رأي ومقالات

فضل الله رابح : سرورة بنت نقد الله

[JUSTIFY]اختلف الناس أو اتفقوا حول الطريقة التي صعدت بها سارة نقد الله لتصبح أميناً عاماً لحزب الأمة القومي، وتصبح أول وأشهر امرأة سودانيّة تجلس على هذا الكرسي في هيكل الحزب الطائفي إلا أن ذلك يعتبر تحولاً كبيراً في تاريخ وموروث حزب الأمة القومي ومن ثم الحركة السياسية عامة في البلاد، وما كان للخطوة أن تكتمل لولا دور رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي الذي ظل يفرض سيطرته على مفاصل الحزب بقدر حسبه البعض تهاوناً وتدميراً للحزب، لكنني أرى فعل الصادق المهدي داخل حزب الأمة في أحيان كثيرة أنه صوت الحكمة والعقل وعلى درجة من الموضوعية وليس سطوة النفوذ، فهو قد استهل حياته السياسية برفض الهيمنة داخل الحزب والتمرد عليها وقاد انشقاق حزبه في العام «6791م» الشهير فالصادق المهدي سياسي لا يعرف الاحتجاج بالتهريج وأن سارة تقلدت الموقع بحكمة الصادق، وليس انفراداً بالقرار أو هيمنة منه وإن كان ذلك هو الأقرب للحقيقة كما يراها بعض معارضي سياسته، ولكن إن فعلها جاء ذلك بعد أن انسد الأفق أمامه وبات لا خيار أمامه، ومع كل ذلك فإن من إيجابيات «الصادق» مجاهرته بآرائه المعتدلة برفض التخريب كسلوك لمعارضة الحكومة، ورفض تجيير النشاط السياسي لحزب الأمة لصالح قوى اليسار أو الأجنبي، إلا أن الإمام في غمرة موضوع سارة نقد الله هناك خطوة مهمة تجاوزها وهي مراعاة التمثيل الجغرافي بالبلاد في عملية اختيار الأمين العام غير أن هذه الملاحظة لا أعتقد أنها ستفوت على فطنته، فبالضرورة أنه سيراعيها في عملية إعادة تشكيل هياكل الحزب بصورة تمكنه من الإفلات في ظل الاحتقان الذي يعانيه حزبه على خلفية تداعيات الحديث الرائج بأنه قد صادر حقوق الهيئة المركزية في إجراءات الترشح والاختيار والتصويت فصعود سارة لم يأتِ لمجرد أنها قريبة من الإمام ومتعاونة معه في اجتهاداته السياسية، وإنما كانت سارة المرأة الستينية تتمتع بصفات القيادة وكما وصفتها «زينب» كريمة الصادق المهدي في صفحتها الخاصة على الفيس بوك أنها أي ـ سارة «بنت السماح والقداح.. لا باب ولا ترباس .. سيرتها تسُر.. فارسة وشجاعة.. كريمة ومعطاءة.. سمراء واقفة تداوي جراحها بالملح»، فهنا زينب أطلقت على الأميرة سارة صفات الكرم والشجاعة وهي كذلك، كثيرون يشهدون لها بذلك، وظلت قريبة من حراك قواعد حزبها «وبتشيل معهم الشيلة» مهما كانت تبعاتها، وبالتالي قرار الصادق المهدي الوقوف معها لا يعني تجاوز قرار المؤسسات سيما إذا كانت هذه المؤسسات ضعيفة ومبعثرة مثل مؤسسات حزب الأمة، والصادق يمتلك القدرة على تجاوز المؤسسات ولديه أيضاً القدرة على الخروج من الحرج وإنهاء التوتر والتصالح مع مخالفيه وفق أجندته هو، وتحتفظ الذاكرة أن الرجل ولأكثر من مرة قد تمكن من مخالفيه وصرعهم «في عز النهار».

هذه ليست المرة الأولى التي يعيش فيها حزب الأمة اضطراباً بسبب الأمانة العامة، فقد ظل محاصراً بهذه الحالة منذ تأسيسه وإلى اليوم يمد يده للمصالحة، وغداً يخرج منه رافضون تحت غطاء تاريخه وموروثه الجهادي والديني، فهو حزب يعاني منذ أكثر من ستة عقود ديمقراطية مؤجلة التنفيذ، ديمقراطية تحملها وثائقه مضطرة ولا تحتملها ممارسته الفعلية، أما اليوم فالكل يحث الصادق المهدي أن يترجل ويفسح المجال لغيره من الأجيال فهذه مسؤولية تاريخية حتى لا يتحول إلى آكل لمنجزاته، من خلال إشعال الحرائق ومن ثم يتهاوى العرش الذي بسببه يتهمه البعض بأنه يمارس أجندات أُسرية وأهواء شخصية، وهي ممارسات غير مستبعدة في أخلاق السياسة وأدبياتها بقدر ما أنها لا تحرم الرجل من أن يوصف بأنه بيت الحكمة وأحد ممسكات حزبه وأدوات استمراره في الحياة السياسية السودانية التي شهدت تطوراً كبيراً، وخلقت ظروفاً مختلفة وضعت كثير من الرموز والأسماء خارج أسوار اللعبة السياسية.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. نرجو أن تكون قيادتها إثراءً لتجربة الحزب وتصميم برنامج للنهوض بالمرأة الريفية خاصة وتمكينها لتلعب دوراً إيجابياُ في حماية القيّم والتراث ونبذ الواردات السالبة.. هذا هو التحدي أمام كل الأحزاب الطائفية اليوم..