رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : الطفلة «أسماء» ضحية إفرازات التمرد

لماذا أصلاً وطئت قوات «اليوناميد» القوات الأممية والإفريقية المشتركة أو «الهجين» أرض دارفور؟! لأن فيها حرب بين حركات متمردة من «جهات»، وبين الحكومة من جهة. إذن «قوات يوناميد» جاءت لحفظ الأمن وتنفيذ بعض الاتفاقيات وهذا معروف. هل حفظت الأمن؟! خاصة في نيالا حيث تعرضت ابنتنا الصغيرة الطفلة البريئة «أسماء حامد محمد خميس» لدهس من مدرعة تابعة لليوناميد. طبعاً ليست هي الحادثة الأولى، لكنها الأدهى والأمر لأن ضحيتها طفلة.. واحرّ قلباه. من منكم إذا تعرضت ابنته لمثل الحادث لا يتألمّم؟!. ولا يعلن التمرد الذي فتح البلاد لقوات كأنما جيئ بها لتزيد الطين بلة؟! إن خطيئة التمرد مقتل طفلة اسمها «أسماء». قوات أجنبية تأتي من بلاد الايدز والمؤامرات تتجوّل بمدرعاتها داخل مدن إقليم دارفور الكبرى حينما يسودها الهدوء وتنسحب منها حينما تأتي عليها عواصف الاعتداءات من المتمردين. تصول وتجول في ذاك الهدوء الذي يسبق تلك العواصف. لكنها لا تدخل لصد العواصف. فهي لم تأتِ لأمن واستقرار المواطن هي تقتل الأطفال.. تقتل البراءة بمدرعات التآمر وصناعة النفوذ. دول الاستكبار تحاول استضعاف السودان بعد اختلال التوازن الدولي لأنه استبدل القوانين الهندية البريطانية بأخرى سماوية تعبر عن دين الأغلبية فيه بتغيير هذه القوانين استحق أن يكون في التصنيف الإرهابي. استبيحت أرضه بقوات حقيرة جداً لا تستخدم لإنقاذ الشعوب من الأزمات الأمنية، وإنما ترسل لتحمي بيئة نسف الاستقرار. كم حادث اعتداء تعرضت له نيالا وغيرها من مدن وقرى دارفور؟! ماذا كان دور اليونميد؟! وماذا تفعل اليونميد الآن في إقليم دارفور؟! هل تحمي مؤسسات أجنبية؟! هل تحفظ سلام وهي تقتل الأطفال وتصدم سيارات الجيش وتهرب؟! هذي قصة أخرى نحكيها. فقبل أيام من مقتل الطفلة «أسماء» اصطدمت إحدى مدرعات اليونميد تتبع للقوة النيجيرية بسيارة يقودها ضاط برتبة ملازم بالقوات المسلحة السودانية، ويقول الخبر إن قائد المدرعة حاول الفرار إلى داخل معسكره سيئ الذكر، إلا أن الملازم لحق به قرب بوابة المعسكر، ومن ثم حولت السلطات هناك الحادث إلى المحكمة.

طبعاً إذا كانت الحروب التي تشعل نيرانها هناك حركات التمرد هي التي قادت إلى إرسال القوات الهجين رغم أنف الحكومة السودانية والمسألة طبعاً فيها استغلال عدم التكافؤ بين القوة العسكرية السودانية والأخرى الأمريكية إضافة إلى النجاح الغربي في شرذمة إرادة قوة وتفتيت شوكة سكان بلدان المسلمين فإن حسم التمرد نهائياً عن طريق الاتفاقيات يعني انتفاء وجود هذه القوات الطفيلية. وهل هذا يروق لدول الاستكبار والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وهو صاحب جزء عظيم من المؤامرة؟! طبعاً لا. لذلك يجد عبد الواحد الترحيب أين ما حلّ رغم أنف اتفاقية أبوجا «الأممية» ورغم اتفاق الدوحة، ومثله مناوي وحركة خليل. وواشنطن وأوروبا غير جادين في عملية السلام في دارفور بهذه الأدلة الواضحة كالشمس. فبعض الدول الغربية الآن تتحدّث عن تجاوز اتفاق الدوحة. كل هذا لتمديد فترة قوات اليوناميد في إقليم دارفور واستمرار قتل الأطفال والاصطدام بسيارات الجيش بمدرعاتها. لكن إلى متى؟!!

أما إذا جاء حسم التمرد وإعادة الأمن والاستقرار من جانب القوات السودانية، فإن الخرطوم تواجه الاتهامات التعسفية بأنها خرقت وفعلت وتركت. وإذا كانت قوات اليوناميد ورطة في هذه البلاد لدرجة أن تقتل بمدرعاتها أطفالنا.. فعليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وعلى الحكومة السودانية أن تتخذ موقفاً حاسماً من صولات وجولات ومدرعات وسيارات اليوناميد داخل المناطق السكانية حينما يغمرها الهدوء والطمأنينة. فهل المواطن أما أن يواجه الاعتداء من المتمردين وإما أن تدهسه أو تصطدم سيارته مدرعات اليوناميد هذه القوات الحقيرة؟!

ننتظر ماذا سيفعل القضاء بقاتل الطفلة «أسماء» عصفورة الجنة جعلها الله مغردة لواليدها في الجنة. «وإنا لله وإنا إليه راجعون». لم أعرفك ولم أصادفك يا أسماء عصفورة الجنة لكنني أعرف أن تمرد دارفور هو السبب في إرسال مدرعات اليوناميد التي دهستك إحداها. «أسماء» مثل ابنتي «أشجان» و«أفنان». «أسماء» عصفورة الجنة غردي لنا يوم نلقى الله.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش