنقضت أيام العزاء.
مرت أيام الحزن وعادت الإمور قليلا .. قليلا لسابق عهدها، وعادت المباريات والجوطة التي زادت عن الحد بسبب غياب من (يقرع) العيال عن الدوشة والإزعاج فأسرفوا على أنفسهم بالشيطنة دون وازع أو رادع.
أنشغلت عمتو (إخلاص) بالنظافة وتجميع بواقي الأوساخ التي تكدست بعد إنقضاء أيام العزاء، إجتهدت في تعبيتها داخل شوالات البلاستك ثم قامت بسحبها حتى البوابة الرئيسية أمام الديوان، طلبت من العيال المنهمكين في اللعب عدم العبث بمحتويات الأكياس حتى مواعيد قدوم (عربة القمامة)، ولكن ما أن غادرت حتى إتخذوا من الشوالات محورا لمحاورات (السك سك) فمالت على جنبها وسرعان ما تناثرت أحشائها بكثرة قفزهم عليها ودورانهم حولها.
أصابت عمتو (إخلاص) ثورة غضب عارمة عندما عادت ورأت ما آلت إليه حالة الشوالات، إقتطعت لها فرعا من شجرة النيمة الممتدة في الحوش، وإنطلقت خلف العيال صائحة:
ده شنو السويتوهو ده؟؟ .. دايرين تجننوني؟؟ دايرين تكتلوني ؟؟ .. الليلة أستنوني أنا بهردكم واحد واحد.
تقافزالعيال هاربين من سوطها وقد عمتهم فرحة غريبة وغمرهم الإنفعال الشديد وتصايحوا وهم يندفعون بعيدا عن مرمى يدها:
أيوه .. تعالوا نجننا ونكتلا .. زي ما كتلنا سليمان !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫2 تعليقات

  1. المقال ده انا شفتو قبل كده ياكتبتي انتي ولاقريتو في حتة تانية بس مامتزكرة لانو بعيد عنك اصابني زهايمر والذي اثبتت الدراسات انو معظم النسوان يصابو بيهو اثر عمليات تعدد الولادة وانا عندي تلاتة ولو جبت الرابع والخامس اظن الحالة حتكون مستعصية شديد:D 😀 😀 😀