أبعاد زيارات السيسي والأسد للكنائس
ويرى مراقبون للمشهد السياسي في كل من مصر وسوريا أن الاهتمام بالمسيحيين في هذا التوقيت هدفه سياسي بحت، وهو ما يتضح من حملة السيسي التي حاولت اعتبار الزيارة دليلا على التزامه بدولة المواطنة التي تطمئن الجميع وتحفظ حقوقهم.
وفي سوريا، التي يتواصل فيها الصراع منذ أكثر من ثلاث سنوات ينظر إلى زيارة الأسد لمعلولا في نفس الإطار، وهي أمور تلفت الأنظار إلى قضية أوضاع المسيحيين في كلا البلدين.
واستضاف البرنامج للحديث عن هذه القضية كلا من عضو حركة مسيحيين ضد الانقلاب مايكل سيدهم، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل، وعضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري سعيد لحدو، والأمين العام للجنة الحوار الإسلامي المسيحي محمد السماك.
أهداف سياسيةويفسر مايكل سيدهم سر الاهتمام بالمسيحيين سواء في مصر أو في سوريا، بأن أي نظام استبدادي يسعى لتقسيم المجتمع إلى فئات على أساس طائفي أو عرقي، ويتعامل مع كل طائفة من خلال أشخاص معينين.
ويضيف أنه في الحالة المصرية فإن الطرف المسيحي كان مشاركا كبيرا في وصول السلطة الحالية للحكم، منذ مظاهرات 30 يونيو/حزيران وانقلاب 3 يوليو/تموز الماضيين، حيث أصبح للمسيحيين دور في المعادلة السياسية ويتم التعامل معهم في شخص بابا الإسكندرية.
وفيما يرى سيدهم أن لهذا الاهتمام أهدافا سياسية، يعتبر نبيل ميخائيل أن الزيارات تأتي في إطار نمطي أيضا، فمصر على وشك الانتهاء من مرحلة انتقالية، وبالتالي تتعامل الدولة مع مؤسسات المجتمع المختلفة ومن بينهم المسيحيون.
لكن سعيد لحدو يرى في زيارات الأسد لمعلولا نوعا من “ذر الرماد في العيون” وتلميع صورته كرجل علماني ديمقراطي وطني يحرص على التنوع والتعدد.
ويضيف لحدو أن المسيحيين كانوا مكونا مهما وفعالا في المجتمع السوري عبر التاريخ حتى انقلاب حزب البعث، حيث بدأ هذا المكون يتلاشى شيئا فشيئا ويفقد تأثيره بسبب السياسات الذي كان أكثر حساسية لها، مؤكدا أن عائلة الأسد كانت السبب الرئيسي في إبعاد العنصر المسيحي عن مؤسسات الدولة.
وبالعودة إلى أهداف الزيارة يكرر سيدهم أن النظام السياسي والدولة العميقة في مصر انتابها القلق بسبب حالة اللحمة التي تصاعدت أثناء وعقب ثورة 25 يناير بين المسلمين والمسيحيين، واعتبرت أنها تشكل خطرا عليها، لذلك جاءت الثورة المضادة في 30 يونيو/حزيران، وكان الطرف المسيحي مشاركا كبيرا لأنه تم تخويفه من الإسلاميين الذين كانوا في السلطة آنذاك.
ويشدد سيدهم على أنه لا توجد مشكلة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وهناك احترام من كلا الطرفين، والتطرف جاء من أطراف في المشهد السياسي تستفيد من إشعال التوتر.
التطرف بسورياأما في سوريا فالوضع مختلف بحسب سعيد لحدو، الذي يؤكد أن المسيحيين فيها كانوا روادا في الفكر والسياسة والاقتصاد، بدعم من الأغلبية المسلمة، والآن ورغم الأزمة لا يتخوفون من التطرف، لأنه قادم من الخارج، وبمجرد زوال النظام سيزول التطرف لأنه ليست لديه حاضنة اجتماعية.
من جانبه، يطرح محمد السماك رؤية مغايرة، مؤكدا أن مشكلة المسيحيين في العالم العربي ليست مسألة مطالب، لكنها مشكلة حقوق، فهم بحاجة للاعتراف بمشاركتهم في الوطن، وهو أمر غائب عن التفهم الإسلامي العام.
ويضيف السماك أن المسلمين مقصرون في إدراك المخاوف المسيحية الحقيقية، ويتعاملون معها على أنها مصطنعة وليست حقيقية وهناك من يحركها ويستغلها، لذلك عليهم إعادة النظر في المخاوف المسيحية وأسبابها.
ويرى السماك أن اعتماد الدولة المدنية لحكم البلاد العربية هو الحل الأفضل لتحقيق المواطنة التي لا تتعارض مع أي مبدأ ديني، بل تضمن المساواة بين المواطنين وتحترم الحريات بما فيها الحريات الدينية.
ويتفق لحدو مع السماك مؤكدا أن الضمانة يجب أن تكون هي الدولة الوطنية والديمقراطية وإحلال دولة القانون محل الطائفة أو الزمرة العسكرية أو العائلة.
أما مايكل سيدهم فيؤكد أن المطلوب هو احترام الديمقراطية واللعبة السياسية، وعدم إقصاء الآخر باستخدام القوة.[/JUSTIFY]
[FONT=Tahoma] الجزيرةم.ت
[/FONT]