تحقيقات وتقارير

تطور الصحيفة والصحفي في عصر المعلومات بالتركيز على تقانة الهاتف السيار

يعرف كل عصر من العصور بالاكتشافات والمخترعات التي تتم فيه فقد عرفت البشرية العصر الحجري وعصر البخار وعصر الكمبيوتر والانترنت والآن تعيش عصر الهواتف الذكية التي تظل السمة الأساسية المشتركة بين هذه الاختراعات والاكتشافات لحاجة الإنسان للاتصال والتواصل وكلما تطورت البشرية وتعقدت أساليب الحياة زادت الحاجة إلى الاتصال والتواصل بين المجتمعات وقد شهدت السنوات الماضية تطورا متسارعا في وسائل الاتصال بتواز مع مايشهده العالم من ثورة في تقنيات الاتصال والمعلومات وصاحب ذلك حاجة متزايدة لمزيد من التيسير في استخدام التطبيقات والأجهزة الاتصالية بما يحقق الاستفادة القصوى في ظل ثورة متجددة الموارد على مدار الساعة تم فيه مزج تقنية المعلومات مع تقنية الاتصال في بوتقة واحدة تشكلها الحاسبات الالكترونية .
نظم الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالتعاون مع شركة (أم تى أن) ورشة عمل بعنوان (تطور الصحيفة والصحفي في عصر المعلومات بالتركيز على تقانة الهاتف السيار)ناقشت التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي ستغير وجه الأعلام على مستوى المحتوى والوسائط الحاملة للرسالة الإعلامية .
وقال الأستاذ الصحفي عثمان ميرغنى في ورقته التي قدمها بالورشة بعنوان (الأعلام الجديد .. إلى أين) أن الأعلام احد أقوى أسلحة الأمم في تنافسها وصراعاتها ويمثل أهم أوجه التمايز الحضاري وتنفق الدول ميزانيات ضخمة لمقابلة تمويل الوسائط والرسائل الإعلامية التي تستهدف بها حماية مصالحها أو تسويق مفاهيمها الثقافية والحضارية ، وان جاز تقسيم الأعلام إلى جديد وقديم فان المقصود بالأعلام الجديد ليس مجرد الوسائط التي تنقله وتبثه بل يقصد به التحول الهائل في مفهوم الرسالة الإعلامية نفسها ومصدرها ومتلقيها فالأعلام الحديث يتكون من شقين أساسين الرسالة الإعلامية والوسط الناقل لها ، ففي الماضي ظل الأعلام القديم يعتمد على وسائط لاتزال عاملة حتى اليوم ولها نفس درجة الشيوع والانتشار (إذاعة وتلفزيون) إلا أن الأعلام القديم ظل يحصر صاحب الرسالة في مؤسسات أما رسمية محضة أو خاصة بميزات مالية وأخرى قوية فمثلاً في السودان ظهر أول وسيط اعلامى مفتوح في العام 1940م (إذاعة أم درمان) في فضاء محدود ثم توالى اتساعه إلى أن وصلت آفاق عالمية جغرافية بعيدة وظهر تلفزيون امدرمان في العام 1963م كوسيط اعلامى بصري وترقى في تطوره كماً وكيفاً إلى أن تحول إلى فضائي يشاهد في كل أنحاء العالم لكن الوسيطان (صاحب الرسالة الإعلامية)وهو حكومة السودان في مقابل متلقي فردى وهى رسالة من طرف واحد في غالبها الأعم وفى جل دول العالم ظلت وسائط الأعلام القديم حكراً على مؤسسات رسمية أو خاصة ذات ثقل مالي أو اى نفوذ أخر تبث رسائلها إلى متلقي مستهدف ، أما الأعلام الجديد فان من أهم مايميزه كونه مفتوحاً من الجانبين جانب (صاحب الرسالة) وجانب المستهدف (متلقي الرسالة) فعالم الانترنت اللانهائي ترك المجال مفتوحاً لكل من يملك (رسالة إعلامية) أن يبثها عبر مختلف الوسائط بسرعة انتشار عالية وفائقة لتصل إلى مستهدفين غير محددين وبيئة تفاعلية تسمح بالاتصال والتواصل في الاتجاهين .
وأوضح ميرغنى أن من أهم مزايا الأعلام الجديد فتحه عوالم للحرية ليس لها حدود بقدراته على تحدى القيود السياسية والجغرافية وغيرها فهو أعلام كاسر للحدود وفئات المجتمع حيث لا تحده القيود القانونية أو السياسية أو الأمنية التي تلجا لها بعض المجتمعات فيكون المجتمع حراً في تلقى الرسائل الإعلامية مهما كانت موجبة وسالبة أو حتى مدمرة ومن مزاياه أيضاً انه يعيد تجسير الفواصل التي انقطعت بين أجزاء المجتمع المحلى والمجتمعات عامة فمع ازدحام عالم اليوم بمشاغله الشخصية بصورة أجبرت الفرد على التقوقع في محيط ذاتي ضيق ألا أن الأعلام الجديد أعاد ترسيم خارطة التواصل ليتيح فرصة اتصال مجتمعي واسعة وفورية تعيد بناء النسيج الانسانى والاجتماعي فالأعلام الجديد سيمثل نقلة في معارف وتجارب البشر بحيث تنتج عنه حضارة جديدة مفتوحة تدمج المجتمعات وتقلل من تأثير حواجز اللغة واختلاف الثقافات فتؤدى في النهاية إلى نشوء المجتمع الاممى الحقيقي .
وناقش الدكتور السر على سعد محمد بالمركز القومي للمعلومات بوزارة العلوم والاتصالات ورقة بعنوان (اثر تقنية المعلومات فى تطور الصحفي تطبيقاً على الهواتف الذكية) حيث قال فيها ان مما لاشك فيه أن العالم دخل مرحلة جديدة من مراحل تطوره بسبب تكنولوجيا الاتصال الحديثة، وهذه المرحلة بدأت في منتصف الثمانينيات، ويشمل تأثير التكنولوجيا في الثقافة معظم عناصرها وركائزها، فالتأثير غير محدود ويتعدى حدود المؤسسات والموارد الثقافية، فالقرن العشرين، الذي نعيش في أواخره من القرون التي حدث فيها تطور تكنولوجي هائل في مختلف الميادين والمجالات، نلاحظه في غزو الفضاء، والفيديو، والكمبيوتر، وأبرز ما نشاهده في عالمنا اليوم ثورة الاتصالات التي ساهمت في جعل الكرة الأرضية “قرية مصغرة” انفتحت أبواب بيوتها على بعضها البعض ولقد أصبح الاهتمام بوسائل الإعلام يتزايد ويأخذ أبعادا أكثر عمقاً وشمولاً وأهمية وتأثيراً وبخاصة من خلال تطور الأدوات والتقنيات الإعلامية الحديثة التي زادت من فاعلية الاتصال الجماهيري.وباتت التكنولوجيا الاتصالية تشكل دوراً كبيراً ومؤثراً في العـملية الإعلامية فــي العصـــر الحديث،من دون التكنولوجيا المستخدمة في وسائل الإعلام لا يمكن لأية مؤسسة إعلامية النجاح والوصول إلى الجمهور المراد الوصول إليه ومن ثم التأثير فيه عن طريق الرسالة الإعلامية المنوي بثها إلى هذا الجمهور.
واعتقد أن العلاقة بين التطور التكنولوجي والتحرير الصحفي هي علاقة طردية أي كلما زاد التطور التكنولوجي زادت مساحة استفادة التحرير الصحفي ،فقد أسهمت الثورة التكنولوجية الحديثة التي شهدتها أنظمة المعلومات والاتصالات, بشكل كبير في زعزعة المفاهيم التقليدية للمجال الصحفي, وأوجدت مساحة كبيرة من الاستفادة .

تقرير /على محمد احمد–سونا