تحقيقات وتقارير

رقيص العروس من موروث ثقافي بسيط إلى مظاهر من البذخ الصارخ

[JUSTIFY]ثقافتنا السودانية في مراحل العبور الأربع من أغنى الثقافات الراقية في العالم التي تسيطر فيها عادات وتقاليد وموروثات تنتقل عبر الحقب الزمنية المتعاقبة من جيل لآخر، منها ما يدعو للفخر ومنها ما فيه كثير من الجدل الشرعي،رقص العروس الذي كان في الماضي وحتى أيامنا هذه مع قلته لا يكتمل الزواج أو يعتبر كامل الإجراءات دون هذا الإجراء الذي كان أحد الأركان المهمة داخل تفاصيل الزواج السوداني. ورغم اختلاف أهل الدين فيه لما فيه من تفاصيل يرون أنها مهينة للمرأة وذلك بجعلها كالسلعة التي يراد منها عرضها للناس وهي في الزينة التي اشتراها الزوج، بعيداً عن هذه الخلافات نريد من خلال هذه المساحة أن نتجول عبر الزمن في مسبار والمتغيرات التي استجدت في هذه العادة السودانية الخالصة التي كانت تؤدى بأقل الإمكانيات أو في الإطار المعقول عكس ما نراه اليوم من بذخ وإسراف يضاهي في تكاليفه تكاليف متطلبات الزواج من مهر وخلافه وما يصاحبه من مجوهرات وملبوسات باهظة الثمن وتأجير لصالة خاصة وطباعة بطاقات دعوة منفصلة عن الدعوة الأساسية للزواج، أصبحت هذه العاده تخرج عن طابعها النمطي والمرتبط بالزواج إلى صالونات التجميل بغرض التخسيس وإنقاص الوزن والترفيه والترويح عن النفس وتمارسه فتيات مقبلات على الزواج وأخريات من أجل تعلمه فقط من بينهن متزوجات!
رقص العروسة موروث ضارب في القدم اندثر ثم عاد وهو أكثر تطوراً يقال إن رقص العروس في الثقافة السودانية ضارب في أعماق التاريخ ويرجع إلى مملكة كوش حيث كانت تسمى رقصة إله الخصوبة وتكون هذه الرقصة بمشاركة المرأة والرجل من خلال حفل الزواج وأيضا تحكي الصراع الأزلي بين المرأة والرجل. وفي ثقافتنا المعاصرة يعتبر رقص العروس هو طقس مكون من عدد من الرقصات تؤدى أمام المتفرجين من المدعوين لحفل الزفاف من الجنسين لكنها الآن أصبحت غالبا ما تقتصر على النساء فلا يشارك فيها أو يشاهدها الرجال إلا العريس، ويسبق الموعد المحدد لهذه الممارسة تجهيزات تمتد لأسابيع وربما شهور بعض هذه التجهيزات تنظيم«بيت العرس» حيث تجرى عملية ترميمات لمنزل أهل العروسة وتجهيزات الساحة التي يقام عليها العرض سواء أكان داخل المنزل أو خارجه ويزين بالمصابيح وسعف النخيل وقبل ذلك تخضع العروسة لفترة تدريبية قبل موعد الزواج أقلها شهر وكانت تتم عملية التعليم بمجموعة من بنات الحي والأحياء المجاورة وتتزعمهم «العلامة» وهي التي تقوم بدور المدرب للرقص والحركات الرشيقية دون مقابل هدفهن إخراج يوم الزفاف في أزهي صوره.
كان يؤدي في غاية البساطة والراحلة الطقطاقة رائدة الفنانات في تعليم «وقفة» العروسه الاستاذة إيمان عبد العظيم باحثة في التراث السوداني تقول رقص العروسة كان في الماضي من أهم طقوس الزواج التي ينتظرها الناس في الزواج السوداني، وكان يمارس على الملأ من المعازيم وكان لا يوجد خوف من تصوير أو غيره أيضاً لا يوجد ما يمنعه ويتقبله المجتمع كعادة مرتبطة بالفرح الأكبر وهو الزواج، وكان الغرض الأساسي من الرقص على حسب مفهومه عند النساء وتحديدا الكبيرات في السن من أهل العريس أو العروس هو إثبات أن العروسة خالية من العيوب وسليمة «الخلقة» ولا يعيبها شيء، كما تستعرض في هذا اليوم جمالها وهدايا العريس من حلي وأقمشة وغيرها. وكانت تتم هذه العادة في غاية البساطة ويتم ذلك من خلال صديقات العروسة وقريباتها حتى أتت الراحلة الفنانة حواء الطقطاقة بمفهوم جديد حيث يتم تعليم العروسة وتقديمها يوم زفافها وهي تؤدي رقصات مصاحبة بأغنيات تمجدها وعريسها حتى أن معظم الأسر الخرطومية الكبيرة وخارج الخرطوم أصبحت تتفاخر أن عروستهم تم تعليمها «وترقيصها» بالطقطاقة، ومن هنا بدأت رحلة تطور رقص العروسة حتى وصل الى مرحلة البذخ وظهرت مجموعة من الفنانات عملن في مجال تعليم وترقيص العروسة مثل الفنانة انصاف مدني وأشهرهن على الإطلاق الفنانة بهاء عبد الكريم وقد تحول رقص العروسة عند بعض الاسر الى مهرجان كبير من عرض المجوهرات والتجهيزات، ففي الماضي تعليم العروسة كان يتم دون مقابل تقيمه القريبات والصديقات من اهل العروسة، أما اليوم فأصبحت مهنة تجني من خلالها الفنانات الملايين أيضا أصبح مصاحب بالإضاءة الحديثة الليزر وتؤجر له الصالات ولديه كروت دعوات خاصة وأهم ما يميزها تجد أنه ممنوع اصطحاب الأطفال والموبايل والكاميرات لان العروسة ترتدي ملابس لا يصح أن تراها غير النساء والعريس ودائما تكون باهظة الثمن.
سيديهات وأشرطة كاسيت أدوات تعليم العروسة والتنافس بين العروسات سبب البذخ فاطمة كمال الدين فنانة تعليم العروسات تقول: كما يعلم الجميع هناك تحول وتطور لا يستطيع أحد أن ينكره في عاداتنا السودانية ورقص العروس مع قلة ممارسيه وتراجعه عما كان عليه في الماضي إلا أنه ما زال موجودا وأصبح أكثر مظاهر الزواج ترفاً وبذخاً حيث اصبحت العروس تنفق نصف تكاليف الزواج على تجهيزات الرقص وبعضهن يسافرن الى خارج البلاد لاستجلاب ملابس وأكسسوارات باهظة الثمن لساعات معدودة عكس ما كان في الماضي. ففي الماضي كانت العروس تظهر بفستان واحد وكان أحمر اللون، أما اليوم ففي كل فاصل غنائي فستان واكسسوارات جديدة، أما بالنسبة لعملي كمعلمة للعروس بعد الحجز أرسل مساعدات يقمن بتعليمها بمساعدة سيديهات وأشرطة الكاسيت، والعلامة تأتي يوم الزفاف لتوقيف العروسة أمام النساء فقط.
رقص العروس يخرج من «الدارة» إلى صالونات التجميل وسعر الكورس «250» جنيهاً مدام إشراقة صاحبة صالون«آي إم تي» للتجميل أحد الصالونات التي تقيم كورسات لتعليم رقص العروس التقينا بمدام إشراقة التي ابتدرت بالحديث وقالت: في الآونة الأخيرة نشطت الرياضات النسوية الذي يكون بغرض الترويح عن النفس أو لإنقاص الوزن مثل رياضة رقصات الزمبا وغيرها ولكن نحن في صالون«آي ام تي» استعضنا عن هذه الرقصات الأجنبية بموروث سوداني جميل وهو رقص العروس ويكون التسجيل من قبل الزبونات كل على حسب ما تحب أن تتعلمه، وتكون الفئات على النحو الآتي فئة العروسة ويكون الغرض منه التعلم للاستعداد للزفاف والبعض بغرص الترفيه والبعض الآخر بغرض التخسيس ويكون الكورس كالآتي ثلاثة أيام في الأسبوع بواقع ساعة في اليوم ويبلغ سعر الكورس «250» جنيهاً للكورس.

صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. إذا كان الإنسان لا يغار على محارمه هل ينقص إيمانه؟

    الإجابة:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
    الغيرة على محارم الله من سمات المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يغار والله أشد غيرة” [متفق عليه]، والله سبحانه متصف بها ويحبها من عباده، “إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله” [رواه الشيخان].
    فلا شك أن كون الإنسان لا يغار على محارم الله عز وجل فإنه نقصٌ في الإيمان، كما أن الغيرة على محارم الله عز وجل سعة في الإيمان، فالإيمان قولٌ، وعملٌ، واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

    المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح

  2. حسه منزلين صور العروس دي ليه متكشفه كده !؟والله لو انا العريس ده اقلب ليكم موقع النيلين ده موقع بحر ابيض!

  3. [FONT=Arial][SIZE=5]
    والله مافي احلى من الاسلام
    ولاننا شعب سبهللي واصبح اسهل شيء تصوير فيديو وبثه عبر الانترنت
    فالانسان يخاف على محارمه حتى لا ينشر اي رقيص للعروس عبر الفضائيات
    [/SIZE][/FONT]

  4. انا كشاب سوداني ولم اتزوج بعد اول اتفاقي مع من اتزوجها ..

    لا رقيص ولا حفلة ولا غيره ..

    والمهر 10 جنيه فقط والا خالدين فيها ابداً ..

    ( أقلهن مهراً أكثرهن بركة )

    للأسف الشديد .. البوبار والبذخ والفشخرة السودانية سهلت جريمة الزنا واصبحت منتشرة بصورة كبيرة مع ذكاء خارق من قبل الفاعل او الفاعلة بمعنى ترجع او يرجع البيت كأن لم يحدث شيء وامام الوالدين والاسرة ( قران كريم .. صلاة .. صيام ) وفي الاخير هو/هي زاني / زانية ..