منى سلمان

شكيّة حنان لـ الله !!


[ALIGN=CENTER]شكيّة حنان لـ الله !![/ALIGN] استفتتني صديقتي المتزوجة حديثا عن: هل من واجبها أن تنبه زوجها للصلاة إذا حضر وقتها وهو نائم؟
فقد حكت لي عن موقف طريف حدث لها بسبب (هِمّة مرة الفكي)، فمنذ انتقالها لبيت الزوجية وروتين زوجها اليومي هو أن يحضر الى البيت لتناول الغداء ومن ثم ينام حتى المغرب ليستيقظ ويؤدي صلاته في وقتها، ولكن حدث ان تأخر في يوم عن الحضور للبيت في ميعاده المعتاد، لذلك عندما فرغ من تناول الغداء ونام كان ذلك قبيل المغرب بقليل .. ترددت صديقتي برهة بعد اذان المغرب وهي تراقب تعالي شخير زوجها بسبب الاجهاد، ثم حسمت امرها واقتربت منه .. (نهزته) من عز النوم وهي تقول:
قوم صلي .. المغرب زمنو قرّب يروح ..
استيقظ الزوج (مخلوعا) من نومه .. محمر العينين زائغ النظرات، وقام من مرقده بصعوبة .. سار نحو الحمام وهو يترنح دون أن ينطق بحرف .. ولكن ما ان انتهى من صلاته حتى التفت إليها زاجرا:
يا بت الحلال أنا قلتا ليك صحيني ؟ ولا يعني ما سمعتي بي حديث رفع القلم عن النائم؟!!
دخلت صديقتي في (ضفورا) حرجا ولسان حالها يقول:
كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) ما عندنا فيهو قول .. لكن الفيك اتعرفت !
ذكرتني صديقتي تلك بايام معاناتنا في صبانا من (موية الابريق) التي كان يصبها أبي على رؤوسنا في الفجر عندما كان يوقظنا للصلاة، فقد كان يمر بين اسرّتنا بشلال من ماء ابريقه دون ان يهتم بأين تقع تلك المياة .. في الاذن؟ أم في الفم؟ أم داخل الانف؟ لتنتفض كل واحدة منا وتجلس خوفا من (الشرقة).
كذلك كان الحال في سنة برلمتنا الأولى حينما كنا نسكن في بيت الطالبات، فعندما كنا ذات مساء جلوسا في الاستقبال نتابع برامج التلفزيون لنعالج بها لواعج الغربة والاستيحاش وشيء من الحياء وعدم التأقلم مع محيطنا الجديد، إذا بنا بباب الاستقبال يفتح بشدة وتقف عليه زميلتنا (أمونة) لتوجه حديثها لاحدى الجالسات وهي تقول:
لو سمحتي يا حنان .. تاني ما تجي تصحينا لـ صلاة الصبح بـ الكوكوة والازعاج البتعمليهو ده .. نحنا ناس بنساهر الليل ده كلو نقرأ، وعايزين ننوم بي راحتنا عشان نمشي لي محاضراتنا .. كل يوم تجي تزعجينا بي قوموا للصلاة .. انتي ياخ مالك ومال الناس ما تخلي الخلق لـ الخالقا !!
اصاب سهم الوجوم والحرج جميع الجالسات، ولكن (حنان) اكتفت بابتسامة متسامحة وقالت في هدوء مغيظ: خير ان شاء الله يا اختنا !
راودنا عشم ابليس في نومة هانئة بدلا عن (نهزة) القيام من تحت البطاطين السميكة التي تقينا برد اسكندرية القارص، ونحن نحمد الله سرا على شيل (أمونة) لوش القباحة نيابة عن شياطين كسلنا .. ولكن يا فرحة ما تمت .. فقد نهزتنا من اعماق النوم طرقات (حنان) المعهودة على الابواب في ظلمة الفجر وهي تنادي: الصلاة يا أخواتنا .. الصلاة.
تعالت همهمات الانزعاج من النائمات: (يا اللــــــــــه من حنان ) .. (بعد الحرجة دي كلها .. تاني قامت تكوكو)، بينما ارتفع صوت احدانا من آخر الغرفة وهي تحرضنا بالقول:
يا بنات نومن نومكن .. رفع القلم عن النايم.
لم تطاوعنا انفسنا لمتابعة ابليس فـ لم يعد بيننا (نائم) .. نفضنا الكسل وقمنا وكانت دهشتنا الشديدة عندما خرجنا للمصلى فوجدنا (أمونة) تجلس في الصف الأول للصلاة .. ولكن عندما استوت صفوفنا واقامت أمامتنا الصلاة .. نهضت (أمونة) بتثاقل من مجلسها وقبل أن ترفع ايديها بتكبيرة الاحرام تمتمت بصوت منخفض:
غايتو شكيناك علي الله يا حنان !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com


تعليق واحد

  1. مقال رائع بس ياريت لو كان ذدتى عليها شويه ( محفزات ) لمن يقراء مقالك من الكسالى عن القيام لصلاة الصبح ، مثلا عما فى ذلك من متعه روحيه وصحيه وتحدى لابليس اللعين وفوق هذا وذاك طاعة المولى عز وجل واحاديث نبى الرحمه ( ص ) وتفسير حديث ( رفع القلم عن النائم ) حتى لايصبح الحديث شماعه للكسالى عن القيام للصلاة اين كانت الصبح او سواها امثال اخونا وكمان امونه وتسلم حنان ( ست الاسم ) وجزاك الله خيرا ودمتى

  2. يا ما اتكوينا بنيران أمونة ومي
    وبعد ما بـرى جرحي فتحنو لي
    سقني المر وشالن الدوا من ايدي
    خلني طول الليل مكوكو كــــي
    صليت الفجر ماشافن النوم عيني
    😀

  3. يارائعة دائما مقالاتك رايعة زى روعتك
    ذكرتنى مقالتك (وحنان) باحد اساتذتنا ونحن فى المرحلة المتوسطة كان اسمه السر وكان هو ظابط الداخلية فتعود على ان يصحى كل الداخلية لصلاة الصبح فى عز برد الشمالية القارص فتحالف نفر من المشاغبين على تطفيشه فبعد مانام ونامت كل الداخلية قام هؤلاء المشاغبين بحفر حفرة كبيرة امام غرفته ووضع بعض جريد النخيل عليها وقليل من الرمل فصاحبنا عندما قام عند الاذان كان مصيره بداخل الحفرة وطلع منها ببعض الجروح ومن يومها حرم ان يصحى اى طالب – لكن كان له الفضل فى تعويدنا على القيام للفجر فى موعده