تحقيقات وتقارير

الثورية تتخذ أسوأ قرار خاطئ فى تاريخها !

[JUSTIFY]عبر بيان مطول قال إنه تضمن تقييماً مستفيضاً للأوضاع فى البلاد قالت الجبهة الثورية إنها توصلت الى قرار برفض المشاركة فى الحوار الوطني الشامل الذي ينتظم السودان هذه الايام.

البيان عزا رفض المشاركة الى ما أسماها استمرار العمليات العسكرية فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ومنع إيصال المساعدات الانسانية وإصدار أحكام قضائية ضد قادة الجبهة الثورية. وفى جانب من البيان تقول الجبهة الثورية إنها من الأساس لا ترفض مبدأ الحوار واصفة إياه (ببضاعتنا رُدت إلينا) ولكنها قرنت ذلك بما أسمته تهيئة المناخ ووقف الحرب، وإقامة وضع انتقالي وتحول ديمقراطي حقيقي.

ولا شك أن الجبهة الثورية -بهذا البيان- وقعت في ذات الخطأ الاستراتيجي الذي كانت قد تورطت فيه بعض قوى تحالف المعارضة، ولم يكن أمراً غريباً -والجميع يعلم ما بين الثورية وقوى التحالف من صلات ووشائج- أن يتشابه موقفهما، وقع الحافر على الحافر، غير أن الثورية زادت عدة عيارات على خطأ قوى التحالف، إذ على الرغم من تماثل المواقف فى رفض الحوار إلا بإستيفاء جملة اشتراطات، إلا أن أوضاع الثورية تختلف.

ففي الوقت الذي فيه بإمكان قوى التحالف -متى ما وجدت نفسها فى حالة عزلة سياسية- أن تسرع بالالتحاق بركب الحوار، خاصة وأن بعضها منذ الآن بدأ يتفاعل مع المتغيرات الجارية؛ فإن الثورية اذا ما أصرت على رفض الحوار وواصلت عملياتها العسكرية فهي سوف تخسر الميدان الداخلي بأسره، وتفقد الإسناد السياسي، كما أنها عرضة للفناء عسكرياً فى ظل خطط الجيش السوداني التى عرفت بصيف الحسم التى تهدف الى إنهاء التمرد بانقضاء العام الحالي.

الجبهة الثورية ليست الآن فى وضع عسكري مناسب للدخول فى مواجهة شاملة مع الجيش السوداني. خارطة العمليات العسكرية الحالية تشير الى ان الجبهة الثورية ستضطر فى غضون أسابيع للبحث عن مأوى خارجي تاركة مسارح العمليات بصورة نهائية، فقد استرد الجيش السوداني 95% من المناطق التى كانت تسيطر عليها. فإذا ما أضفنا الى ذلك حركة الصراع فى دولة جنوب السودان واحتمال تجدد القتال وإتساع رقعته مع صعوبة التكهن بترجيح كفة المواجهة بين الفرقاء، فإن المستقبل القريب جداً وليس البعيد للثورية سيكون فى مهب الريح.

الأمر الثاني ان الجبهة الثورية لإدراكها أنها لا تملك ما تساوم به على الأرض، وقد تراجع مدى مدفعيتها وتقاصر تماماً تخشى من دخول حوار وطني لا يمنحها ميزة تفضيلية، فهي تدرك أنها قوة من بين عشرات القوى السياسية فى السودان لا فرق بينها وبين هذه القوى الأخرى سوى أنها حملت السلاح، وحين تضع السلاح يوما ما عقب الحوار والتفاوض فإن رأسها سوف ينكشف، وتصبح شبيهة بتوصيف الشاعر: والعودُ فى أرضهِ نوعاً من الحطبِ.

الأمر الثالث إن الجبهة الثورية ما تزال تراهن على العامل الامريكي، وكلنا يعلم أن القرار 2046 الصادر عن مجلس الأمن والذي ألزم الحكومة السودانية بالتفاوض مع قطاع الشمال، أصبح الآن مثل السحر الذي انقلب على الساحر، فقد أدركت واشنطن -بعد فوات الأوان- أن القرار قصرَ التفاوض على القطاع فى حين أن هناك الجبهة الثورية تضم القطاع وحركات دارفور المسلحة!
الثورية فيما يبدو تنتظر أن يصدر قرار دولي آخر يضمها الى مفاوضات أديس أبابا، فهي تفضل ان يكون قريباً من منضدة التفاوض مبعوثين أمريكيين وأن تكون واشنطن طرفاً قريباً من التفاوض على غرار ما جرى فى نيفاشا. لكل ذلك فقد كان من المتوقع ان ترفض الجبهة الثورية الحوار، هذا بالاضافة الى أسباب جانبية تتعلق بحركات دارفور، فهذه الحركات المسلحة ترفض أي تفاوض وتراهن فقط على دخول الخرطوم فاتحة رغم استحالة ذلك، ولهذا فلربما فرضت هذه الحركات رأيها على قيادة الثورية ودفعتها دفعاً الى إتخاذ هذا الموقف غير المحسوب النتائج، وغير مقدر العواقب!

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. شماشه مقاطيع .. بشبش عمل ليهم راس وقعر .. خوفا من المنظمات الاوربية .. والسادة الاميركان ليكم فنقســ ….. لغاية ماصدقو نفسهم انهم مناضلين .. وكلهم عبدة دولار ومناصب بلا يخمكم شت عليكم ..