منى سلمان

‫عيال حبّيبة !!


‫ ‫‫‫عيال حبّيبة !!
[JUSTIFY] جمعنا اغراضنا وهممنا بالتوجه نحو البوابة في نهاية رحلة ترفيهة لاحد المنتزهات الجديدة، كان قد صحبنا فيها بعض شقيقاتي واطفالهن .. بالقرب من بوابة الخروج توقفنا لبعض الوقت انتظارا لاكتمال تجمع بقية الابناء الذين انتشروا في ارجاء الحديقة، وبما ان بعض علامات الكبر قد دبت في المخاريق، فقد تلفت ابحث عن كرسي لاجلس عليه (مسافة العيال ما يجوا منقلعين) ..
كان الجزء القريب من البوابة مخصص للجلسات الاسرية ففيه مجموعة من المناضد والكراسي صفت تحت ظلال الاشجار الوارفة .. اسندت ظهري (الناشف) على مسند الكرسي و(استمخيت)، اتحسس بروحي لطافة الجو وبرودة الظل مع روائح الازهار المنعشة، ثم تلفت تلقائيا اتفحص الجالسين من حولي .. امرأة تجالس صغارها وحيدة، تصرخ على هذا وتشد ذاك من يده لتقرصه (جضّوم) على خده، ربما لارتكابه جريرة اللعب باخلاص و(ذمة)، وبجوارها تزاحم ركب لرحلة عائلية كبيرة دخلت لتوها فتدافع الاطفال لحجز الكراسي، وحملت النسوة الاكياس وترامس الشاي وحفاظات المياه وانهمكن في ورجقة حتى تكاد تخالهم سرب من طيور (بجا بجا) حطت فجأة على المكان، بينما وقفت الصبيات على جنب (يكشّفن) المكان ربما بحثا عن جكس تواعدوا معهن سرا .. هكذا كـ حال البنات في استقلال فسحة الرحلات ..
ثم التفت الى يميني لاجد شابة يافعة تجالس شابا يلبس جلبابا وعمة ويضع شالا على كتفيه، من الواضح ان الجلسة في اطار لقاء عاطفي وربما فسحة خطيبان، كدت ان اشيح ببصري عنهم لولا رؤيتي لـ (حركة) منه اثارت ريبتي، فقد مد يده على امتداد المنضدة ثم رقد واسند رأسه على كتفه ليتمكن من النظر مباشرة في عيني من يجالسها، في انبراشه عاطفية صبيانية شتراء ثم بدأ يتكلم بحديث يبدو انه توسل واسترجاء تفوح منه جرسة (اموت ليك وتدفنيني) رغم انني لم اتمكن من سماعه، قبل ان اشيح بنظري مرة أخرى رايته يحاول الامساك بيدي الفتاة مواصلة لمحاولة التحنيس، ولكنها زجرته بعنف وسحبت يدها بعيدا وهي تتلفت لمن حولها خجلا من حركاته ..
استغربت المشهد ولولا اجتماع شمل العيال وتهيأنا للمغادرة، ربما لفكرت جادة في التوجه لطاولة ثنائي العشق لاسأل الفتاة (مالك يا بت أمي على الوليد ده جهجهتي حنانو) وربما دخلت واسطة خير بينهم، فـ (حركات) ذلك الشاب العاشق والذي كان يذوب وجدا كـ (ايس كريم وضع تحت اشعة الشمس)، لكانت ترشحه لمنصب كبير البكائين دون منافس، فقد كان يتراجف ويتكبكب ويتذلل بصورة غريبة حتى على شباب اليوم الذين لا يمانعون من ممارسة البكاء في محراب المحبوب جهارا نهارا .. يا حليل زمن (ورا البسمات كتمتا دموع بكيت من غير تحس بيا)، فقد تشنهف ذاك المسكين حتى حنّ من بكائه الطير في سماه، بينما جلست الصبية رزينة .. تقيلة (جلّة) وغير آبه بعذابات قتيلها ..
حقيقة كنت احمل قناعة بأن شباب اليوم تفشى بينهم الاستهتار بعواطف البنات، وانهم يمارسون عليهن الالاعيب والخداع نتيجة لفقدانهم الثقة في شقّهن الحلو، للتهمة التي التصقت بهن من انهن يتلاعبن بعواطف الشباب وتحتفظ كل واحدة بعدة احبّة .. سف ولف وخدمات وخيرهم الذي يتقدم للزواج ..
كان من الممكن ان اعتبر صاحبنا حالة شاذة، لا تصلح لبناء قاعدة لفهم جديد لولا اصطدامي بعدها بأيام بـ (كيس) اشد وطأة، فحدثت نفسي بـ (ما بدهاش بقى) فلابد من تقصي هذه الظاهرة الجديدة، فقد كنا قبل ايام ننتظر (ابونا) داخل السيارة عندما تغشى بنا السوق العربي ليتناول غرضا ما، كان الشارع مكتظ بـ (الفرّاشة) والباعة الجائلين والمتسولين وعابري الطريق، بينما اطلقت اجهزة الكست في اكشاك بيع الاشرطة، مجموعة متنافرة من اصوات الاغاني اختلط فيها حابل (وردي) بنابل (القلعة) وبينهما شدت البلوبلو .. كنت استعين كعادتي على قضاء الوقت بمراقبة الناس، حين انتبهت لشاب كان يقف على بعد خطوات من العربة مستندا على بوابة دكان مقفل .. كان يحمل موبايلا في يده ويتحدث عبر السماعة هامسا وسط كل تلك الضوضاء، لم يكن ليستوقفني لولا رؤيتي له يتمرصع ويتكي رأسه ذات اليمين وذات اليسار كـ( جدادة طقّاها سمير مرض الجداد) وقد بدت عليه سيماء التلف عشقا، لم تمر برهة على مراقبتي له حتى حمل سلك السماعة وبدأ في تقبيله في وله عجيب .. أجي يا بنات أمي .. !‬

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email][/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. [B]قالت الكاتبة: …
    رغم انني لم اتمكن من سماعه، قبل ان اشيح بنظري مرة أخرى رايته يحاول الامساك بيدي الفتاة مواصلة لمحاولة التحنيس، ولكنها زجرته بعنف وسحبت يدها بعيدا وهي تتلفت لمن حولها خجلا من حركاته ..
    استغربت المشهد ولولا اجتماع شمل العيال وتهيأنا للمغادرة، ربما لفكرت جادة في التوجه لطاولة ثنائي العشق لاسأل الفتاة (مالك يا بت أمي على الوليد ده جهجهتي حنانو) وربما دخلت واسطة خير بينهم….

    سبحان الله اتوقعت منك حاجة تانية ايتها الأخت المتحجبة ان تشطاطى غضبا لمحاولته بأن يمسك بيد تلك الفتاة لا ان تعطفى على حاله. هل يمكن ان يقبل هذاالمسكين (حسب احساسك)بأن يمسك رجل بيد اخته او انت بيد بنتك. انتو الحاصل شنوا للناس بقه فى السودان. ماعندكم حاجة اسمها دين ولا شرف ولا سمعة. اللهم اسئلك حسن الخاتمة. اما انت يا منى سلمان الفيكى اتعرفت[/B].

  2. [B]ما مشكلة ح اشرح تاني

    الاستاذة قالت انو البت زجرته بعنف وسحبت يدها بعيدا

    يعني البت والحمد لله شريفة وموثوق بيها- دي واحدة.

    مسألة (أترضاه لأختك) دي متعلقة بي وضع العشيقين ومدي ارتباطهم بي بعض … يعني ممكن يكونوا زوجين أو خطيبين زي ما اتوقعت الاستاذة… في حالة يكونوا زوجين مافي مشكلة طبعا، أما الخطيبين فممكن يكون الاستعطاف والجرسة من الشاب للتعجيل بالزواج والبت عايزة التأجيل لسبب او لآخر.

    وحتي في حالة عدم وجود اي رباط شرعي فما هو العيب في محاولة الاستاذة اقناع البت بخلق هذا الرابط (الشرعي) بالموافقة علي طلب الشاب طالما انه عاشق وجاد. [/B]