منوعات
برغم ضعف الاحتفاء به.. عيد الاب.. عندما تنحني حواء إجلالاً
عيد الاب.. عندما تنحني حواء إجلالاً
الخرطوم: بثينة دهب
عندما تربعت هند ابنة العم أحمد محمد جاد السيد بائع الخضروات في المرتبة الاولى لامتحانات شهادة الاساس على مستوى ولاية الخرطوم لهذا العام ولاحقتها عدسات الكاميرات وفلاشاتها كانت اول عبارة لـ (هند) انها تريد ان ترد الدين لوالدها الذي يعمل بائعا متجولا للخضروات على متن عربة (كارو) فكان الرد بلغيا من يافعة تعي عظمة الاب ومسؤوليته فارادت ان تواصل كفاحها لان ديون والدها تحيط بها احاطة السوار بالمعصم وردها لجزء من ذلك الدين بمثابة قطرة في محيط.(السوداني) استنطقت حواء عن مناسبة (عيد الاب) التى وافقت الخامس عشر من مايو.
آيات شكر
(بقى في عيد أب..؟… والله حاجة كويسة ) بتلك العبارة ابتدرت الطالبة اسلام ابراهيم حديثها مضيفة ان الاحتفال بعيد الاب احتفالية معبرة جاءت في وقت اصبح فيه افراد الاسرة لا يلتقون الا في ساعات النوم فهذه الاحتفالية قد تعيد الى النفس ذكريات جميلة وتعتبر آية من آيات الشكر والامتنان، فيما ترى زميلتها منى اسماعيل ان الاحتفال بيوم الاب يعد مهما في وقت اندثرت فيه روح المحبة حيث يودع الابن اباه لدى دور المسنين وتنقطع الصلة بينهم لذا يجب ان تقام تلك الاحتفالية في دار المسنين فهذه مناسبة تبعث فيهم الفرحة بانهم شريحة مازال المجتمع يحافظ عليها لعظمة الدور الذي قاموا به.
أتوقف برهة
المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة سامية الهاشمي ترى ان الاحتفال بالاب فكرة جميلة وليس ذلك فحسب بل الاحتفالات الخاصة بالاقارب كعيد الام وكذلك يوم الاخوة وترى الهاشمي ان ذلك الامر يدعنا نقف لبرهة تعبيرا منا عن مدى الامتنان وتقديم ايات الشكر واعادة شحن العلاقة التى دثرها غبار مشاكل الحياة اليومية وتعتقد ان هذا وقت مناسب للتعبير عن تلك المشاعر بصوت مسموع لان اثر الآباء وفضلهم علينا ولا يتوقف فقط عند دورهم البايولوجي وكذلك يشمل الاحتفال الآباء الروحيين الذين ننهل منهم العلوم والمعرفة، وختمت الهاشمي حديثها بدعواتها لجميع الآباء بالصحة والعافية وترحمت على الذين غادروا دنيانا.
نقطة تحول
الباحثة الاجتماعية حنان الجاك ترى ان تلك الاحتفالية جزء مكمل لسعادة الاسرة رغم ان الناس لم يتعودوا بعد على هذا الاحتفال لذا لن يكون له بعد نفسي كامل كعيد الام الذي اصبح عرفا ثابتا وكثير من الآباء لا توجد حميمية بينهم والابناء لذا قد يمر عليهم الاحتفال كديكور عائلي فقط وقد لا يهتم به الكثيرون، اما بمرور الزمن بعد ترسيخ الاحتفالية قد يكون البعد لها ذو اثر ايجابي لاننا منذ البدء لم نؤسس لها كثقافة لكنها يمكن بعد ذلك ان تغذي العلاقة بين الآباء والابناء بشيء من البعد الايجابي لكن هناك عقبة وهي الا يهتم بها الكثيرون ويدخلونها في فقه الجدل والبدعة والاب السوداني يحتاج الى انتشال ايجابي من الابناء وهم يعيشون الغربة الالكترونية بعيدا عن الاب لذا الاحتفالية بعيد الاب قد تعيد ما سلبته التقنيات الحديثة ويمنح الابناء تجديد الاحتفال لذا على الاب الواعي المدرك ان يستغل تلك الاحتفالية كنقطة تحول في شكل العلاقة بينه وبين ابنائه والاحتفال بتلك المناسبة بصورة تكسر حاجز الصمت الابوي.
فلاش باك
الجدير بالذكر ان أول من جاءتها فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هي سونورا لويس سمارت دود من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة في عام 1909م بعد أن استمعت إلى موعظة دينية في يوم الام أرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون. وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، ولذلك قدمت دَود عريضة تُوصي بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات. وانتشرت هذه العادة فيما بعد في دول أخرى.
صحيفة السوداني
خ.ي