رأي ومقالات

غريب الدارين ….. عندما أصبح مـــــــــــــــــــــــليارديرا

إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ….ولكن كما ورد في صدر الحديث : كلوا واشربوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة
بحمد الله صرت ثريا ….بل من أثرى الأثرياء ولكن لن أتيح لفوربس ولا أرابيان بيزنس أن تصنفني !! مالهم ومالي حتى يحصروا أموالي !!

انشغل بالي… ماذا أفعل ؟ وكيف سأتصرف بكل تلك الأموال ؟ شركات قابضة ؟ عقارات ؟ إعلام ؟ أسطول نفط ؟ ….ما هي مجالات الاستثمار ؟ لا يهم …لن يعدم مديرو أعمالي تلك المجالات …فتلك مهامهم التي وظفوا لها …ولن أشغل بالي بها
الذي يشغل بالي حقا وضع برنامج كما يفعل المتنافسون في دنيا السياسة ….إذن بنود برنامجي ستكون كالآتي :
أولا : فعل الخير ولكن بشكل مباشر ” حتى لا تعرف شمالي ما فعلت يميني” من غير من ولا أذى ….وترتيب ذلك سيكون :
1- دار المايقوما ….أولئك الصغار الأبرياء الذين جاؤوا إلى الدنيا وهم محرومون من كل شيء …بل ويدفعون ثمن خطأ لم يرتكبوه …..فليتخيل كل منكم لو كان واحدا منهم .
2- فقراء بلادي ….تجدوني أؤمن إيمانا شديدا بمقولة علي بن أبي طالب “كرم الله وجهه” : ” لو كان الفقر رجلا لقتلته ” …. سأحاربه إلى أن أقتله فالفقر أذل أناسا يحملون بين جوانحهم نفوسا كبيرة ….كان الصحابة إذا أراد الواحد منهم التصدق وضع يده أسفل يد المسكين لتكون يده العليا جبرا لخاطره وحفظا لكرامته .

3- النوابغ ….منعا للهجرة ! ….سمعت عن طالب تقدم ببحث ضافي لكنه كان كلما قدمه لأستاذ من أساتذته قال له إنه بحث خيالي ولن يجد من يخاطر بتمويله لأنه مجرد طالب ! لكنه كان لحوحا قوي العزيمة مؤمن بفكرته ! أتدرون أين هو الآن ؟ بوكالة ناسا !
ولي زميل كان بحثه محاولة لاستخلاص ترياق من شجر اللبخ لعلاج الملاريا وكان مشرفه سويديا فسأله عن مبلغ التمويل… ولم يكن مبلغ التمويل سوى مجرد جنيهات لا تغني ولا تسمن من جوع …فاندهش المشرف فقد كان يرى أن تتولى الدولة مشروعا كهذا !
4- الطفولة ….في اليابان يقف البالغون في المواصلات العامة ليجلس الطفل ! الطفل يولى عناية كاااملة فهو أساس المستقبل …والإسلام الحق يهتم بالطفل قبل زواج والديه …فيهتم بالاختيار المبني على جوهر الأمور لا قشورها …ويهتم ببذره في رحم أمره والاستعاذة في لحظة البذر حتى لا يقربه الشيطان …ويهتم بتسميته …الخ
تتبعوا كيف يكون طفلنا ذكيا في طفولته ولكن يتم تجريده بأساليب متعددة منظمة : ياولد بطل الفصاحة دي ! ياولد اسكت ! يا ولد قوم من الطين ده ! فيتحول العبقري والذكي بقدرة قادر إلى شخص عااادي ….وليسأل كل منكم عن نفسه لما كان طفلا
5- الضعفاء …العجزة ….عرفانا وامتنانا ….والما عندو كبير يفتش له كبير ! مختلو العقول ….المعوقون ودمجهم في مجتمع الأصحاء .
من تبقى ؟ أعينوني عسى ألا أكون نسيت فئة …
أما على المستوى الشخصي فتخطيطي أن أظل غريبا كما أنا فأنال دعوة المصطفى”صلى الله عليه وسلم” طوبى للغرباء .
مجهولا خفيا لا أفتقد في المجالس ولا أعرف حين أحضر …فإذا ظهر أمري عشت حياة العبودية لربي …وأصرف هذا الظهور فيما يقربني من مولاي .
لا أسرف في إنفاق المال مثل الملياردير الأمريكي ألان كوري فقد كان يسحب نفقته الأسبوعية من الصراف الآلي….
ومثلي مثل إمبراطور النفط بيكينز الذي لا يشتري من الملابس إلا 3 بدلات كل خمس سنوات !
ومثل بات برنان، صاحبة الشركات العقارية التي تخصصت في البنايات الفاخرة، والتي نصحت حفيدتها بألا تهدر مشابك الورق في صفحات واجبها المدرسي حتى تعيد استخدامها فيما بعد، فقالت الحفيدة: جدتي، هذه ثمنها فلس أو يزيد، فردت عليها الجدة: هل تعرفين لأي مدى قد يأخذك فلس إذا ساءت الأمور؟
ولا أنسى يوم كنت فقيرا مثل أوغسطس تورام الذي كان يحتفظ بأول رخصة حصل عليها …لا أريد اقتناء سيارات المشاهير ولا الماركات المعروفة من ملابسهم ….ولا ارتياد الأماكن الفخمة ولا ركوب درجة رجال الأعمال …مالها الدرجة السياحية وهي نفس الطائرة ! وقد أتيح لي الجلوس فيها بالصدفة وأنا مجرد طالب فما وجدت فيها غير زيادة عصير ومقبلات قبل الطعام !…لا أريد اقتناء طائرة خاصة …ولايخت … ولا ولا ….
أقول لكم ! سأتنازل عن كل تلك الأموال فهم لن يدفنوها معي في قبري .
فقط ماكنت أتمناه الإقامة في سويسرا ….وشاء الله أن يسافر صديق لي إلى سويسرا هذه الأيام فحدثني عن غلائها الفاحش …فصرفت النظر عنها تماشيا مع السياسة التقشفية التي أنتويها ….فما رأيكم في هذا الملياردير ؟
غريب الدارين

‫4 تعليقات

  1. نسيتني انا يا غريب,انا احتاج ل “bailout”
    انت تذكرني بدعاء “وليد دارفور” في الواتساب.. 45 عربي كيليك 48 طلمبة جاز وطائرات جوية وسفن سياحية حالما لدرجة الشيزوفرينيا في خيالات الغني ولكن عقله الباطن سريعا ما يعيده من احلامه الخيالية الى واقعه المر, قرويا اغبش يدعو بجوالات السمسم والفول السوداني وزياده مياه الابار الجوفية.
    اعجبتني معالجتك للمواضيع هذه وان كنت ارى ان دواؤة ليس في المال فقط فنعطي كل فقير دريهمات ولكن بالأفكار والحلول السهلة الخلاقة التي لا تحتاج كثير مال يمكننا ان نصنع بلدا يفيض شهدا ويندي سمنا.
    لغتك يا غريب جيدة حد الامتاع في ظل خطل الكتابة الذي نرى في كل مكان.
    ” ما غريب الا الشيطان ” (مثل سوداني)

  2. [SIZE=7]لو اصبحت مليارديرا لقمت بنظافة بلدي عبر تعيين عمال والاشراف عليهم بنفسي…قد اجلب بعض العمالة الاجنبية علي شرط ان يكونوا من ذوي الهمة ولقمت بتحرير الخرطوم من اطنان القاذورات والاوساخ…ولقمت بزراعة كل الشوارع حتي تنخفض درجات الحرارة (حقيقة علمية) وتقل الاتربة وبالتالي الامراض….ولقمت بنشر فيديوهات توضح اهمية النظافة والهدوء…ولمنعت (ضرب البوري بسبب وبدون سبب)…لفعلت كل ما بوسعي لتقليص الضجيج السمعي والنظري…..وكالعادة…الاهتمام بكبار السن….[/SIZE]

  3. [SIZE=5]الأخ الجنيد ….لك خالص الود
    وقلمك رائع …واحة ظليلة وسط جفاف لغوي أصاب الكتابة في السودان …كما يعجبني معالجاتك الجريئة ، التي تقتحم فيها مناطق محظورة ….مثل رسالتك إلى الوزيرة ….وقد علقت على مشاركاتك الأولى في الموقع فقد لفت انتباهي معلق جديد ممتاز لغة وموضوعا

    أراك تقف عند اسم “غريب الدارين” لا أدري هي حيرة أم إعجاب ! لكنه اسم يعكس حقيقة حامله …فأنا غريب عن وطن …والوالدة رحمها الله أنجبتني بعيدا عن ديارها فكانت غريبة …كما إنني غريب في هذه الدنيا …والدنيا سجن المؤمن ومحل اختبار …نسأل الله أن يختم لنا بحسن الخاتمة
    وأما موضوعي هذا يختلط فيه الحلم بواقع أثرياء البلد …وهي رسالة ضمنية إليهم …وإضافتك في حق الفقراء رائعة ….ودام الود بيننا
    [/SIZE]

  4. أأأأأأأأأأأه لو كنت ملياردير أتعلمون أخوتي كنت سأغير حال المستشفيات وأجعلها توازي وتشابه افخم الفنادق من حيث النظافة والترتيب وتوفر المعدات والكوادر الطبية والفنية المؤهلة وأن يكون لكل مريض غرفة مجهزة بكل وسائل الراحة وأن يعتني بالمريض من لحظة دخوله من البوابة وحتي خروجه معافي باذن الله في مستشفياتي ياسادة لن يكون هنالك مرمطة وجري وأن ياخذ المريض بنفسه عينات الفحص رايح المعمل وجاي من المعمل وامشي جيب لينا الدواء دا وحقن مافي والشاش خلص والدكتور نايم ماحانقدر نصحيه لا ياسادتي ستختفي كل هذه المظاهر السالبة وكل شخص يقصر في الرعاية بالمريض يعاقب ويحاسب حساب عسيروسيكون شعاري علاج الانسان جسدا وعقلا وروحاولو كنت ملياديرا لأنشأت جمعية خيرية وسميتها (كسوة) ولن اترك مسكينا في بلادي او عاريا الا وصلته من هذه الجمعية وأيضا سيكون لي صرح لمعاونة الشباب وتثقيفهم وتنميتهم اجتماعيا وجعلهم نشطاء فاعلين في نفع انفسهم وبلدهم…
    اللهم حقق لي رغباتي تلك أمين