حوارات ولقاءات
هل يمكن ان تعود الادارة الاهلية الي سابق عهدها ؟
استطاعت الإدارة الأهلية في السابق أن تخلق علاقات جوار آمن فيما بينها وجسدت هذه العلاقات التي كان نتاجها التزاوج والانصهار و مهدت للطرق الصوفية الطريق لتنتشر في كل أرجاء السودان حاملة للواء الدين الحنيف مبشرة بالقيم الفاضلة ولكن في الآونة الأخيرة انحسر دور الإدارة الأهلية وأصبحت تتجاذبها السياسات حسب الأنظمة والحكومات وشكل قرار حلها في العهد المايوي قاصمة الظهر لها ولم تعد كما كانت، وقد دعا كثير من المهتمين بضرورة أعادتها الي سيرتها الأولي ولالقاء المزيد من الضوء حول دور الإدارة الأهلية في الحاضر والمستقبل أجرت وكالة السودان للانباء حوارا سريعا مع الدكتور عبد الرحيم محمد صالح رئيس مجلس الشيوخ بالمجلس الاعلي للتصوف فالي مضابط الحوار:
س . حدثنا عن دور الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في إرساء دعائم السلام والوحدة في البلاد ؟
ج الطرق الصوفية والإدارة الأهلية هما دعامة من دعامات السلام والوحدة وتقوية وشائج النسيج الاجتماعي ولا شك في أنهما صمام الأمان للحياة في السودان منذ ان قدم الناس الي هذا البلد في قديم الزمان خاصة وان العشيرة عرفها الناس بأنها كانت تسوس المجتمع وكل دائرة من الدوائر( دار او حاكورة ) كانت تعرف بالعشيرة الفلانية وبفضلها تمكنت الطرق الصوفية من القيام بواجبها الإرشادي والدعوي وانداحت في كل إنحاء السودان ولا شك في ان الإسلام عندما دخل السودان استند دعاته علي العشائر ، إذن الإدارة الأهلية هي أساس أهل السودان بهذا المعني وبالتالي اعتقد إن دعائم الإسلام ما كان لها ان تثبت الا بالدور الايجابي الذي لعبته اللإدارة الأهلية لذلك فهي تعتبر صمام الأمان للدين الإسلامي في السودان .
س : ما هو المطلوب من الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في هذه المرحلة ؟.
أنا اعتقد أن الإدارة الأهلية والطرق الصوفية قادرة علي ان تضع النقاط في الحروف وتساهم مساهمة كبيرة في كثير من الإشكالات التي نراها في أجزاء واسعة من السودان في الشرق وجبال النوبة وجنوب كردفان ودارفور وضرورة مشاركتهما في اتخاذ القرار سواء في السلطة التشريعية والتنفيذية وأنهما باعتبارهما الأساس في المجتمع السوداني حتي يستقر السودان ويتمكن المجتمع من العيش في امن وسلام لأنهما يحملان ثقة المجتمع السوداني اذن نحن نؤمن علي الإدارة الأهلية تأمينا كاملا لان دورها عظيم .
س : يعتقد سيادتكم بان الإدارة الأهلية هي الأساس كيف ذلك ؟
ج نعم الإدارة الأهلية هي الأساس فالطرق الصوفية وجدت أرضية خصبة مهدتها لها الإدارة الأهلية وكذلك الإسلام عندما جاء إلي السودان وحد العشائر وان النظام العشائري كان موجودا وبالتالي استقبل الدين الإسلامي والدعاة وتمكنوا من ان يضعوا اللبنة الموجودة الآن واعتقد أن الشعب السوداني تشكل بهذه الصورة . .. والإدارة الأهلية والطرق الصوفية يعملان في انسجام تام وعبر الأزمان الطويلة لم تحدث بينهما خلافات او إشكالات ونحن نقول الإدارة الأهلية والعشيرة هي التي كونت هذا السودان وندعو الي ضرورة إعادتها الي ما كانت عليه في السابق .
س : إضعاف الإدارة الأهلية يمكن ان نقول هو السبب في كثير من مشاكل السودان ما تعليقكم؟.
ج : نعم قرار حل الإدارة الأهلية في زمن حكومة (نميري ) هو الذي كان السبب في كثيرمن مشاكل السودان وقد تم إلغائها في ظروف ما كان ينبغي ان تحل بما تتمتع به من ثقة واحترام في المجتمع .
س :ما رأيكم في تسييس الإدارة الأهلية هل افقدها الاحترام ؟
ج : فقدت الإدارة الأهلية مكانتها بعد ان تم حلها وإلغائها وبسبب ذلك احدث فراغا ولملء هذا الفراغ لابد من أن يلجا الزعماء والسياسيون الي الاستمساك بما تبقي لهم من زعامة وسلطة ولابد من وجود شئ يرتكز عليه الناس بمحاولتهم ايجاد نظام سياسي يلجؤون اليه وغير ذلك .
س : حدثنا عن المؤتمر الأهلي الذي يزمع إقامته في الفترة القادمة ؟ .
ج : اننا سنعمل علي قيام مؤتمر كبير للإدارة الأهلية والطرق الصوفية وسوف تقدم فيه عدة أوراق عمل ونقول من أراد أن يعرف السودان لابد ان يعرف تاريخه وهويته وثقافته وهذا لا يتم ألا اذا اجتمعت الإدارة الأهلية والطرق الصوفية في وعاء واحد .
س : كيف تجد مخرجات هذه الورشة حظها من التنفيذ ؟ .
مادام الناس دعوا إلي حوار لابد أن يكون هذا الطرح موضوعي ويجب تلمس كل الأشياء وإشراك كل الناس لأنه أمر امة وليس أمر حكومة وبالتالي علي الحكومة أن تعزز هذه الأفكار وتنفذ ما توصلت إليه الأمة ،والآن نحن مثل ( الخيط في الموية ) وعلي الإجابة علي كيف يحكم السودان لابد من الرجوع إلي تاريخه وهويته وتراث أهله نتسائل … لماذا استمرت دولة سنار أكثر من 316 سنة والتاريخ لا يؤرخ للحكام ولكن أرخ للمشائخ فنجد ذلك في كتابات ود ضيف ال لان تراث هذا البلد ينبني علي ذلك ولحل كل مشاكلنا ضرورة أن نعود إلي تراثنا وقيمنا ، فبمعرفة الهوية والتاريخ والثقافة تحل كافة المشاكل .
سونا