تحقيقات وتقارير

الاحزاب السياسية .. الإهتمام باللافتات ..!

[SIZE=5][JUSTIFY]طوال سنوات الإنقاذ كانت المعارضة كثيراً ما تدبج الجدران بعبارات ضدها وتكتب بحبرها منتقدة الحكومة، وتصاعدت هذه الكتابات المعارضة على الجدران في الشوارع العامة والأحياء السكنية وهي ممارسة درجت عليها أحزاب المعارضة منذ أيام الرئيس النميري، حيث اشتهرت بها أحزاب الشيوعي والبعث والناصري وهي ممارسة ليست بطبيعة الحال سودانية بحتة، بل هي ظاهرة عالمية سياسية كوسيلة تعبيرية للأحزاب المعارضة لسياسات الحكومات القابضة على الحريات، حيث من المعروف أن النافذة للكتابة الناقدة هي الصحافة المقروءة أو تلك المسموعة أو المرئية، الشاهد على ما سبق أن هذه الممارسة بعد أن عادت بقوة إبان ثورات الربيع العربي وصبغت جدر الخرطوم بشعار ثورة الربيع العربي المعروف «الشعب يريد تغيير النظام» و«ويسقط يسقط حكم الإنقاذ»، تغيرت بعد حديث الرئيس البشير حول الحوار الوطني الجامع وإطلاق الحريات بإقامة الندوات والمخاطبات السياسية وهو الامتحان الذي وضعت فيه الحكومة نفسها ونجحت في اجتيازه حين أقامت أحزاب المعارضة ندواتها السياسية في الميادين ودبجت شعاراتها وإعلاناتها عبر لافتاتها المعنونة للندوات والتي اتخذت أشكالاً وأنواعاً مختلفة رسمت مشهداً جديداً لمرحلة سياسية قادمة سيكون للإعلام فيها قصب السبق في الرسائل والتقارير واللقاءات والحديث السياسي وإخراج كل الهواء الساخن، بجانب طرح الأفكار والرؤى التي يمكن القول إنها التمرين الأول السياسي لمرحلة الانتخابات حيث يحمى وطيس المعركة الإعلامية.

غير أن الملاحظ في لافتات ودعوات الأحزاب السياسية التي تزامنت مع إطلاق الحريات بإقامة الندوات أنها بدأت متباينة ومختلفة من حيث الصياغة والشكل والمضمون، فحزب حركة الإصلاح الآن اختار اللافتات اللامعة والملصقات الملونة ليعلن عن نفسه وإمكاناته في الإعداد والتنسيق وأطلقها في عبارات قوية معنية بالتغيير «إصلاحيون إصلاحيون»، واختارت وسائل التقنيات الحديثة لترسل عبرها دعوتها للندوة السياسية مثل موقعها على الفيس بوك أو عبر مجموعة في الواتساب على الهاتف الجوال، بينما ملأ حزب المؤتمر السوداني شوارع الخرطوم والأحياء بملصقاته التي ازدحمت بصور الجماهير الهادرة، في إشارة إلى تلاحمها مع الشعب بجانب أوراق دعوة كتبت باللغتين العربية والإنجليزية، أما الحزب الشيوعي فملصقاته كانت صارخة باللون الأحمر وهي تعلن عن الحرية والعدالة خياراً للشعب، بينما وزع أوراقاً صغيرة الحجم معلناً فيها عن قيام ندوته في أم درمان بعكس الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني» الذي اختار السلطة الرابعة للإعلان عن ندواته كما هي تبدو في ديباجتها المدفوعة القيمة في صحف هذا الأسبوع دون الحاجة إلى جدران الشوارع مثل الأحزاب الأخرى التي تشكو ضيق الحال والمال.

بعكس كل هذه الأحزاب اختار حزب البعث العربي القومي الاشتراكي مخاطبة الجماهير مباشرة دون إعلان للندوة كاسراً كل الاحتمالات، حيث جاءت ندواته متحركة بحسب القيادي محمد ضياء الدين الذي خاطب الجماهير بالسوق العربي وقال سوف نكون مع المواطن في الحافلات والأسواق والبيوت مباشرة، بينما حمل شبابه اللافتات على أيديهم ووقفوا بها في مداخل الشوارع والكباري لتأتي رسالتهم السياسية مباشرة للمواطن في حين انتظم شباب هذه الأحزاب في القاء الشعر أثناء الندوات كوسيلة أخرى خطابية للجماهير التي تحضر للاستماع.

على كل تبقى الساحة السياسية ساخنة وهي تنتقل من مشهد إلى آخر عبر فترة مختلفة فتحت فيها أبواب الحريات وإن كان ببطء لكن تبقى اللافتات وإعلانات الندوات السياسية خطوة في طريق الممارسة السياسية الحرة في وطن يحلم الجميع بأن يسعه!!

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]