تحقيقات وتقارير

هل يعود الجنرال مرة أخري ؟


[JUSTIFY]انتظره أنيقا مهندماً في بهو شقته بضاحية أركويت الفردوس. كان ذلك زعيم الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد، لما كان الجنرال صلاح قوش مديراً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الآن ذات الأرض التي ابتلعت نقد في عهده الزاهر قبل رحيله المرّ تعاود أن تدس خلفها صلاح قوش، فالرجل منذ المحاولة الانقلابية الأخيرة التي اتهم بالضلوع فيها ظل ضنيناً في الخروج الإعلامي أو التعبير في منابر الحزب، برغم الزخم الكبير الذي يتركه في كل مرة يخرج فيها، يبدو كأنما صلاح قوش أراد أن ينحو بنفسه عن ما يجري الآن على ظهر الدولة السودانية والنظام الحاكم فيها؛

حيث كان أحد عرابيه ومفكري ومدبري سياساته، عطفاً على الحالة السياسية في الداخل والخارج، فإن وجود رجل مثل صلاح قوش ربما يكون مهماً على الأقل من واقع خبرته في تسنم عدد من الملفات الحساسة التي ارتبط أداؤه بها، فكونه يبتعد نهائياً عن العملية السياسية، فذلك أمر يدعو إلى الحيرة والتأمل، خاصة وأن أكبر الأحزاب التي كانت تناصب الحكومة العداء وتسفر في غلواء معارضتها باتت الآن أقرب، فحزب المؤتمر الشعبي بكل تجربته القاسية مع الحزب الحاكم عاد ليمدا أياديهما إلى بعضهما في سبيل إيجاد حل للمشكل السوداني، البعض ينظر إلى ترنح نظام الإسلاميين من واقع الحصار الذي يعايشونه، مما استدعى التصافي بين فرقاء الأمس، فهل يا ترى سيعود قوش لينضم إلى ركب طالما كان في مقدمته، أم أن بحر السياسة مازال يجري من تحت أرجله وينزلق تحت رمالها المتحركة.

آخر عهد بالظهور الإعلامي لصلاح قوش كان قبل ما يزيد عن شهر ونصف، أفرغ فيه اعتمالاته على إخوانه، بدا منتقداً لعمليات التغيير كونها لم تتم على أيدي الشباب في اختيار قيادتهم بأنفسهم، ورمى الاختيار بالبعض تعبيراً عن الأجنحة والكيمان داخل حزبه، وأراد أن يكون التغيير أكثر جوهرية لينفذ إلى أعماق السياسات لا التعامل بالروح القديمة لإنقاذ التسعينيات. التداعيات التي أسفر عنها التغيير ومن ثم الحوار كان قوش قد رمى بسهمه الأول فيها أثناء تسنمه لمستشارية الأمن القومي؛ حيث أدار وقتها حواراً مع القوى السياسية كادت تفترع منه الحلول بالبلاد، لكن سهماً آخر عجل برحيله وإيقاف الحوار مع القوى السياسية ليسد مرة أخرى أفق العمل السياسي أمام الخروج من عنق الزجاجة. البعض يرى أن غياب “قوش” يأتي برغبة حزبه الذي حصر الحوار على فئة قليلة تتصل وتتواصل مع القوى السياسية وفق محددات، بينما يرى آخرون أن الجنرال قد غادر الملعب طواعية زاحفاً نحو أعماله الخاصة، طاوياً بذلك صفحة فيها الكثير من الأحداث بحلوها ومرها، فهل يعود مرة أخرى الجنرال صلاح قوش في نسخة ربما أكثر لمعانا أم يتوارى عن الأنظار بغير رجعة؟، فكل شيء في عالم السياسة ممكن وجائز.

صحيفة اليوم التالي
حسن محمد علي
ت.إ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. هل يعود الجنرال مرة أخري ؟
    لا اعتقد لان الملاحظ ان هناك حظر وتهميش للشايقيه في الحكومه عامه و القوى النظاميه خاصه ….