منوعات

ظاهرة خرطومية جديدة.. شباب يرددون أغنيات البنات ويقلدون سلوكهن

[JUSTIFY]شباب اختاروا وهم في كامل رجولتهم وحالتهم الذكورية المعتبرة شرعاً، الولوج إلى عالم النساء عبر وسائط كثيرة وأساليب متنوعة، أولها (الغناء)، فدأبوا على تريد أغنيات غاية في (النسوية) حتى تحسبهم (أناث) رغم شواربهم، هؤلاء الشباب يسعون بكد ودأب لطمس هويتهم الرجالية، وبطوعم واختيارهم تركوا المشقة في الشكل والمضمون وانحازوا إلى حلاوة الطلة ورقة الأهداب وجمال الصوت والصورة، (وعسولة) الكلمات المغناة، في الحفلات العامة، والخاصة، والخاصة جداً (القعدات)، وفي هذه الأخيرة (الله لا وراك) وكفى.
حصرية على النساء فقط
هؤلاء، لم يتركوا للنساء شيء يخصهم إلاّ و(قالعوهم) فيه، واستولوا عليه حتى تلك العينة من الغناء الحميمي الطاعن في النسوية صاروا يرددونه، فيغنون على الملأ (طاعني دايما بي وراء) و(دقا الباب وجانا)، وأغنيات أخرى لو أشرنا إليها هنا إشارة عابرة، لانهد علينا هذا التقرير وتطاير (طوبة طوبة).
هؤلاء الشباب ذو النزعة الأنثوية، لا يأنفون يرددون أغنيات تعد – عرفاً – (ماركة مسجلة للنساء) وحصرية عليهن، هي ذاك النوع من الأغنيات ذي الكلماتها العذبة والألحان الشجية التي يعبرن من خلالها عن أحوال وأمور ومشكلات خاصة جداً بهن، حصرية عليهن، يتحدثن فيها عن شعورهن، لبسهن، ابتساماتهن، أحلامهن الصغيرة.
فات حدّو
أغنيات لا يمكن لرجل وضع الله على وجه لحية وشارباً أن يجرؤ على ترديدها حتى سراً في خصيصية نفسه، لكن هؤلاء المشار إليهم، لا يأبهون يرددونها على مجمع من البشر، فيغنون (سجل لي دهب أمك) و(يا ماشي لي باريس جيب لي معاك عريس/ شرطا يكون لبيس من هيئة التدريس)، وغيرها من الأغنيات التي جعلتها سنن الحياة وتراتبية المجتمع خاصة بالنساء تعبر عن أحساسهن، فما الذي دهى هؤلاء الرجال حتى يزاحموهن فيهان هكذا تساءلت (عواطف جيب الله) موظفة قبل أن تستطرد مردفة: يختي الغناء هيّن، قسم بالله في رجال كدا، أجارك الله، بمسحوا الكريمات، كريمات الجسم، الواحد يحبس نفسو النهاركلو في البيت تحت المكيف ويجي مارق المغربية، بالله هسي دا راجل يا بتي.
من جانبها اعتبرت (إخلاص الفادني) موظفة، اعتبرت مشاركة الرجال للمرأة في غنائها في حدود المعقول ليس أمراً سيئاً، لكن يغدو كذلك إذ (فات حدو).
إن شاء الله راجل أختي
وفي السياق استنكرت أماني عبد القيوم علي – موظفة – بشده أن يردد الرجال غناء النساء، واعتبرت ذلك قدحاً في رجولته وطعناً فيها، وأضافت: يا خي خليك من الرجالة، الرجالة طايرة، بس من باب الذوق كدا، مش على الأقل الراجل لازم يتلزم بالحفاظ على المسافة (الجسدية، والنفسية) بينه وبين النساء، وتساءلت بحرقة: طيب كيف يستطيع المغني الرجل أن يستخدم ايماءات وإشارات (معينة) عندما يغني أغنية مثل (بختي إن شاء الله راجل أختي) مثلاً.
ومضت قائلة: لا بد أن يحافظ الرجل على تلك المسافة (المفخخة) على حد تعبيرها، حتى في الغناء، لكن يبدو أنه بعد أن صار غناء البنات (مصدر رزق) معتبر، وعمل مُدر للأموال يتخلى كثيرون عن بعض رجولتهم وربما كلها، من أجل كسب المال، فيغنون غناءً كأخواتهم تماماً غناءً مصحوباً برقص بالغ الأنوثة و(صريخ وزغاريد) وما لا أذن سمعت ولا عين رأت.
تمرد وتشابه
من جهتها وصفت الأستاذة تماضر السر، هؤلاء المغنين بالمتردين أخلاقيا وبالممزقين داخليا وقليلي الحيلة ونعتتهم بالفارغين والرجرجة والسوقة، وأشباه الفنانين.
وأردفت: يا خي مش ممكن واحد يعتبر نفسو راجل ويغني لي (يا أب شرا إن شاء راحل مرة ) بعدين يا خي ديل ما سمعوا أبداً بـ (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء)، أنا شخصياً أشعر بالضيق عندما أسمع رجال يرددون أغاني نسائية.
تأنيث مضر
لكن ومضة عبده – طالبة جامعية – كان لها رأياً آخر، إذ اعتبرت أن الرجال يجيدون التغني بأغنيات البنات، لأن أصواتهم رائعة وقويّة، لكن ألقابهم هي الهاجس لهم فلا يُمكن أن ننعت رجلاً باسم (فلان بت) فهذا قدح في (نوعه) وتأنيث مضر به مستقبلاً، في المقابل لا بد أن نؤكد أن الفن إحساس، ولا شك أن هناك رجالاً وضعوا بصمتهم في خارطة غناء البنات أداءً وكلمات وألحان، وليس في ذلك ما يعيبهم.

صحيفة اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]