جمال علي حسن : عاد الترابي.. هل تحل دارفور خلال ساعات ؟
حين شاهدت فيديو مشاركة الترابي في مبادرة الطرق الصوفية للحد من الصراعات في دارفور بمقر المجلس الوطني تذكرت حديث الترابي الشهير في حواره مع صحيفة الرأي الكويتية عام 2009 وإجابته عن السؤال المباشر (هل تستطيع حل أزمة دارفور).
كان نص إجابة الترابي كالآتي:
نعم أستطيع حل أزمة دارفور خلال ساعات إذا توفرت نية الحكومة بذلك، وهذا ما أشك به، وهناك خطوات أساسية تتمثل في انتخابات مجلس تشريعي في كل من الولايات الثلاث (جنوب، غرب وشمال دارفور).
والإبقاء علي كل المقاتلين في مكانهم وتجهيزهم في شكل نظامي والمحافظة علي قواتهم لحراسة دارفور من أي قوة خارجية والاتفاق علي تمديد الكهرباء وإنشاء المشاريع الإنمائية وتحديد مخصصات من الثروة الاتحادية للمساهمة ببناء إقليم دارفور وإجراء انتخابات عادلة تسمح بتمثيل أهل دارفور من خلال تصويت الشعب وحكومة انتقالية للإشراق علي تنفيذ هذه الخطوات.
حديث الترابي هذا وبالتحديد زعمه بأنه يستطيع حل المشكلة خلال ساعات كان في ذلك الوقت قد عزز شكوك أطراف عديدة بينها بعض دوائر النظام نفسه بأن الترابي هو مهندس أزمة دارفور.
وكان لحزب الأمة أيضاً لحل مشكلة دارفور لكن الفرق بين تصور الترابي وتصور حزب الأمة هو المدى الزمني لحل الأزمة حيث أن الترابي رغم أنها مسألة ساعات ليس أكثر.
الآن الترابي وحزب الأمة كلاهما في الملعب الذي توجد به الكرة والآن دارفور هي القضية العاجلة والطارئة بعد تصاعد وتيرة الأحداث في عدد من ولاياتها وتوسع خارطة الأزمة أفقياً من جنوب دارفور إلي شمالها هذه الأيام وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
ولا أظن أن هناك ما يمنع تسليم الترابي ملف دارفور لنجرب هذا الاختيار العملي لزعم صريح ومباشر أنه يستطيع إيجاد الحل في زمن قياسي.
سلموا الترابي ملف دارفور بعد اكتمال مراحل الحوار بينكم وبينه، واكتمال مشهد التقارب الجديد واللقاءات المكثفة التي تمت وتلك التي ستتم مثل لقاء البشير بالترابي والذي قالت الأخبار إنه سيتم الأسبوع القادم.
سلموه ملف دارفور أو خذوا منه شفرة الحل السحري التي قال إنه يمتلكها لأن مشروع الطرق الصوفية وجهود المجتمع المدني وطاولات التفاوض وحل النزاعات كلها مشاريع حل ماهلة تتطلب وقتاً أطول من مجرد ساعات وأيام بل هي أشهر وسنوات طويلة وليس هناك أسرع من الحل الذي قال الترابي من قبل إنه يمتلكه.
صحيفة اليوم التالي
جمال علي حسن
ع.ش
لقد كان هذا الرجل (عراب) الإنقاذ، ويٌقال إنه (صانع) أزمة دارفور، فهل يعني هذا أن مشاكل السودان منذ ربع القرن أتت من تحت جناحيه؟ مجرد سؤال بس والله!!