رأي ومقالات

وجدي الكردي: (الصدر البي النهد برز/ قلّع تُقلو رجّح بالضمير الإنتحل/ والكفل في المشية يقلع ويتنتل/ زى مشية المُهره في الطين الوحل)

والدنيا (خميس).. والمرضى في راحة من (تعب) كراسي عيادات الأطباء التي تفتح أفواه مقاعدها الصدئة في إنتظارهم، ولسان حديدها يقول: (سنمزق أقفيتكم ولو كنتم في بروج من الصحة مشيّدة). تعالوا نتسامر معاً ببعض نماذج التوسل لشعراء الحقيبة بالأطباء، للشفاء من (مرض الحبيب) المقيم في تجاويف الأكباد المقروحة، بعد التعرض للأشعة فوق (البلوزة البيضاء) المنبعثة من (لحظها الجرّاح)، وإنتهاءً بـ (أسباب تشوّقي نظرتَك/ وأسباب نفُورك نظرتي/ هواي يعجز فكرتك/ وجمالك يعجز فكرتي/ في الصد تزيد في جبرتك/ في الحب أزيد في خبرتي)!

(2)(خبرتي) المتواضعة بالحقيبة، تقول ان أبلغ توظيف لمفردة (المرض)، كانت من نصيب الشاعر (المظلوم)، محمد علي عثمان بدري الذي أنشد ذات حب: (مرضان باكي فاقد/ وفيك علاج طبيبي/ قالوا ترك سكونك/ يا دار وين حبيبي)؟!

(3)(حبيبي) بدري، وهو من (عندينا)، ومن الناطقين بغيرها، تكمن عبقريته في إستخدام كلمة (مرضان) بدلاً عن (عيّان)، لأن الأولى أقرب للتعبير عن العلة التي تصيب الأرواح وتشطر القلوب وتفطر الفؤاد و(تطلّع زيتك)، أكثر من دلالتها على الأعطاب التي تصيب الأجساد و(أسبيراتها)، لذا عمد لحيلة بلاغية غاية في الدقة وتكثيف المعنى وتوصيف الأسى لإستحلاب (الريد والحنان) من محبوبته (الغتيتة)، بأن ألحق البكاء وفقدان الصواب، بـ (بالمرض)، ليفاقم من محنته ويكسب بها (الصديق العربي والعدو الإسرائيلي والدكتور بتاعنا).

(4)(الدكتور بتاعنا)، يمكن أن نصنّف له أغنيات الحقيبة ونرتّبها على نسق التخصصات الطبية الدقيقة، لأن هناك أغنيات خاصة بالعيون: (عيوني وعيونك أسباب لوعتي)، وجراحة القلب: (آهة بتجرح قلب المشتاق)، وأمراض الجهاز التنفسي: (كم قلبي بالأنفاس لأنفاسك غمر/ الجو سكر من ريّك إتعطر خمر)، والعظام: (انكسرت أعضاي من كسرة الولوع/ وأبكي العبره خانقه وأنا ليها البلوع)، والطب النفسي: (عـقـلـي كـاد يـنـزاح وقولـّي هـجرك جـد يا جافي واللاّ مزاح؟!)، والأسنان: (يا أم سنوناً من درر يتلاصفن/ زى بريق العِينة فاطرك في المثل). والباطنية: (جسمي المنحول براهو جفاك). وناس الصدرية: (والصدر البي النهد برز/ قلّع تُقلو رجّح بالضمير الإنتحل/ والكفل في المشية يقلع ويتنتل/ زى مشية المُهره في الطين الوحل). وتطويل الشعر: (وجهو يخجّل نور الفجر/ شعرو فوق الأرداف يجر/ ديمة تابع الصد والهجر/ أصلو حُكم الغي كلو جُور). والغدد: (صُب يا دمعي لا تكون جاف/ ويا قلبي البقيت رجّاف)!

(5) (رجّاف) أنت يا صاح، لو (باريت الحقيبة المتفجرة دي)، لأنها تحتشد بأغنيات من صميم تخصص النساء والولادة وأطفال الأنابيب والمسالك البولية و(اللاسلكية)، لذا يجب أن تسكت عن بقية التخصصات التي يبحث عنها المرضى (بعيد بعيد)، بعيد عنّكم!
وخلي بالك..

هذه الأبيات تصلح اعلاناً لـ (أجعص) عيادة تجميل في البلد، من التي تخصصت في السمكرة والترقيع: (زاحم كتفُو كفلو ماج ديسُو الوفر/ عمْعم ديسُو درعُو وفى بعضو انضفر/ حاكى الغيم تنقّل يا غالي النفر/ وقول للوزّة غُوري وفي عينيك ضفر)!

وجدي الكردي

‫6 تعليقات

  1. والله أحياناً لما أستمع إلى بعض الشعراء الشعبيين لما يسمى (الدوبيت أو الحاردلو ) الواحد يخجل من نوعية الكلمات والنظم , كله غزل مكشوف ووصف حسّي كأن هذا المخلوق الذي يوصف بمثل هذا الوصف شيء أو كائن لا يوجد بيننا ولا هو جزء منا ولا نحن جزء منه!! يا جماعة لا يمكن أن نسمي هذا شعراً جميلاً أو عفيفاً!! , ورد في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الشاعر امرئ القيس أنه قائد لواء الشعراء إلى النار , وما ذلك إلا لأن بعض شعره يتميز بالغزل المكشوف لا سيما معلقته التي مطلعها : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ** بسقط اللوى بين الدخول فحومل# وهي كما هو معروف إحدى المعلقات السبعة , ولكن بها أبيات معدودة تعد فاضحة ومنها: فمثلك حبلى …. # وإذا كان قد استحق هذا الوصف / إن صح الأثر / بسبب عدة أبيات فما بالك إذا كان هناك قصائد كاملة بالدارجة السودانية تعد بالمئات ينبح بها بعض المغنين ليل نهار وهي تنضح بمثل هذه الكلمات الفجــة والمكشوفة والتي لا تدل على أي أدب جميل بل هي توصيف حسي لجسد المرأة يستطيع أن يفعله كل شخص حتى ولو كان هذا الشخص أمياً مثل الشاعر محمد علي الأمي أو مثل على المساح شــاعر أمي ومن فنان أو مغن ( امي ) مثل إبراهيم الكاشف وعائشة الفـلاتية , وما دمنا قد تعرضنا للأميين / الذين لا يوحى إليهم طبعا/ فيجب أن نذكــر أن بعض معلوماتنا في السيرة نتلقاها من شعراء المدائح الأميين , وأعجب لبروفيسور في اللغة العربية مثل (القرشي ) يأتي كل ليل إثنين ليشرح على تلفزيون السودان القومي (مدائح ) رجــل أمي هو حــاج الماحي بالله ماالذي تضيفه هذه الكلمات الساذجــة والتشبيهات غير اللائقة بحق النبي صلى الله عليه وسلم للمستمع؟؟ , وهذا الرجل الأمي يصور رحلة الحج كأن الحاج لا يقصد بسفره إلا المدينة في حجــه حتى يخيل إلى المواطــن السوداني الأمي الذي يريد الحج أنه ذاهب ليحج في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام !!كثير من شعرنا وأغاني المغنين ومدائح المداحين تحتاج إلى كنس وليس فقط إلى غربلة لأن الأمر مقلوب عند لجنة النصوص وقد سمعت البارحة المغني حمد الريح وهو يقول عن قصيدة (حمــام الوادي ) أنه لما جاء إلى لجنة النصــوص لتجيزها , أعطته (صفر من عشرة), أي والله هكذا قال !! مع العلم بأن هذه القصيدة لا يوجد بها كما أظن غــزل مكشــوف أو وصف حسي , ومن أجمل مافيها ( بلادك حــلوة , ارجع ليها دار الغربة ما بترحم !!

  2. [COLOR=#0A00FF][B][SIZE=6][FONT=Times New Roman]اقتباس: (الصدر البي النهد برز/ قلّع تُقلو رجّح بالضمير الإنتحل/ والكفل في المشية يقلع ويتنتل/ زى مشية المُهره في الطين الوحل). ألم تسمع بقول الله تبارك و تعالى في محكم تنزيله حيث يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
    [/FONT][/SIZE][/B][/COLOR]

  3. [FONT=Times New Roman][B][SIZE=6]اقتباس: (الصدر البي النهد برز/ قلّع تُقلو رجّح بالضمير الإنتحل/ والكفل في المشية يقلع ويتنتل/ زى مشية المُهره في الطين الوحل)

    و الله سبحانه و تعالى يقول:

    {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}

    ليس ثمة تعليق يضاف!!!![/SIZE][/B][/FONT]

  4. فترة الحقيبة تشابه حقبة في العصر الجاهلي تسمي الغزل الفاحش..وقيل أن أغنية أنا بالتمني ديما هديلي ساجع قيلت في امرأة قامت لتوها من حفرة الدخان وفيها بعض المقاطع المحذوفة