منى سلمان
شوال الجردّقة !
قطع (سرحانه) عندما دهمته خطة قرر تنفيذها على الفور .. بحث عن مركوبه الفاشري القديم تحت العنقريب ودس فيه قدميه ثم اندفع خارجا من دكانه .. يمم شطر دكان جاره (سالم) بعد أن قرر أن يتقاسم معه المقلب الذي شربه بـ الجردقة الترابية التي اصابها عسر البيع.
دخل على (سالم) مسلّما وبعد حق الله بق الله حدّثه عن الفرصة الذهبية التي ساقتها الاقدار لـ باب دكانه دون مجهود منه ولا تعب، حكى لـ سالم بانه قد أحضر من السوق الكبير عند زيارته للمدينة، شوالين من الجردقة التي شحّت واصابت الندرة سوقها فصارت مثل تراب الذهب الاوقية منها بـ الشيء الفلاني .. ولأنه يحبه ويحب له أن يصيبه جانب من خير تلك الجردقة المعدومة فقد قرر تقسيم الشوالين بينهما .. شوال لكل واحد فيهم !
لم تدخل الفكرة لعقل (سالم) المقرّم .. فما السبب الذي يمكن أن يؤدي لندرة الجردقة كونها من تراب الواطة الذي لا يوجد أكثر منه؟ كما أنه استرجع في عقله بسرعة سلسلة المقالب التي شربها تجار السوق من كأس مُكر (يونس) حتى لقبوه بـ أبو الحُصّين أي الثعلب لشده مكره ودهائه .. فاجابه بالرفض قائلا:
جردقتك مبروكة عليك .. خليها ليك استنفع بيها يا أبو الحصّين.
لم تفت على حصافة (يونس) المعنى الذي رمى إليه (سالم) عندما ناداه بـ أبو الحصّين، ولم يسمح لهذا الرفض أنه يحبطه فقد تحسّب له ولذلك قرر الانتقال للجزء الثاني من الخطة التي جعلها من مرحلتين !!
منذ أن عاد إلى دكانه ولمدة اسبوع كامل، ظل (يونس) يطلب من كل زبون يحضر دكانه لشراء البهارات أو الشطة أو غيرها .. طلبا غريبا حيث يقول للزبون:
عليك الله لو ما فيها رزالة يعني .. داير لي جردقة ممكن تسأل لي جاري ده كان عندو على بال ما اجهز ليك طلباتك !
وهكذا يذهب الزبون عن طيب خاطر لدكان (سالم) ويسأله:
لو سمحتا عندك جردقة؟
وعندما يجيبه (سالم) بـ (لا والله ما عندنا)، يعود الزبون لـ (يونس) ويخبره (قال ماعندو) فيناوله (يونس) كيس طلباته بعد أن يشكره على تكبد عناء المرسال.
أحسّ (سالم) بالندم يأكل خاطره على رفضه العرض الكريم الذي عرضه عليه (يونس) بتقاسم شوالات الجردقة معه، فخلال بضعة ايام حضر لدكانه العشرات من طالبي الجردقة ولم يجدوها عنده .. شعر بأنه ظلم (يونس) عندما اساء الظن به فمن الواضح أن هناك شحا شديد في الجردقة لكثرة الطلبات عليها ! .. قرر أن يعالج تلك الدقسة من ساعته فغادر دكانه متوجها لدكان (يونس)، وبعد السلام وحق الله بق الله اعتذر له بتحرّج شديد عن رفضه السابق، وتمنى عليه أن لا يغضب من تصرفه ويتكرم عليه بشوال الجردقة الذي وعده به، اخفى (يونس) الابتسامة وقام بتسلم (سالم) شوال الجردقة بعد أن نقده حق الشوال كاملا كاش داون.
مرت الايام تلتها الاسابيع ثم الشهور وشوال الجردقة يقبع في ركن دكان (سالم)، فلم يحضر أحد ليشتري منها ولو مجرد (خمشة) منذ شرائه للشوال من (يونس) .. تحيّر (سالم) من ذلك الأمر ولكن حيرته زالت ليحل محلها شعور عارم بالاستحمار، وذلك عندما صادف أحد الزبائن الذين كانوا قد حضروا لطلب الجردقة منه، فأستوقفه ليخبره بأنه قد احضر الجردقة إذا كان لا يزال يرغب في شرائها، ولكن كانت المفاجأة عندما أوضح له ذلك الزبون أن (يونس) هو من طلب منه السؤال عنها !
فصار (سالم) كلما حانت إلتفاتة للشوال في ساعة تأمل، تذكر المقلب الذي شربه من (يونس) وقال في سره:
الله يجازيك يا يونس.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
ليهم حق يسموة ابو الحصين .:confused:
لكن فى النهاية التجارة شطارة
وعرف يتخارج من شوال الجردقة ولا شنو؟؟( )
يونس عرف يتخلص من شوال الجردقه بتاعو- انا البخليني اتخلص من قراءة روائعك دي شنو؟ كتاباتك بقت لي زي جردقة يونس .
مااروع ماتكتبىن:lool: :lool: 😎 😎 :lool: 😉 😮
والله كلامك صاح آ ود البقعة الزولة دي عندها مس من جني اسمو الروعة. ما طبيعية ماشاء الله ما شاء الله يا أستاذة مني لا عدمناك.