منوعات

إدمان الأفلام الإباحية: المراهقون وكبار السن.. في مرمى نيران “الآثار الجانبية”

[JUSTIFY]وقد أساء الناس إلى فهم الثقافة الجنسية، فظنوا وحاق بهم الظن – إنها تكمن في الأفلام الإباحية بشتى صورها، وربما ذلك أدى إلى رواج تلك المواقع بين المراهقين والناضجين على حد سواء، حتى غدا أمر مشاهدتها حديث الناس والمدن، وربما ارتقى توصيفه ليصبح ظاهرة ربما هددت لاحقاً أركان مجتمعنا المحافظ. فظاهرة الفرجة على تلك الأفلام وزيارة تلك المواقع غزت حتى المكاتب الخاصة والعمومية، لذلك فإن دفن الرؤوس في الرمال والتقاضي وغض البصر عنها صار لا يجدي نفعاً لئلا تتفاقم وتصعب السيطرة عليها فيما بعد، وبناءً على ذلك فإن (اليوم التالي) تحاول فقط عبر تسليط الضوء على هذه الظاهرة، تلمسها بطريقة (شك دبوس) على جلد المجتمع الثخين، ومؤسساته، حتى تتحرك لإيجاد معالجات علمية غير متعسفة، للحيلولة دون وقوع المحظور.
صورة فاضحة ومقطع إباحي
يبرر البعض إقباله على مشاهدتها بأنها إحدى وسائل التثقيف الجنسي، وهذا خطأ وخطل، لأنه ليس من الضروري أن يطلع الشخص أو يكتسب ثقافة جنسية من خلال أفلام وصور خليعة، بل العكس فإن إدمان ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ من الثابت تربوياً وعلمياً أن من حق أي شخص أن يتعلم الثقافة الجنسية بعيداً عن التجسيد المشهدي الكامل، لذلك فإن المجلات والأفلام الإباحية تعد أسواقاً رديئة للرقيق الأبيض، وليست لها أي قيمة ثقافية أو تربوية في صدد الثقافة الجنسية.
لكن في هذا العصر المنفتح وفي ظل التقنيات والوسائط الحديثه التي نستخدمها والتي أصبح كثيرون يقيسون بها تقدم الشخص وعصريته من رجعيته وتخلفه، وفي هذا الإطار المفاهيمي الجديد، أصبحت الأفلام الإباحية أكثر رواجاً عبر الإنترنت بل وأسهل تحميلاً على الموبايل، فانتشرت بسرعة كما السرطان ونخرت جسد المجتمع، فأصبحت مشاهدتها مثل مشاهدة أفلام السينما، ويكاد لا يخلو موبايل لشاب أو شابة من صورة إباحية أو مقطع فاضح، حتى ولو كان المقصود من ذلك بعض المتعة أو الضحك، أو حتى التفاخر بما تحمل هواتفهم.
نهاية فاجعة
حبست (أ. م) دموعها لفترة تقارب السنتين، ثم جهرت بالقول “طلقني”، إذ كان زوجها يرغمها أن تشاهد معه الأفلام، وأن تطبق ما يشاهدانه، وكثيرا ما شعرت بالاشمئزاز والتقزز، لكن لم يكن بمقدورها أن ترفض أو تعبر عن رأيها، تحملت كثيراً، قبل أن تذهب إلى القضاء طالبة الطلاق، مبررة ذلك بأنها تخشى الله، ورثت (أ م)، مطلقها باعتباره مريضاً نفسياً وجنسياً، وعندما روت قصتها كان تتحدث، ثم تسكت برهة. وتواصل بانفعال حاد، باكية ما وصفته بالظلم النفسي الذي وقع عليها طوال السنتين الماضيتين، حيث وصفت ما حدث لها خلالهما، قائلة: تجرعت مرارة العنف الجسدي، وكان الحصاد علاقة فاشلة، وزوج مريض بإدمان الأفلام الإباحية. وأضافت: هذا نتاج طبيعي لأي علاقة تكتنفها مقارنات بين الزوجة والممثلة (الإباحية)، أن ينتهي الأمر بطلاق وفضائح.
تتعدد الفئات والمرض واحد
من جهتها، وصفت الأستاذة ثريا إبراهيم (باحثة اجتماعية) مُشاهدة الأفلام الإباحية بالمشكلة الخطيرة خاصة لدى المراهقين، لأن حيز التركيز لديهم عالٍ جداً، وغزيزتهم الجنسية هائلة، لذلك تحتاج إلى من يوظفها بشكل سليم. وأضافت: أن نسبة التعرض للخطر عند المراهقين عالية، لأنهم يسعون لتطبيق ما يشاهدونه، ما ينتج عنه أمراضاً جنسية قد لا تُحمد عقابيلها، أو ربما تتعرض الفتيات منهن إلى (الحمل)، حيث يسعين في أعقاب مشاهدتهن هذه الأفلام لإخراج الطاقة الكامنة دون النظر لعواقب ذلك، وأشارت الباحثة إلى أن دور الأسرة كبير جداً لأنها المسؤول المباشر والأول، فلا بُد أن تكون قريبة من مراهقيها في تلك المرحلة الحرجة، وذلك بتوظيف وترشيد استخدامهم للتقنيات الحديثة دون الوقوع في أخطاء فادحة. وأردفت ثريا: إذا أصبح المراهق مُدمناً لهذه النوعية من الأفلام فلا بُد من الإرشاد الأسري ثم عرضه على الطبيب، وهذا من أهم الخطوات دون اللجوء للضرب والعنف الأسري الذي ربما قد يكون أحد المسببات.
المقارنة.. الخطأ الأعظم
ثم واصلت ثريا بالنسبة للمتزوجين الإدمان واحد من الأسباب التي بسببها تنفصل الأسر، وتقود كل من الزوجين للخيانة، لأن الرجال والنساء السودانيين يتحفظون حتى في علاقاتهم الحميمة، فيبحث كل واحد منهم عن من يشبع رغباته التي يثيرها ما عرض على شاشة هاتفه. وأردفت لا يسعى الرجل إلى تطوير العلاقة مع زوجته بل يتحفظ ويقع في الخطأ الأعظم الخيانة. وأشارت إلى أن بعض الرجال يقعون في شرك الشذوذ الجنسي، مما يقود إلى ضعف العلاقة مع الزوجة وعدم الاكتفاء معها، أما بالنسبة للزوجة فتقودها المشاهدة لممارسة العادة السرية، ووضع الرجل في طاولة المقارنة بين ما يحدث معها وما تشاهده. وأشارت إلى أن نسبة المشاهدة مرتفعة بين الرجال حسب دراستها لأن نسبة الهواتف الذكية والتقنيات عند الرجال أكبر.
وكشفت عن طرق العلاج لديهم هو الاقتناع بالطب النفسي، لأن ثقافة العلاج النفسي هي إحدى المشاكل التي يعاني منها المجتمع فوق الحفظات الأخرى، وإرشاد الطرف الآخر، والتوعية السليمة من الطرفين.
إلى ذلك، وفيما يخص كبار السن، اعتبرتهم الأستاذة ثريا إبراهيم، أخطر الفئات العُمرية التي تتأثر نفسياً بتلك النوعية من الأفلام، وهذا ما يعرف بالمراهقة المتأخرة التي تتسبب في الاكتئاب الحاد الذي يتعرض له الشخص نسبة لنزوله المعاش أو وفاة الزوجة أو اضطراب نفسي مما يؤدي إلى المشاغلات للأطفال والمحرمات والحفيدات دون التمييز. وأضافت: أن العلاج هو الزواج لمن يستطيع وتداركت حالته إما من استعصى أمره أقراص الحبوب والمتابعة المستمرة للطبيب النفسي هي الحل، وبالرغم من أنه أخطرها فعلاجها هو الأسهل.

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]