رأي ومقالات

بدر الدين حسن علي : فيلم اطول قبلة في التاريخ

قرأت ذات مرة أن أشهر قبلة في التاريخ قبلة يهوذا الإسخريوطي للسيد المسيح عندما طلب منه الرومان أن يدلّهم على المسيح فقال لهم: الذي سوف أقبّله ؟ وكانت خيانة ثمنها ثلاثون «دانقا» وهو مبلغ تافه..
وامتلكتني رغبة قوية لمعرفة قبلات الأفلام السينمائية الشهيرة ، ويمكن إختصارها في قبلة كلارك غيبل في فيلم «ذهب مع الريح»، وقبلة فالنتينو، وقبلات رشدي أباظة، وأنور وجدي، و الممثلة الإيطالية الفاتنة إليانوره دوسي دراغو والقبلة التي لم يرَها أحد للممثلة النمساوية هيدي لامار في فيلم «اللذة» وقالوا إنها أطول قبلة في تاريخ السينما!
أما القبلات في الأفلام الآن فهي مثل نقر العصافير كما يقول الأستاذ الراحل المقيم أنيس منصور ، فلماذا قال ذلك ؟ من وجهة نظره أنه لم يعد هناك حب حقيقي ، ونحن نعرف أن أنيس منصور شهد الكثير من تصوير اللقطات السينمائية. ويضيف قائلا : إن الممثلات يتزوجن مبكرا وينجبن ولا يرِدن أن تكون هذه صورتهن عند أولادهن.. وكثير من الممثلات يشترطن قبل التعاقد لا مشاهد ساخنة ولا قبلات. أحضان فقط أو قبلات في العنق أو على الكتف وبس ، ويقال أن فاتن حمامة لم يستطع أي ممثل أن
يقبلها !!!

وكثير من الممثلين والممثلات يؤكدون أن القبلة ” أية قبلة ” لا طعم لها،وهذا ما قاله لي بالحرف الواحد صديقي الممتل الراحل المقيم أحمد زكي ، وكا لا يحب قبلات الأفلام ! لأن هذه القبلة كما كان يقول تتم أمام عشرين أو ثلاثين من المهندسين والمصورين وبقية الممثلين ، ومن الممكن أن يطلب المخرج إعادة القبلة لأنها لم تكن بالشكل المطلوب، حتى لا تكون لطعة أو بصقة على الخد وإنما قبلة دافئة أو كأنها دافئة ، وقد حكى لي أحد الأصدقاء أنه سمع من أحد المخرجين الأميركان أنه طلب إلى الممثلة نتالي وود أن تعيد القبلة عشر مرات ، وأوقف التصوير لأنها لا تشعر نحو هذا الممثل بأي عاطفة، ثم إن أسنانه من كثرة التدخين شكلها قبيح!بل يقال أن عبدالحليم حافظ رائحة فمه ….
وكثير من المخرجين كما نعرف يتحايلون بأن تكون القبلة على مسافة كبيرة، أو يراها المشاهد من جانب واحد أو من خلف أحدهما فلا نعرف إن كانت هناك قبلة أو لم تكن..
أما اليوم فقبلات الرجال للرجال أو النساء للنساء تبدو سخيفة ومفتعلة لا يتذوقه ولا يحبها الجمهور ، وشاهدت بأم عيني القبلات الخليجية في الكويت وغيرها والتي تحدث على مستوى الشخصيات العليا في المجتمع ، تقبيل الكتفين أو تقبيل الأنف أو الرأس ، وهناك أيضا أن تقبل يدك وجها لظهر وتترع وتقول ” الحمد لله ” .
جالت في خاطري كل هذه الأفكار وأنا في طريقي إلى السينما لمشاهدة فيلم” أطول قبلة في التاريخ ” ، فكانت القبلة هي إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق عند العاصمة الخرطوم ، أو ما يسمونه ” مقرن النيلين ” معلومات على شاكلة ” لي صديق في القولد ” علما بأني لا أعرف أي شيء عن القولد حتى
اليوم ، ألا يستحق هذا فيلما سينمائيا !!!أثناء المشاهدة و بعدها كنت أتساءل ما هي معلوماتي عن
النيلين ؟ معلومات كلاسيكية ! أو بمعنى آخر لا شيء ! ولكن السينما أعطتني معلومات أكثر أهمية ، فالمخرج كان ذكيا جدا عندما أطلق على فيلمه عن النيلين تعبير ” أطول قبلة في التاريخ ” ، وهي حقيقة أطول قبلة في التاريخ ، وتذكرت كثير من المسميات مأخوذة من النيلين ، فما أروعهما من نيلين !!!

فيلم ” أطول قبلة في التاريخ ” الذي عرض في سينما ” بلور ” قبل أيام صورة حميمة ورائعة لأعظم نيلين في العالم ، والشكر موصول لإبراهيم إسماعيل المفتي الذي دلني على الفيلم .

النيلين

‫2 تعليقات