محمد الننقة : سنة تاسعة .. دعوة للرتابة وقتل الإبداع
كنت أتمنى ان ادرس بالنظام السابق (6 3 – 3) حيث الاعمار متقاربة والبيئات مختلفة والاستاذة كذلك، فكل مرحلة لها خصوصيتها ولها طعمها ولها بالتأكيد مشاكلها وحالاتها النفسية التي تختلف من مرحلة إلى أخرى.
فالمرحلة الابتدائية حينها كانت كمدخل للتعليم النظامي وهي بدايات تكون فيها مع من يقاربك العمر والافكار والقدرات، تقعبها المرحلة الثانوية العامة وهي يمكن ان تعتبر مرحلة النضج حيث ينتقل الطالب فيها لمرحلة جديدة تشعره فيها البيئة التي يعايشها بأنه قد اصبح مسئولاً وله دور تجاه مدرسته واسرته ومجتمعه، وهي تعد مرحلة اعدادية للمرحلة اللاحقة وهي المرحلة الثانوية وتعد هي المرحلة العليا في التعليم وتكاد تشابه المرحلة الجامعة من حيث طريقة التدريس وتعامل الاستاذ مع الطالب وكذلك طبيعة الحياة التي يعيشها الطالب حينها تشعر بأنه قد اصبح قدوة للاخرين، وقبل هذا النظام كانت النظام المعمول به هو ( الأولية – الابتدائية أو الوسطى الثانوية) ومدة كل منها اربعة سنوات وهو نظام أيضاً راعى التمرحل المنطقي ومعايشة مراحل وبيئات مختلفة.
نلاحظ أنه طيلة الاثنتي عشرة سنة التي يعيشها الطالب فإن الاستاذة او المعلمين يختلفون من مرحلة إلى أخرى وطريقة التعامل مع الطالب وطريقة تعامل الطالب مع البيئة المدرسية أي ان كل ما يحيط بالطالب يختلف على الدوام حيث يكون الطالب قد مر على ثلاثة تجارب مختلفة يكون قد اكتسب خبرات كبيرة جدا تؤهله للحياة الجامعية والتعامل بالصورة التي يجب ان تكون مع مجتمعه ومحيطه.
بعد هذه النظم التعليمية جاء السلم الجديد والذي كان نصيبنا من التعليم ان ندرس به وفيه مرحلتين (8 – 3) أي ثمانية سنوات في مدرسة واحدة وثلاثة سنوات في اخرى أي مدرستين وبيئتين فقط، واتت الطامة الآن حيث ستصير الثمانية سنوات تسعة دون ما مراعاة حتى لابسط الفروقات بين طالب سنة أولى وسنة تاسعة على كافة المستويات لا سيما الجسمانية والنفسية والانفعالية فالفرق كبير بينهما ولا رتق يمكن ان يحدث بينهما ولا شيء يجمهما البتة.
فالشلل الابداعي يبشر الجيل القادم فإذا افترضنا ان التلميذ يبدأ اولى خطواته التعليمية بالصف الأول وعمرة ستة سنوات ويبقى بالمرحلة الأساسية لمدة تسعة سنوات اي عندما يتخرج منها يكون عمرة حوالى الخمسة عشر سنة، وكل هذه المدة نفس المدرسة ونفس المعلمين ونفس طريقة إدارة المدرسة نفس الشارع فمن أين يأتي الابداع .. ألا تعلموا سادتي اصحاب امر التربية والتعليم في بلادنا أن العادة تقتل الابداع.
عمود منحنيات/يكتبه الصحفي محمد الننقة
ع.ش