أبو عبيدة عبد الله : عرمان والمنطقتان ..«جلداً ما جلدك جر فوقو الشوك»
امس الاول خرج بروف غندور من اجتماع مشترك مع الآلية رفيعة المستوى وقطاع الشمال، واكد غندور في تصريحاته ان عرمان طرح للاتفاق حول اجندة التفاوض قضية دارفور، الا ان وفد الحكومة رد عليه بضرورة عدم مناقشة اية قضية بخلاف المنطقتين وفق ما نص عليه القرار «2046»، مشيرا إلى أن القطاع وافق على سحب ذلك المقترح، ثم اقترحت الوساطة قيام أربع لجان للحوار الوطني ولجنة سياسية ولجنة للترتيبات الامنية ولجنة للشوؤن الانسانية. لكن قطاع الشمال اكد انه يجب ان يتم العمل في اللجان بعد التوصل لاتفاق اطاري ويقبل في الوقت الراهن بتشكيل اللجنة السياسية والامنية على اساس اتفاق «نافع ــ عقار»، واعاد عرمان نغمة الحكومة الانتقالية والحل الشامل مما اعاد المفاوضات للمربع الاول. واللافت في الأمر ان مواقف عرمان الاخيرة جاءت بعد ظهور المبعوث الامريكي في مقر المفاوضات مساء امس، مما يعني ان قطاع الشمال بمعاونة واشنطن وبعض الدول الغربية يعمل لاحالة الملف الى مجلس الامن، لكن كل تلك الاطراف الساعية لكسب الوقت وانتهاء المفاوضات دون اتفاق لا تدرك المتغيرات التي حدثت بالارض خاصة الاوضاع بجنوب السودان وما يترتب على مالاتها. ويرى محللون ان رهان الحركة الشعبية على القوى الدولية خاصة بعد مبادرة الحوار الوطني وفقدان أكبر مكونين لتحالف المعارضة وهما الشعبي والامة القومي، فإن سير الحركة الشعبية لوحدها في المناطق الوعرة ووسط الحشائش يعد انتحاراً سياسياً ومغامرة غير محسوبة النتائج. وعلى عرمان أن يدرك ان مياهاً كثيرة مرت تحت الجسر، وان تكتيكات التفاوض تخضع كل مرة للمتغيرات المحلية والخارجية والمحيطة بالحركة نفسها، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ان كثيراً من قيادات ابناء النوبة لها رأي واضح في قيادة عرمان لرئاسة وفد التفاوض حول قضايا المنطقتين، وأيضا يرون أن عرمان له اجندة لا علاقة للمنطقتين بها، وما يؤكد حديث ابناء جبال النوبة ما نسب الى عرمان امس من انه قال للوساطة في اديس ابابا ان المنطقتين ليست بهما مشكلة، وان المشكلة في السودان كله، اي ان عرمان يريد ان يحل قضايا السودان كلها رغم عدم تفويضه، يريد ان يحلها وهو يمتطي جواد ابناء المنطقتين الذين همهم الاول والاساس ان تنعم مناطقهم بالامن والاستقرار. فهل يتعقل عرمان ومشايعوه بالترجل من صهوة جواد رئاسة وفد التفاوض حول المنطقتين، ام ينتظر رهان القوى التي تدفعه لضرورة الاستمرار في ذلك الطريق.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش