رأي ومقالات

غريب الدارين ….العروبة صفات وليست بشرات بيضاء …فما رصيد كل شعب عربي من تلك الصفات ؟ وما رصيدنا منها نحن السودانيون ؟


كثيرا ما أقرأ بعض الموضوعات فتتولد لي منها فكرة مقال ….من ذلك مقال الأخ د. بدوي في واحدة من تجلياته . تلك المقالة التي تناول فيها قضية عروبتنا المشكك فيها من قبل بعض الإخوة العرب.
بداية سأعرض موقفا ورد في رواية عن سيدنا عمر “رض” ، فقد قال لأبي مريم الحنفي قاتل أخيه زيد بن الخطاب وكان شديد الحب له …فقال له عُمر بن الخطاب : والله إني أكرهك كراهية الاْرض للدم المسفوح.
فقال له الرجل : اْيمنعني هذا حقاً من حقوق الإسلام.
فقال له عُمر: لا.
فقال الرجل: ما لي ولحبك ….إنما يبكي على الحب النساء.

فالشاهد في القصة عدم اهتمام الرجل بمشاعر سيدنا عمر طالما إنها لا تنتهي بظلم له
فنحن أيضا لا نأبه إطلاقا لمشاعر أو مقالات من يتحدث عن عروبتنا أو عدمها ، فلو كان بمقدوره أن يسحبها فليسحبها !
ولكن بما أن الأمر ليس في مقدوره فلينبح ماشاء له افتئاته أن ينبح ، فنحن بحمدالله قانعون سعداء بما قسم الله لنا من هذا المزيج النادر الذي يجري في عروقنا عرب ممزوجة بدم الزنوج الحار حتى إن هذا المزيج يبدو كأسطورة تماثل أسطورة الدم الأزرق النبيل .
وليت كان من الممكن أن نتبارى في ميدان أو سباق يحدد معايير تلك العروبة ، فأنا واثق أن ذلك لو كان ممكنا لوجدنا ميزان العروبة يرجح بكفتنا .
ولكني سأوجد ميدانا افتراضيا أحدد فيه المعايير العربية من خلال ما تميزبه العرب من صفات محببة لديهم .
من ذلك الكرم حتى أنهم جعلوا حاتم الطائي رمزا ومثلا …فأي شعب عربي ورث الكرم ؟ ألسنا نحن السودانيون ؟ كأن حاتم جدنا المباشر فأورثنا كرمه ! فهل هناك من يشكك في ذلك ؟ لا أظن .
أحب العرب الشجاعة …من من بني العربان تميز بالشجاعة والإقدام ؟ عنترة العبسي مثالهم ورمزهم …وعنترة مننا وفينا سوادا وإباءً وكرامة ….فهل سمعتم عن سوداني يقبل الضيم ؟! فدون ذلك دماء وأشلاء .
وأحب العرب الشهامة وقرينتها المروءة ….كم مراتٍ ومراتٍ وجد السوداني في مواقف خلا منها الرجال ، من إنقاذ منكوب أو إعانة مكروب أو الذود عن ضعيف ….فكذبني أخي العربي إن استطعت !
أما الأمانة فقد تجسدت سلوكا ساطعا قدمه راعٍ انبهر به عالم العربان بأكمله ….ويكفيني ذلك القدر ، وتلك الصفات البارزة مما أحبته العرب ….فأينا أكثر عروبة ؟
فتلك صفاتنا فجيئوني بمثلها ….إذا جمعتنا ياعرب المجامع
إذن إخوتي العرب …فالعروبة ليس شيئا تملكونه فتمنحونا إياه تفضلا وتتمننون به علينا …وإن أنكرتموها ما نقص ذلك من أفضالنا شيئا فقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد .
غريب الدارين


تعليق واحد

  1. العروبه والقوميه صفات تجاوزها الاسلام لان التنوع واختلاف الالوان من صفات طلاقه القدره الالهيه في الخلق ومن سنن الفطره الداخليه السليمه !! فكما اودع الله الايمان في قلوب الخلق اجاد صبغتهم الخارجيه لذلك تري وجهه المؤمن الاسود يشع نورا ويتهلل بشرا !! وتري فيه جمال لاتراه في غيره من الناس. فاللون الاسود اصل الالوان تتفرع منه بقيه الالوان بالتناقص لتصل الي درجه التلاشي ليصبح اللون (ابيضا) او لالون له ,اي لاشئ!! .
    لذلك فنحن فخورون بصبغه الله ولايهمنا من راي غير ذلك . وندعم اعتدادنا بما وهبنا الله من خلقه وصبغه بخُلق الاسلام السمحه كالامانه والشجاعه والمرؤه والكرم والادب والتدين !! ومن فضل الله علينا ان وهبنا الطول والفحوله والنحافه وجعل عيشتنا كفافا وبساطه !! فورثنا عن اجدادنا التضامن والترابط الاسري والاجتماعي !! فنحن نعيش معا في الحلوه والمره !! ونتبادل التهاني في الافراح ونواسي بعضنا البعض في النوازل والماسي !! ومجتمع له قدر عالي من الوعي السياسي والثقافي والادب والاخلاق !! لذلك صرنا الانموذج الحي للثقافه (العربيه الاسلاميه) شكلا وثقافه نظريا وتطبيقا عمليا بدون ادني شك !! وجلسنا فوق العروبه والقوميه بمفهوهما الضيق فنحن ابناء الاسلام ونتاج سماحته وتفاعل واختلاط الانسان باخيه الانسان ودعوته للاسلام وخيري الدنيا والاخره. والله من وراء القصد …. ودنبق.

  2. أعجب لموقع النيلين على إبرازه لهذه العنصرية النتنة التي لا تزيدنا الا تمزقا على تمزق. علينا ان نحمد الله على نعمة الاسلام، أما العروبة فلنتركها لأهلها الذين لا ينطقون (القاف) (غينا)، فنحن سودانيون وكفى وما العروبة أو الزنوجية الإفريقية إلا روافدا ثانوية التي نأبى لها ان تتجذر بإطلالة عنصريينا من حين لآخر لإجبارنا قسرا أن نكون عربا ونحن عنوان هويتنا مشتق من لون بشرتنا السوداء، لا السمراء ولا الخدرا على ما يقال نفاقا. العروبة هي تصنيف اثني وليست لسانا كما يشيع أولئك العنصريون، وهناك من ينطقون العربية بأفضل من نصف اهل المغرب ولا يؤهلهم ذلك لأن يكونوا عربا ولا هم يتملصقون بإدعاء العروبة وبينهم الانجليزي والباكستاني والروسي. أما نحن في سودان التوجه الحضاري فان اقصى ما ندعيه افتخارا بالعروبة هو أن نقول بأننا (أولاد عرب) وليس هناك من يجرؤ على القول بأنه عربي أصيل وكلنا أفارقه إذا ما عبرنا بحر المالح بل وفي لبنان فلا ننعت بغير العبيد. وللتاريخ فعند إنضمام السودان لتلك الجامعة الخائبة إعترض الكثيرون على إنضمامنا لها واقترحوا حلا وسطا بأن يكون اسمها جامعة الدول العربية والسودان؟ ما الذي يمنعنا من الإفتخار بسودانيتنا المتفردة عربيا وإفريقيا؟ لماذا نستلحق أنفسنا بإثنية تلفظنا وشرقنا وغربنا وشمالنا وجنوبنا الجديد لا يتعرفون على العربية الا في المدرسة الابتدائية، وحتى بعض وزراؤنا والكبار رموزنا الوطنية يلحنون من على المنابر اذا ما اجبروا على التحدث بالعربية التي لم يتعلمونها الا في المدارس. السودانوية هي الضامن الوحيد لهوية السودان ووحدته الوطنية ويكفينا ما حدث من اقتتال في دارفور باستنفار الدولة لما يسمى بالقبائل العربية ضد الزرقة، حتى اذا ما انقشع الغبار عادت تلك القبائل العربية إلى ذبح بعضها البعض بما هو افظع (وظلم ذوي القربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند). يحكى انه في بدايات الانقاذ وبعد الترطيب وانتهاء مسغبتهم، ظهر وزراؤنا في احد الاجتماعات وقد انتفخت اوداجهم وربت كروشعهم ونضرت بشرتهم فقال احدهم للاخر (الروقة ظهرت على وزراؤنا كما الزوراء السعوديين) فرد عليه صاحبة (اذا فليصبحوا بيضا) فما ابيضوا ولا زال عنهم سواد بشرتهم.. يعنى فضلوا سودانيين؟

  3. وهى عروبة الزمن دا شرف عشان الواحد يتمسك فيها العروبة الزمن دا بقت عار والواحد يتبراء منها

  4. [SIZE=5]أخي عبدالله ….تحياتي
    وصفت المقال بالعنصرية ….فأين وجدت ذلك فيه تحديدا ؟
    ولكني أرد على من يتعنصرون ، وأدافع عما قسم الله لنا من الدم العربي
    واقتدي بالرسول ” صلى الله عليه وسلم ” في وصفه لفصاحته حين قال ” بيد إني من قريش”
    فالذين يستكثرون علينا العروبة أريهمو أننا نفخر بما منحتنا إياه العروبة من صفات وليس الشكل
    وأفخر بما يجري في عروقي من دماء زنجية أيضا كان لها الفضل في منحنا صفات فاضلة
    ويبدو أنك لم تقرأ التفاصيل بل اكتفيت ببعض فقرات منه .

    نســـــــــــــــخ :فنحن بحمدالله قانعون سعداء بما قسم الله لنا من هذا المزيج النادر الذي يجري في عروقنا عرب ممزوجة بدم الزنوج الحار

    بالعكس لا تتعجب من موقع النيلين بل ينبغي أن تعجب به لما يوفره من فرص الكتابة والتعليق ….نشكر له هذا الفضل[/SIZE]