يا خيبتنا بباسم يوسف: رضخ أمام المال والسلطة
فأمام ما “فعله” بالرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي أطاحه الجيش في انقلاب 3 يوليو / تموز، بدا النمر المؤذي باسم يوسف “حملاً” وديعاً في تعاطيه مع ترشّح السيسي.
ثم إنّ عمله في وسيلة إعلامية تعود ملكيتها إلى جهة أقرب إلى السيسي أفقده الكثير من صدقيته. والأرجح أنّه سيتحوّل من “ظاهرة” ومن “صوت مصر” إلى “أراجوز” فقط، كما يقول عن نفسه، لكن هذه المرّة بلا أيّ مكمّلات سياسية وبلا تأثير يُذكَر على الشارع المصري وعلى المشاهدين العرب الذين رأوا فيه “تمرّداً” على “النظام” كلّه، في بلادهم، على تباعدها واختلافها، وتقاربها وتشابهها.
لكن ما أوصل “الحدس” الذي تحدّثت عنه إلى حدّه الأقصى هو توقّف “البرنامج” حتّى يوم 30 مايو/ أيّار الآتي. وهو اليوم الذي يُتوقّع أن يشهد إعلان اسم الرئيس المصري الجديد.
أي أنّ “السلطة” التي “وظّفت” باسم يوسف، قرّرت “إسكاته” مؤقتاً. وبعدها فلينتقد من شاء إلى ما شاء، لأنّ الانقلاب يكون قد اكتمل. وفي هذه الأثناء يقبض باسم يوسف وفريقه أجورهم، ليكونوا قد رضخوا أمام قوّتين قاهرتين ظننّا أنّ باسم “تمرّد” عليهما: المال والسلطة.
لا جدوى من الإطالة في الشرح: يا خيبتنا بباسم يوسف. فبعد المقال الذي “اقتبسه” من الصحافي بن جودا، من دون أن يذكر مصدره، ها هو يؤكّد أنّه ليس فقط “إنساناً عادياً”، يسرق المقالات أحياناً، بل أنّه أقلّ من صحافيّ عاديّ.
محمد بركات — العربي الجديد