واشنطن بوست : أمريكا غير قادرة على انتشال جنوب السودان من الحرب الأهلية
وذكرت الصحيفة – في تعليق نشرته على نسختها الإلكترونية – أن مرور أعوام من الدبلوماسية وتقديم المساعدات الإنسانية ساعدت على استقلال جنوب السودان وتكوين أجدد دولة في العالم منذ ثلاثة أعوام ، كان من المفترض لها أن تكسر النموذج الأفريقي المألوف عن انتشار النزاعات والفساد والقمع ، لا سيما لما تتمتع به من ثروات طبيعية وكميات وفيرة من النفط ما جعلها تجذب انتباه المستثمرين الدوليين. وقالت ” إن النزاعات اندلعت في هذه الدولة الوليدة بسبب الخلافات العرقية والصراعات على السلطة ، مما مزقها وأظهر عدم قدرة الولايات المتحدة على انتشالها من حافة الحرب الأهلية”.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قوله ، قبيل زيارته الأخيرة إلى عاصمة جنوب السودان جوبا ” إننا تعهدنا جميعا ببذل قصارى جهودنا للحيلولة دون وقوع أعمال عنف طالما حاول شعب جنوب السودان الهروب منه” .. مؤكدا انخراط بلاده وغيرها من الدول في الجهود الرامية لتحقيق هذا الهدف المنشود. وأعلن كيري أن رئيس جنوب السودان سيلفا كير تعهد له بأن يحضر محادثات السلام مع منافسه ونائبه السابق رياك مشار في أقرب وقت ممكن من هذا الأسبوع. وتعليقا على ذلك ، قالت الصحيفة ” إنه برغم احتمالية عدم انعقاد مثل هذا الاجتماع أبدا ، إلا أن تعهُد سلفا كير لكيري أظهر أول بادرة صغيرة على حقيقة أن واشنطن تتمتع بنفوذ قوي هناك” .. مشيرة إلى أن كير(المنتمي إلى قبيلة الدينكا) اتهم مشار (المنتمي إلى النوير) بمحاولة الانقلاب عليه ، وهي اتهامات نفاها الأخير وقام بشن حملة أدت إلى انشقاق صفوف الجيش. وأوضحت الصحيفة أن المذبحة التي ارتكبها مقاتلو المعارضة في منتصف الشهر الماضي جعلت بلدة (بانتيو) بلدة تتناثر بها الجثث ، ثم أعقب ذلك هجوم سكان الدينكا في مدينة بور بولاية جونقلي على قاعدة تابعة للأمم المتحدة ؛ حيث طالب أكثر من 5 آلاف مواطن بحق المأوى ، الأمر الذي أودى بحياة 58 شخصا على الأقل ونحو مائة مصاب.
بدوره ، يقول جون برندرجاست ، وهو مؤسس مشروع (إنف بروجيكت) لمكافحة الإبادة الجماعية التابع لمركز التقدم الأمريكي ، إن الولايات المتحدة استثمرت بقوة لصالح بناء مؤسسات حكومة أحدث دولة في العالم ، ومع ذلك ، استطاعت الانقسامات السياسية بداخل الحزب الحاكم أن تنمو بسرعة”. كما انتقد برندرجاست إدارة أوباما لترك منصب المبعوث الخاص لجنوب السودان شاغرا خلال معظم فترات العام الماضي وسط تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد التوترات.
وأوضحت (واشنطن بوست) أن العديد من المسئولين الأمريكيين الحاليين والسابقين أدركوا خطورة الموقف في جنوب السودان مع تولي كير ومشار السلطة ، وهو الاتحاد الذي رأته واشنطن أفضل فرصة لتوحيد البلاد ، غير أن سرعتهم وشراستهم فاجأت إدارة أوباما. كما أكد بعض النقاد أن إدارة أوباما لم تكن راغبة في اتخاذ إجراءات دبلوماسية قوية ضد قادة جنوب السودان ، بل وتجاهلت علامات التحذير من اندلاع صراع وشيك يلوح في الأفق.
ا ش ا
يتباكى الامريكان على الفرص الضائعه حتى الان عليهم لاستثمار بترول دولة جنوب السودان….عندما راوا الحلم يكاد يتبدد تحت مطارق التنافس بين النخب الحاكمة بدولة الجنوب…والتى سعت جاهدة بمسعادة الامريكان لفصل الجنوب على عجل ولم تكن الحكومة الانتقاليه قصيرة الاجل اعتباطا….بل هو فعل قصد به عدم اتاحة اى فرصه تخلق وتثبت امكانية التعايش بين الشمال والجنوب…كانوا فى عجلة من امرهم وزين لهم شيطان طمعهم المتجدد فى الاستحواذ على ثروات الشعوب…ان يستعجلوا النتائج ولو على حساب ارواح الغلابه من شعب جنوب السودان….فهل نتعشم فى بروز عاقل من بين ابناء الجنوب يعى هذا الاسغلال الانانى ويعمل على حقن دماء البسطاء ويقيم علاقة متوازنه تقوم على الاحترام وحسن الجوار مع السودان الشمالى نامل ذلك…
استطاعت اميريكا بقوتها السياسية والعسكريه من انفصال جنوب السودان ولكنها لم تستطع ولن تستطع ان تصنع منه الدولة القوية المتماسكة التى كانت تسعى اليها للجهل والقبلية بجنوب السودان كما ان اميريكا لم تصنع دولة جنوب السودان حباً فيه ولا لسواد عيون مواطنيه ولكنها كانت تبحث لمصالحها في ثرواته المكنوزة داخل ارضه وخارجها ولكنها فشلت في استثمارها “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ” .