رأي ومقالات

محمد الننقة: الاسرة النووية


الأسرة النووية هي تلك الاسرة المتمثلة في الأب والأم وابنائهما فقط، وهو مصطلح جديد لمن يكن موجوداً في خارطة المجمتع السوداني من قبل، حيث كانت الأسرة الممتدة المكونة من الاب والام والابناء والجد والحبوبة والاعمام والعمات والأخوال و الخالات هي المسيطرة على تفاصيل الحياة السودانية.

كانت الاسرة الممتدة بمكوناتها سالفة الذكر هي الموجة الحقيقي والمعلم الرئيسي لكل القيم السودانية العظيمة والتي يتم توارثها من جيل لأخر ومن فرد لأخر بفضل تلك النظرة الثاقبة التي تتمتع بها هذه الاسرة التي تتكون من خبرات متراكمة ورثتها جيل بعد جيل تمثل القيم السودانية السمحاء التي شكلت الشخصية السودانية بكل تفاصيلها الجميلة الفريدة.
لكن في هذا العصر الذي نعيشه الآن تراجع دور الاسرة الكبيرة الممتدة التي كانت تغذي كل عناصر وافراد المجتمع بالصفات المتينة والراسخة، تراجع دورها وحلت مكانها الاسرة النووية وهي لا حول لها ولاقوة، ولا تستطيع ان تلعب ثلث الدور الذي كانت تلعبه الاسرة الممتدة، فهذه تتكون من عدد كبير من الاباء والامهات، فكل الاعمام والعمات والاخوال والخالات أباء ومربين يمكنهم ان يفعلوا ما شاءوا لتوجيهك للطريق الصواب دون تدخل أو غضب من والدك او والدتك، فتلك الهيئة العليا من المربين اندثرت الآن الامر الذي سيؤثر سلباً على النشئ الحديث من حيث تشبعهم بالصفات السودانية الاصيلة.

قد تكون أسباب بروز دور الأسرة النووية هو بعد المسافات وانشغال الناس بامور كثيرة لم تكن موجودة سابقاًَ ومتطلبات الحياة الحديثة بل ان بعض وسائل الاتصال الحديثة من انترنت وخلافه قد فككت تلك الاسرة النووية إلى جزيئيات اصغر هي افرادها فتجد الاب والام والابناء وكانهم في جزر منعزلة بسبب الاجهزة الحديثة ووسائل التواصل الجديدة فلكل منهم عالمه الخاص والذي يتكون من زملائه او اصدقائه أو (شلته) الامر الذي يجعل مهمة الاسرة النووية هي الاخرى غير موجودة ولا سبيل لنيلها بسبب ذلك التوهان الذي تعيشه.

عمود منحنيات/يكتبه الصحفي محمد الننقة


تعليق واحد

  1. [SIZE=4]ياخى والله دى المقالات ولا بلاش , كلام مختصر ومفيد وفى الصميم , ياريت لو كل الصحفيين يكونو موضوعيين كده بدل ناس الكفتة والخندقة وقلنا وقالو , والله زمان حتى الجيران وناس الحلة والمعلمين فى المدارس كان مشاركين فى التربية[/SIZE]