رأي ومقالات
زاهر بخيت الفكى: فاسدٌ أنا..!!
مليارات من أموالنا تبددت وضلت طريقها إلى جيوب البعض ..
أبراج شاهقة لأثرياء جُدد تتضاءل أمامها مساكن أثرياء كانوا يملأون دنيانا هذه بما يملكونه من مال منهم من تركها هرباً من قُسوة واقع اقتصادى مؤلم ومنهم من هجرها طواعيةً إلى غيرها وغيرهم يقبع فى سجونٍ اقتلعتهم من أسرهم اقتلاعاً وقضت على زهرة شباب الكثير منهم لم تمتلئ بعد وما زالت تهتف هل من مزيد للزج بهم فى زنازينها..
من أين لك هذا..؟
من يسأل من..؟
فاسدٌ أنا نعم ولكنى ثرى..والثراء يتبعه التميز الاجتماعى والرفاهية اللامحدودة والصوت العالى المسموع بين الناس فى مجتمع صار يُبجل أمثال هؤلاء ويُفرِد لهم مساحات تضيق على غيرهم من الفقراء من أهل بلادى مهما كانت قيمتهم العلمية وخبراتهم العملية ومؤهلاتهم الأكاديمية فهم بلا قيمة ، ربما هى ثقافة عصرية اجتاحتنا المال فيها هو المعيار..
انتفخت الجيوب وامتلأت الخزائن وفاضت وما زالت بطون هؤلاء المرضى من أكلى أموال الناس بالباطل جائعة تبحث عن المزيد من أموال (الغير) رغم ما بها من شبعٍ ظاهر يبدو للعيان..
ومن هم الغير..؟
هم أؤلئك الجوعى حقاً من أهلنا الذين لا يجدون ما يكفيهم فى يومهم هذا يبحثون عن فتاتٍ يقتاتون به من موائد هؤلاء..
هم أؤلئك المرضى الذين يسهرون ليلاً مع أوجاعهم ويحملون ألامهم صباحاً للبحث عن ما يسدون به رمق أطفالٍ ينتظرونهم ليلاً فى المنازل يقف الجوع حائلاً بينهم والنوم..
هم أؤلئك العطشى ومن استعصت عليهم المياه وسبلها وما أكثرهم فى بلادى هذه وقد اغتالهم الظمأ والنيل العظيم يشطرها إلى نصفين وروافده تحمل الخير إلى الغير..
هم أؤلئك الجرحى والشهداء حصاد عملياتنا الحربية الكثيرة وهم يُدافعون عنا وعن مكتسباتنا ذهب منهم من ذهب وبقى منهم من أفقدته الحرب القذرة (بعضاً) من أطرافه و(كل) عقله بعد أن أذاقته من ويلاتها الكثير وفقدنا غيرهم لا ندرى أهم أحياءٌ بيننا أم لحقوا برفاقٍ سبقوهم إلى رحمة ربهم ..رحمة من الله تغشاهم جميعا..
ما من يوم يمر بلا فساد وقد أزكمت أُنوفنا روائحه النتنة..
والله المستعان..
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة…
صحيفة الجريدة السودانية…
انا فاسد ذإذن انا موجود
انا مفسد اذن انا موجود