رأي ومقالات
محمد الطاهر العيسابي: ستنا غريقة النيل .. لك الرحمة في الخالدّين

في هذه القرية الوديعة ولدت ستنا في صباح يوم جميل من شهر يونيو 1993 م ، ووسط هذه القرية عاشت ستنا ذات العشرين ربيعاً الفتاة الحسناء ممشوقة القوام صاحبة الأدب والخُلق القويم ، عرفها جيرانها بدماثة الخُلق وجمال الخَلق ، كريمة رقيقة ، عفيفة محبوبة وسط أسرتها وقريتها ، كيف لا ؟ وهي التي نشأت وترعرعت بين أحضانهم ، منذ أن كانت طفلة عذبةٌ كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ. كالسماء الضحوكِ و كا لليلةِ القمراءِ كالوردِ والندى الساحر الجميّل .
كُبرت ستنا وكانت رسم جميل عبقري من فن الوجود ، كما كانت فجر من السحر تجلى بجمال خالقه المعبود يا لها من وداعةٍ وشباب منعم أملود ، غير أن القدر كان يُخبيء لها شيئاً مختلفاً لم يخطر على قلب بشر ، يفجع القلوب ويزرف الدموع ويقطّع الأكباد .
ففي يومٍ ليس كسائر أيام القرية الفرِحة القانعة برزق ربها ، تلبّدت الغيوم وأسودت السماء وفقدت صفاءها لتفصح عن خبرٍ أليم ، إختفاء ستنا وسط أمواج النيل ، خرجت الفتاة الحسناء لتشتم عبق نسيم النيل الذي على مقربة من منزلها الذي بات حزين ، فأبتعلها كأنه قد حسبها عروسة فاتنة أُهدت إليه ، غمرت المياه ذاك الحُسن البهيج ، طيّبة القلب جميلة المخبر والمظهر ستنا فبكتها حتى أشجار النخيّل التي تعودت أن تطعمها أطيب الثمر ، وفُجعت القرية بقضها وقضيضها بعد أن هرعت إلى النيل وإنتشلت الجثة الطاهرة بعد ليالٍ ثلاث لم يطرف لهم جفن ولم تنم لهم عين ، فكانت القلوب تتألم والدموع تتكلم بفقد فتاة العشرين الغضّة المملوءة بالحياة ، وليست بغاليةٍ على الله .
أُخرج جثمانها الطاهر من النيل بعد ثلاثة أيام وكأنها ذهبت لتغتسل دون أن يمسّه سوء الجسد كما هو لم يتحلل بجمال طلعتها وجدل شعرها المسترسل و لونها اليانع زينة للناظرين ، ونحسب أن في ذلك سِمات الشهيّد .
كانت تحلم أن تربي النشيء وتعلّم الأجيال على خطى أستاذي الجليل والدها الكريم ، فقد فقدتها جامعة دنقلا ـ كلية التربية بمروي التي كانت تدرس فيها ،وهي ترنو إلى مستقبلٍ مشرق عظيم ، فقد خيّم الحزن الدفيّن وسط زميلاتها وأسرة التدريس ، و تقطعت نيّاط القلوب وحزن عليها القريب والبعيد ، ولكنه قضاء الله في خلقه ولا إعتراض عليه ، وإبتلاء الله وإختباره فلانملك إلا الصبر أمامه (ىالذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) .
كتبت على صفحتها بموقع التواصل الإجتماعي في آخر جمعة من وفاتها دعاء عميّق المعاني وبليّغ ، وكأنها تستعد للقاء الله ، وترجوه أن يدخلها في نعيّم ، كتبت غريّقة النيل مبتهلة متضرعة في خشوع ( اللهم في هذه الجمعه بلغنا مانود وأجعل لنا دعوة لاترد وهب لنا رزقآ لا يعد وأفتح لنا بابآ إلى الجنه لايسد ) طلبت مدد السماء فاختنقت العبرات واختصرت الكلمات وأفاضت في الطلبات تنتظر إجابة رب العباد .
وعلى صفحتها الوريّفة أيضاً والتي تعنون لصلتها بربها كان إعجابها بـ الداعية الاسلامي عمرو خالد ـ و الشيخ العريفي ـ و ثقف نفسك ـ وصفحة من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ، وآخر إعجاب لها كانت هي سيرة الفاروق عمر بن الخطاب . وكتاب بعنوان ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .
رحم الله ستنا في الخالدين وغفر لها ذنبها ووسع لها في قبرها وأسكنها داراً خيرا من دارها وأهلاً خيراً من أهلها وجعلها من أصحاب اليمين ، اللهم إنا نحسبها قد مضت شهيدة إليك فأكرم مثواها و هون حسابها و لين ترابها و ثبت أقدامها و يمن كتابها وأحسن وفادتها اللهم طيب ثراها واجعل الجنة مستقرها و مأواها اللهم نور مرقدها و عطر مشهدها و طيب مضجعها وآنس وحشتها و ارحم غربتها و قها عذاب القبر و عذاب النار فأنت أكرم الأكرمين . [IMG]https://www.alnilin.com/contents/newspic/330.jpg[/IMG] بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email] صحيفة السوداني[/SIZE]







[B][FONT=Arial]اللهم ارحم ستنا واغفر لها وصبر اهلها
هذه ليس اوصاف ستنا فقط هذه اوصاف بنات كل قرية
وبالاخص القرى التي على ضفاف النيل
هذه حال الدنيا دائما الطيبون يذهبون اولاً ..
كتابة رقيقة جذبتنا اليها بعطر الوفاء وضفاف النيل
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات [/FONT][/B]
لها الرجمة و المغفرة …
الهم اغفر لستنا واجعلها ستنا كلنا في الجنة
هذه ليس اوصاف ستنا فقط هذه اوصاف بنات كل قرية وبالاخص القري الت تقع علي ضفاف النيل هذا كلام جميل ياكلام قصير
اللهم اغفر لها وارحمها
ادعو الله لها بالرحمة والمغفرة
اللهم اغفر لها و ارحمها
اللهم إن كانت محسنة ففزد في إحسانها وإن كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها – اللهم لا تحرمنا اجرها ولا تفتنا بعدها- اللهم أجعلها من أصحاب الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين – وحسن اولئك رفيقا. اللهم ألهم آلها وذويها الصبر وحسن العزاء.