منوعات

العنف الأسري يقود لليأس والانتحار

[JUSTIFY]شعرت إلهام ياسر باليأس من الحياة بعد تكرار أساليب العنف التي يمارسها زوجها بسبب الشك الذي ما انفك يراوده على الدوام مما دفعها إلى الانتحار هربا من قسوة الحياة، قصة قد تتكرر كثيرا هذه الأيام في ميسان العراقية.

هذا ما قالته والدة إلهام في حديثها للجزيرة نت، مضيفة أن “إلهام كانت لديها قبل أن تتزوج أمنيات بعد حصولها على شهادة الدراسة الإعدادية بأن تكمل الدراسة الجامعية، لتقبل على الحياة ولا سيما وهي في مقتبل العمر، حتى طرق بابنا من يطلب الزواج منها، وهو شاب عمره يقترب من عمرها، ولد 1986، وبالرغم من ترددها في القبول قمت بإقناعها فوافقت لكي لا تغضبني وتنازلت عن أحلامها، لتقودها قدماها إلى نفق مظلم لا تعلم أية تعاسة تنتظرها من هذا الزوج الذي يعاني من أخطر مرض يصيب الحياة الزوجية، وهو الشك”.

وتضيف أم إلهام أن زوج ابنتها يغلق الشبابيك والباب بالمفتاح، وعندها تشعر بأنها تكاد تختنق، فقد وضعها في دائرة الشك التي يحياها كما يصورها له عقله المريض ومن ذلك اليوم بدأت رحلة العذاب التي أحالت حياتها إلى جحيم، وتؤكد أن زوجها أخضعها لما يشبه التحقيق، من طرق الباب؟ لماذا ترتدين هذا الثوب، ولمن؟ ما هذه التسريحة المثيرة؟ ويبحث بجهازها النقال عن رقم غريب.

وتتحدث والدة إلهام بحزن عن قصص روتها لها ابنتها الوحيدة قبل أن تنتحر بأيام بعد أن يئست وهي تنتظر تغيير سلوك زوجها، خاصة بعد ولادة طفلته الأولى، ما زاد تصرفه عنفاً كون المولود أنثى وليس ذكرا مثلما تمنى، وتكررت الحالة عند ولادة الطفلة الثانية وبدأ يلعن ويشتم بدلاً من أن يشكر الله على سلامتها وسلامة المولودة، وقاطعها وكأنها قطعة من الأثاث ولم تعد تحتمل الحياة مع هذا الزوج فطالبته بالانفصال وتنازلت عن كل حقوقها لكنه رفض.

وتضيف والدة إلهام أنه كان كمن يسعى ويتلذذ بالانتقام منها وعندها كانت نهاية خلاصها بعد أن يئست تماما من إقناعه بالطلاق ولم يغمض لها جفن وكانت تشعر بالاكتئاب وشعرت أن كل ما حولها قاتم ولا بد لها من الخلاص ونهاية العذاب.

انتظرت خروجه وكالعادة أغلق الشبابيك والباب خلفه وضعت طفلتها في غرفة النوم وأغلقتها ثم اتجهت صوب الحمام وحملت بيديها قنينة النفط وسكبت النفط على رأسها وملابسها وأشعلت النار لتترك طفلتين يتيمتين.
عبد الله: العنف الأسري قد يكون
بدنيا أو لفظيا (الجزيرة)

عنف فطلاق
من جانبه يقول أستاذ العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية بجامعة ميسان نجم عبد الله للجزيرة نت إن العنف ربما لا يترك في الجسد آثارا بشكل مباشر، لكنه يشعر بقساوته النفسية المحسوسة، وخاصة عندما يصدر من قبل زوج شكاك ومريض وعندما يصف المعنف بصفات مزرية مما يشعره بالامتهان والانتقاص وهذا ما يؤذي الضحية كثيرا وهو ما يعرف بالإيذاء اللفظي.

ويرجع عبد الله حالات العنف إلى ضعف المستوى الاقتصادي وقلة فرص العمل وكثرة البطالة وشذوذ الزوج عندما يكون ضعيف الثقة بنفسه ومن حوله ويضطره غالبا إلى ممارسة العنف الجسدي.

لكنه يرى أن نتائج العنف الأسري على الأبناء المتمثلة في الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والانطواء وعدم الثقة في النفس وغيرها من المشاكل المصاحبة التي تؤدي في غالب الأحيان إلى محاولات الانتحار والهروب، بالإضافة إلى تدني القدرات الذهنية والمهارات النفسية، واضطراب المستوى التعليمي للطفل وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين.

وتذكر محامية محكمة الأحوال الشخصية في ميسان ميادة محمد أن الأرقام المسجلة خلال العام الماضي والربع الأول من العام الجاري تثير أكثر من سؤال، فقد بلغ عدد حالات الطلاق بسبب العنف الأسري ثمانية آلاف و646 حالة، فضلا عن الحالات غير المسجلة في القرى والأقضية والنواحي التي حصلت خارج المحاكم.

وهذا ما أكده قاضي محكمة الأحوال الشخصية في ميسان علي رسمي، الذي يشير إلى شيوع حالات أخرى تتمثل في تزويج النساء القاصرات مبكرا وسط ما تعانيه الأسر الميسانية التي تعيش في فقر مدقع سرعان ما تنتهي بالطلاق والذي بلغ بحسب سجلات المحكمة نحو 120 حالة خلال الربع الأول من العام الجاري 2014.

ودعا رسمي الجهات الحكومية إلى اتخاذ موقف عاجل وجدي لمتابعة هذه الحالات والعمل ضمن خطوات عملية تسهم في الحد من هذه الظاهرة التي تهدد كيان الأسرة العراقية.

الجزيرة نت[/JUSTIFY]