ثقافة وفنون

عضو فرقة الأصدقاء الفنان عبد المنعم عثمان في إفادات ساخنة

الفنان عبد المنعم عثمان عضو فرقة الأصدقاء المسرحية من الوجوه التي فرضت نفسها بقوة على المشاهد السوداني منذ سبعينيات القرن الماضي حيث برز نجمه في برنامج المحطة الأهلية، مروراً بالعديد من المحطات الأخرى المسرحية والدرامية المختلفة التقته (الوطن) مطلع العام الحالي في مطار بورتسودان وأجرت معه هذا الحوار الذي لم يرَ النور في حينها لضياع المادة التي عثرنا عليها بالصدفة .
عبد المنعم عثمان من خلال حديثه مع الصحيفة رسم صورة قاتمة لوضع الدراما السودانية والعمل المسرحي عموماً وشكا من غياب الدعم المادي والمعنوي للنشاط، نافياً وجود أي خلافات بين أعضاء فرقة الصدقاء المسرحية، مشيراً في ذات الوقت الى أن الظروف السيئة والواقع المرير لمجمل الأوضاع بالبلاد دفع بالمبدعين للهجرة للخارج فإلى تفاصيل الحوار.
٭ أين فرقة الأصدقاء ؟
– الفرقة موجودة.. لكن لم نجد نصوص مميزة للعمل ونحن موجودين وشغالين كأفراد مع بعض المجموعات الفنية حتى لا نتأثر سلباً بالتوقف لأن الفنان (زي لاعب الكورة) أذا توقف تقل حساسيته للعمل .
٭ فرقة الأصدقاء كانت من أنجح المجموعات ؟
– ولازالت، وفي اعتقادي أن عنصر النجاح الرئيسي يعود أساساً لقيام الفرقة نفسها على أساس مجموعة متجانسة، أولاد منطقة واحدة لم يفرق بينهم الزمن حتى بعد الزواج ظللنا نتزاور على مستوى الأسر فتعارف أبناؤنا ولك أن تعلم أننا خصصنا يوم الجمعة كيوم أسري لتلاقي أفراد المجموعة.
٭ رغم ما ذكرت من كلام طيب إلاّ أن هنالك خلافات داخل كيان الاصدقاء؟
– لا توجد خلافات، علاقاتنا أجمل علاقة.. ولكن هنالك نقاش ونقد بشفافية في العمل يعني مافي مجاملة (قاعدين نختوا قرض) وما بنجامل في الشغل ولذلك بعض الناس لما يسمعوا هذا الكلام بقولوا الفرقة (اتفرتكت) لكن العكس تماماً نحن متماسكين.
٭ هنالك شح في الأعمال التي تقدمها الفرقة ؟
– المشكلة في المال فإذا أردت عمل مميز تحتاج لرعاة وشركات فالإنتاج مكلف.. ولكن لن نركن لهذا السبب حتى لو اضطررنا لامضاء شيكات ودخول السجن كما حدث للبعض المهتمين بالمجال وقعوا شيكات ولم يستطيعوا الايفاء بالالتزامات فكان مصيرهم السجن .
٭ الفرق الفنية أضعفت الدراما السودانية ؟
– هذا ليس صحيح الحقيقة أن الحكومة لاتقدم دعماً للدراما والمسرح ولا توجد ميزانيات لدى تلفزيون السودان لإنتاج الدراما مما ترك المجال للدراما التركية والمكسيكية والعربية وهذا أحدث استلاب ثقافي، وللأسف الشديد مسؤول بجهاز إعلامي كبير برر عدم دعم الدراما السودانية بكلام مخجل أرجع السبب للجهات المعلنة، وقال إنها لاتقدم إعلانات في أثناء المسلسلات والدراما السودانية وهذا كلام غير منطقي فكلنا يلاحظ الاتجاه السائد حالياً للمبدع السوداني في الاعلانات لأنه أقدر على توصيل المعلومة.
٭ المشكلة في التلفزيون القومي ؟
– نعم، التلفزيون يقع عليه عبء كبير وواجب تجاه الأمة السودانية فيجب على وزارة الثقافة ايقاف الاستلاب الثقافي بدعم الأعمال الدرامية الوطنية حتى لو اضطرت لإعادة بعض البرامج والدراما(القديمة) فالمسلسلات المستوردة أيضاً تكلف أموالاً كبيرة كان الأولى بها الدراما السودانية .
٭ ماذا ينقصكم غير المال ؟
– الجانب المادي هو العنصر الأهم في الإنتاج الدرامي فبدون (قروش) ما ممكن الفنان يعيش ويبدع بدون أن يوفر أبسط متطلبات المعيشة لأبنائه لايمكن أن نبدع بالمجان الناس كلها (بتقبض) المسؤولين لو زول مسافر مأمورية أو حتى اجتماع بدوهو حقوا والله لو قح ساكت بلقي قروشو جاهزة، فلماذا يطالب الفنان بالعطاء والتميز دون مقابل .
٭ مسؤولية الحكومة ؟
– من واجب الدولة دعم الدراما،وإذا لم تدعم النشاط فلن تقوم له قائمة مافي حاجة اسمها شركات ورعاية مفروض الدولة تدفع لانجاح الاعمال الدرامية نحن لازالنا (نتاتي) ويجي مسؤول يقول الشركات لا تعلن في المسلسلات السودانية أقول له إنت أدعم وبعدها ستفرض هذه الأعمال نفسها على المشاهد والشركات والدليل على ذلك مسلسلات رمضان التي كانت منتظمة خلال السنوات الماضية وحققت نجاحات كبيرة (والله الناس في الشارع بتسألنا عن الدراما السودانية قالوا كرهنا الاجنبية) التي أثرت سلباً على أطفالنا واحرجتنا في اللبس والعادات القبيحة التي انتشرت في المجتمع بسبب هذه الأعمال المستوردة والمسؤولين إذا كان (قلبم واجعم فعلاً) على الثقافة السودانية يجب أن يولوها المزيد من الاهتمام .
٭ متابعة المسؤولين للنشاط المسرحي ؟
– المسرح ينقل الكثير من الرسائل للمسؤولين بطريقة مباشرة بدلاً عن التقارير فمثلاً كان عندنا مسرحية حضرها وزير تحدثنا فيها عن بروز علامات (السنتر لاين) في الطرق الاسفلتية وتسببها في تلف اطارات السيارات، حيث كان من المفترض أن توضع هذه العلامات بطريقة غير بارزة حتى لاتؤثر سلباً على العربات وأشرنا في العرض أن الأمر وراءه احد الجهات المستفيدة من استيراد الاطارات وهذه أشياء صغيرة نرسلها بطريقة درامية معينة تحقق الفائدة ولكن المسؤولين للأسف الشديد لا يتابعوا العروض .
٭ ربما حالت مشغوليات التنفيذين دون حضور ومتابعة العروض المسرحية ؟
– الرئيس الراحل نميري رحمة الله عليه كان متابع لكل النشاط المسرح وهو ابو الفنون أسس فرقة الفنون المسرحية والاكروبات السودانية، وكان لا يذهب الى بلد خارج السودان إلاّ ويستصحب معه هذه الفرق، وكان حريصاً على متابعة العمل الدرامي خاصة برنامج المحطة الاهلية، فاذا سافر للخارج كان يطالب بتسجيل الحلقات حتى يطلع عليها، وعندما يعود يناقشنا فيها بالتفصيل ويطلب شرح لبعض النقاط غير المفهومة أو غير الواضحة بالنسبة له، وكان بقول لينا (انتو قاصدين شنو بالحاجة دي) وعندما يحضر العروض المسرحية يأتي معه معظم المسؤولين بالدولة، نميري كان عاشقاً كبيراً للمسرح ومهتم به لدرجة كبيرة ومعظم الأعمال الدرامية الكبيرة والناجحة تمت في عهده .
٭ لم تتم الاستفادة القصوى من التراث والبيئة السودانية في الدراما ؟
– لم نتناول في المسرح حتى الآن 10 % من تراث السودان فثقافة ولاية واحدة بالبلاد قادرة على (تشغيل ) المسرح لمدة 20 عاماً فما بالك لو التقت الفنون بالسياحة في السودان سيجلب هذا الأمر فوائد مالية كبيرة عن طريق السياحة.
٭ إزاء هذا الوضع (المحبط) هل فكرت في الاعتزال ؟
– لو قمت تاني طفل صغير أحبو لن أفكر في اعتزال العمل المسرحي.. ولكن الفنانين الذين شعروا بالاحباط لم يعتزلوا بل هاجروا كما هاجر عدد مقدر من المبدعين كلهم تركوا البلد ولم يبقى إلاّ القليل.
الخرطوم- الوطن

تعليق واحد

  1. يا حليلك يا النميري ، الله يرحمك ويغفر أليك ….

    مجلس قيادة الثورة في عهد النميري عددهم سبع وزراء ويحكموا السودان من أقصاه الي أقصاه …

    والآن حكومة الأنقاذ لو حسبتوا عدد الوزراء الأتحادين + وزراء الولايات + أعضاء المؤتمر الطيني …. حدث ولا حرج !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!