منى سلمان
(شف الحنة)
بين الفسالة البينة وحق الملكية الفكرية[/ALIGN] عندما جاء دوري في الحنة قبل بضعة اسابيع، جلست بين يدي الحنّانة التي حرصت على الجلوس بين يديها رغم طول الصف والانتظار، فقد اشتهرت ببراعة وابداع في الرسم قلّ ان يجود به زمان الحنانات .. انهمكت صاحبتي في وضع لمساتها الفنية الماهرة بفرشاة كيس البلاستك المخروطي الشكل، وإذ باحدى السيدات تمر بجوار مجلسنا أثناء مغادرتها لصالون الحناء، بعد أن حصلت على نصيبها من زينة ونقش بواسطة حنّانة أخرى كانت قد اتخذت مجلسها في غرفة داخلية بعيدا عن (حنّانتي)، وما أن تجاوزتنا تلك السيدة حتى شيعتها صاحبتي بنظراتها الفاحصة، وظلت تراقب شكل الرسوم التي زينت قدمي تلك السيدة بتمعن وتركيز، قبل أن تلتفت في غضب شديد لتسأل صويحباتها الحنانات اللائي اتخذن مواضعهن بجوارنا في نفس الصالة:
المرة دي الحننتا فيكن منو؟
رفعت بقية الحنانات رؤوسهن بدافع من الدهشة والشمار والتساؤل البري ليشيعن (حنة) السيدة المغادرة بنفس النظرة الفاحصة، قبل أن يبادرن بالنفي في كورال شبة جماعي (بري ما أنا)، ثم عقبت احداهن بفتوى جزمت فيها بأن (دي فلانة ) واشارت للغرفة الداخلية.
انتفضت حنانتي كالملدوغة والقت بكيس الحناء بطول يدها قبل أن تجر (البنبر) للخلف وتنهض لتندفع للداخل وهي تتزمر بغضب شديد:
هو قالوا بسوها كدي؟!! الشكل ده ما بتاعي أنا .. مش قلتا ليكن مافي واحدة فيكن تقلد الاشكال بتاعتي .. الليلة بوريها الشف ده كيف !
اثارت كلمات حنانتي الغاضبة دفقة من النشاط اجتاحت الموجودات في الصالة من الحنّانات والمتحنّنات، وتفجّرت ماسورة النقاش والجدل بحماس بعد أن كان الصمت والملل والنعاس هو سيد المكان .. قالت احدي طالبات الحنة من السيدات (المقعدات) .. واضح انها من ذوات الشأن الشمشاري الاصيل:
الكعابة شنو فينا يا أخواتي ؟ .. فيها شنو يعني لو واحدة قلّدت رسمتا ؟ دي حركات فسالة ساكت بس !!
فأيدتها أخرى من الجانب الآخر للصالة بعد أن سحبت قدمها من يد الحنانة دون أن تشعر من شدة الانفعال:
عاااااادي .. الواحدة فينا كان شافت ليها شكل حنة حلو بتقول لي الحنّانة بتاعتا أعمليهو لي حتى لو ما حقّها.. وبعدين ممكن برضو الواحدة تلاقي ليها واحدة محننة حنة قيافة تقوم ترسما في ورقة وتوديها للحنانة عشان تقلدا ليها .. دي حاجة عادية وما فيها أي شيء !!
بينما لاذت البعض من الحنانات بالصمت البروتوكولي حفاظا على التزام جانب الحياد في (الشكلة) بين زميلتيهن، عبرت أخريات عن عدم رضائهن من تصرف زميلتهن الغاضبة على انتهاك حقها الحصري في رسمة الحنة، واغتابتها احداهن في حسد ملحوظ:
(دي اصلها كدي .. عاملة لينا العشرة بي قرش .. التقول مافي واحدة بتعرف تحنن زيها)!
تعالت التعليقات واختلفت الاراء فطغى صوت النقاش، على صوت (الشمطة) المدورة في الداخل بين حنانتي ومقلدتها .. فمالت علي جارتي في سرير الحنة .. واضح انها مثقفة زي حلاتي .. (أي عارفة شكّار نفسو ابليس .. شنو ليكم؟) وقالت لي هامسة بعد أن توسمت فيني خير الفهم:
الناس ديل ما سمعوا بي حق الملكية الفكرية؟ ده ما حقّ ما فيهو كعابة !!
فذكرت لها بأنني قد قرأت من قبل عن تسجيل عدد من الحنانات بعض رسوماتهن من أجل حفظ حقهن في الابداع من تغول المقلدات ..
واصلت الحديث الهامس و(الراقي) مع جارتي، عن (كامل ادريس) والملكية الفكرية بينما ارتفعت اصوات الجدال والورجقة حول الموضوع في الصالة التي تحولت لـ (حلة بليلة)، ولكن سرعان ما عمّ الصمت المطبق عندما عادت صاحبتي .. بنات الخوافة!!
سحبت البنبر بعنف وجلست بعد أن حملت كيسها وسحبت يدي إليها هي تطنطن، فناولتها لها وأنا ارشوها بابتسامة عسى ولعل أن لا يؤثر غضبها على براعتها المشهودة فـ تقوم تجلبطني ساي.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الاستاذة مني اشكرك علي الابتسامة التي تمنحينها لنا في زمن عز فيه الابتسام وضاعت الضحكة وارجوووووووووووووووكي لا تتوقفي عن الكتابة فقد اصبحنا مدمنين علي اللطايف ونحملك المسعولية كاملة اذا غبتي
لست مهتما بأمور النساء المختصة بالزينة وما شاكلها من حنة وكوافير وقصات شعر … إلخ بقدر ما تلمح هذه القصة لعدد ممن تحدثوا عن الاستاذة منى وقصة زواجها وبهذه القصة تقطع جهينة ظن كل ((((( خــطـــيب ))))) 😀
تحياتى الاستاذة منى سلمان
كتاباتك ابداع وجميلة الى حد الاشباع دوما فى انتظار ما تجود بة قريحتك الفكرية
ولك كل الود والاحترام
الاخت الفاضلة منى
السلام عليكم ورحمة الله
روايتك اليوم شبيه بالرويات الاجنبية المترجمة وممزوجة بالعامية السودانية فمثلا
(وما أن تجاوزتنا تلك السيدة حتى شيعتها صاحبتي بنظراتها الفاحصة،)
(انتفضت حنانتي كالملدوغة والقت بكيس الحناء بطول يدها قبل أن تجر (البنبر) للخلف وتنهض لتندفع للداخل وهي تتزمر بغضب شديد)
(اثارت كلمات حنانتي الغاضبة دفقة من النشاط اجتاحت الموجودات )
(ولكن سرعان ما عمّ الصمت المطبق عندما عادت صاحبتي )
(سحبت البنبر بعنف وجلست بعد أن حملت كيسها وسحبت يدي إليها هي تطنطن، فناولتها لها وأنا ارشوها بابتسامة )
ووجه الشبه واضح الدقة في الوصف تجعلك كانك تشاهد هذه الرواية، ربنا يحفظك ويسدد خطاك
عارفه يا استاذه مني المفروض كل راجل يتعلم يرسم لي مرتو بدل ما يخسرو كل شهر 100 الف في الحنه:cool: 😎 😎 😎 :lool: :lool: :lool: