تحقيقات وتقارير

صور النساء على شبكات التواصل الاجتماعي استياء بالجملة


[JUSTIFY]أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيل ميديا» من فيسبوك، تويتر، واتساب، انستغرام، تانوجو، فايبر وغيرها جزءا وشيئا أساسيا يلازمنا في حياتنا وكل أوقات وحين، ولا أحد ينكر الاستفادة العظيمة التي وفرتها هذه البرامج حيث أصبح التواصل مع الأهل والاصدقاء والاقارب يتم في لمح البصر وبأقل التكاليف، وفي أي مكان في العالم من أقصاه الى أقصاه بل أكثر من ذلك حيث دخلت هذه التقنيات في الإعانة على إدارة الأعمال وشؤوننا اليومية كأفراد ومؤسسات وساعد على توفير الوقت والجهد، ولكن مع كل هذه المحاسن إلا ان مجموعة من السلبيات خلقت الكثير من المفارقات والمشكلات التي اثرت على كثير من مستخدمي هذه المواقع من نساء عاديات ومشاهير من الفتيات من هذه الإشكاليات خلاف إنشاء حساب مزيف واستغلاله بطريقة سيئة هي مشكلة صور هذه المواقع ولكل مشرك من هؤلاء الفئات مشكلة الخاصة حيث يمكن لأي شخص أن يدخل على صفحة اي من الناس العاديين او المشاهير ويقوم بنسخ وحفظ صورة التي يتشاركها ويقوم بإنشاء صفحة تحمل اسمه وتصدر الكثير من التعليقات والعبارات المسيئة له ولسمعته كما يمكن للفتيات العاديات استخدام صورهن بحسن نية او بغرض ما يكون لفت للنظر او البحث عن مآرب اخرى كل على حسب ما يجول بخاطره.

الصور الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن حالة صاحبها الصورة الشخصية في كل بروفايل تعبر عن حالة صاحبها اذا كان سعيدا يضع صوراً مرحة ومليئة بالألوان والحزين دائماً ما تكون صوراً لدموع وألم وما شابه ومن يحب الطبيعة تجده يضع صورة للماء والخضرة وصور الطبيعة الخلابة وغيرها، وهناك بعض الفتيات اكثر جرأة يمكن أن يضعن صورهن الشخصية الحقيقية إما للثقة الزائدة في شكلها الجميل وهن يعلمن بالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها هذه الصورة من بعض ضعاف النفوس، أيضا نجد الجانب الآخر فتيات يضعن صورهن بغرض الترويج لجمالهن وكسب الكثير من عبارات الإطراء على هذا الجمال الشيء الذي يشجعهن على مشاركة الكثير من الصور أيضا تكثر الكثير من الحسابات المزيفة يقوم أصحابها بعمليات ابتزاز خبيثة وأغراض للتجسس علي الغير او التسلية واللعب بمشاعر بعض مشتركي هذه المواقع الاجتماعية، كما نجد الكثير من الفتيات اللاتي لا يحبذن وضع صورهن الشخصية ليستعن بصور الفنانات والممثلات والإعلاميات سواء أكان من المحليات أو العالميات حفاظا على أنفسهن وتجنب المخاطر الكبيرة التي تنجم من تداول هذه الصور إن وقعت في أيادي عابثة وغير مسؤولة والأصل في هذه المواقع ان يعرف الشخص باسمه وصورته الحقيقية كي يسهل التواصل والتعرف اليه ومعه ولكن المجتمعات العربية تحديدا وكل الأسر في هذه المنطقة ترى أن تداول صور الفتيات بهذه المواقع يعتبر مشكلة اجتماعية توصل الى حد اعتبارها فضيحة .

قصص انتشار صور«البروفايلات» المسروقة «لو بتشوفني جميلة واستاهل اضغط لايك» «لو قلت علي شينة حا اعمل بلوك للصفحة» هذه العبارات توجد بكثرة مصحوبة بصور بنات من أعمار مختلفة ومن المؤكد ليس لهؤلاء الفتيات اية علاقة بما يكتب بصحبة صورهن هذه كما يمكن ان تكون هذه الصور قرصنة من حسابات اخرى او حسابات أصحابها الأصليين او أخذت من جوالات مسروقة او ضائعة.,في الآونة الاخيرة أصبحت مجالس المدينة تتناقل أخبار أحداث لا يمكن ان يتخيلها شخص قبل عقدين من الزمان الماضي قبل دخول الانترنت وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، قصص من شاكلة عروس لم تكمل شهرين زواج يتم ذبحها على يد زوجها لمجرد انتشار صور وفيديو لها يتم تداولها بين الصفحات، ايضا هذه الأفعال دمرت مستقبل كثير من الفتيات اللائي تعرضن لنشر صورهن بمنعهن من الخروج من المنزل الى العمل أو الدراسة،,وهذا يوضح مدى جهل الكثير من المستخدمين لمعنى الحرية او خصوصية الأفراد إذ تعاني الفتاة العادية من مشكلة التداول ايضاً.

الإعلاميات يعانين الضعف ابتدرنا الاستطلاع ومناقشة الموضوع مع الإعلامية المذيعة بقناة النيل الأزرق صفية محمد الحسن التي تساءلت ببعض الأسئلة الموضوعية وقالت: أنا أتحدث بصفتي امرأة من ضمن افراد المجتمع مع كوني مذيعة وهذه مهنتي كاية مهنة اخرى، ولكن اوجه سؤالي للذين يقومون بتداول او استخدام صور الفتيات او الإعلاميات ووضع تعليقات عليها «بتستفيد شنو»، أما بالنسبة لصور الإعلاميات فهي صور متوفرة ويمكن التقاطها في نفس لحظة البث من على الشاشة باستخدام كاميرا أجهزة حديثة وبوضوح عالي النقاء وهذه ليس المشكلة، المشكلة تكمن في الاستخدام السئ لهذه الصور التي يمكن ان يُنشأ بها حساب يحمل اسمك ويكتب عليه عبارات وجملا تسيء لنا وينسون أننا لدينا اهل واصدقاء ونعيش وسط مجتمع مترابط يمكن ان تؤذى هذه الصور مشاعرهم، وفي هذا الإطار تحدثت لنا المذيعة بتلفزيون السودان منى عبد الهادي بقولها: هذا الموضوع في غاية الأهمية نسبة لان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت من الأشياء التي ارتبطنا بها ارتباطاً أصبح جزءاً من حياتنا تتبعنا كالظل وعلى هذا الأساس يجب التعامل معه كما لو كان على أرض الواقع الملموس وليس كعالم افتراضي، ولا ننسى أننا مجتمع شرقي محافظ بل متشدد في كثير من الأمور التي تمس سمعة الاسرة ومسألة وضع الصور على المواقع تأتي بتبعات قوية أثرت كثيرا في استقرار بعض الأسر وأصبحنا نسمع أشياء لا تسر حقيقة وبما نحن المذيعات أصبحت صورنا متاحة ولكن الجانب الذي يلينا ان نخرج بصورة محتشمة. الأستاذة سهيلة علي المذيعة بقناة النيل الأزرق تقول: صراحة موضوع وضع الصور الشخصية على فيسبوك وغيره من المواقع مشكلة تؤرق مضاجع الكثيرات أنت عندما تنشئ صفحة شخصية لا بد أن تكون تحمل اسمك وصورتك الشخصية ولكن مع تعامل بعض الناس بطريقة مسيئة تجعل الشخص يفكر ألف مرة قبل ان يضع صورته نسبة لما نشاهده من تعليقات ومشاركات من أناس يتطفلون على خصوصية الناس ويقوم باستخدام الصور مقرصنة وأنا كإعلامية صوري موجودة على الفضائيات ومتوفرة ودعوني هنا لا اخفي معاناتي حقيقة من استغلال غير مقبول لصوري الشخصية التي يمكن لأي شخص ان يجدها بسهولة عبر الكثير من الوسائل ومن الأشياء المؤسفة اني عن طريق الصدفة البحتة واثناء تجولي عبر الفيسبوك عثرت على صورتي يضعها احد الأشخاص على بروفايله كصورة شخصية وهو من دولة عربية مجاورة، وانا لست لدي مشكلة في اخذ صورتي ولكن يكمن رفضي في استخدامها بشكل يسيء لي او تستغل في صفحات غير لائقة تؤثر سلبا على وسط اسرتي والمحيطين بي ولكن أحرص تمام الحرص على ان تكون صورتي بالحجاب لتجنب استغلالها اذا حدث ذلك، من جانبه قال المخرج أيمن بخيت إن وضع النساء أو البنات عموماً صورهن على مواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعها يعرضها لخطر الاستغلال غير المسؤول من بعض ضعاف النفوس الشيء الذي يسبب الكثير من المشكلات التي تكون الأسرة السودانية في غنى عنها.

صحيفة الإنتباهة
نهى حسن رحمة الله[/JUSTIFY]