رأي ومقالات

هدية علي : قوات الدعم السريع وافتراءات الإمام

[JUSTIFY]عجبت لموقف الإمام المهدي زعيم حزب الأمة ولتوقيته الذي اختاره لنسف الحوار الوطني متذرعاً بقوات التدخل السريع.

لقد ظل المهدي يدعو ويطالب في كل المحافل ويبذل جهده في الحديث عن التوافق الوطني والحريات والديمقراطية. وحينما لاحت الفرصة تقدم الإمام الصادق بنفسه لينقض عليها عبر توجيه اتهامات تخلو من المسؤولية لقوات التدخل السريع.

لقد برهن حزب الأمة بالأمس الأول أن جماهيره أو فلنقل بعضاً من عضويته والمتعاطفين معه مازالوا بعيدين كل البعد عن الديمقراطية وعن تقبل الرأي الآخر والتعامل معه في مناخ معافى، حينما تصدى بعض منسوبي الحزب بالضرب والإهانة لعدد من الصحافيين الذين غطوا المؤتمر الصحفي للحزب على إثر تداعيات اعتقال الإمام بدار حزب الأمة، وقد أدت هذه الحادثة لخسارة حزب الأمة للجولة برمتها على الرغم من أنه لو تعامل مع الحدث بحكمة كان بإمكانه أن يكسب كل النقاط بتعاطف الشارع مراعاة للسن العمرية التي بلغها الإمام.

ونتساءل هنا هل المساعي الرامية للإجماع الوطني شبهة من الشبهات؟ لأن المهدي قال إن اعتقاله تبرئة لموقفه من أية شبهات.. أما إذا كان الإمام وحزبه يقصد غير ذلك فإن للحزب سجلاً وتاريخاً معلوماً لأهل السودان حول التعامل مع المليشيات، ويعرف القاصي والداني من هو أول زعيم سوداني رعى وصرف ودعم إنشاء مليشيات مسلحة في بحر العرب في الأعوام 68 ـ 7891م، ومن الذي دفع الاسلحة من قبل الى قلب الخرطوم الآمنة؟ وكلها من امهات أفكار الإمام، غير أننا اليوم لسنا في عرض محاكمة الإمام، إنما الضرورة تقتضي أن تبرأ قوات التدخل السريع لأنها قوات تخدم في بسط الاستقرار وتأمين المدنيين والتصدي للمتمردين وللحركات المسلحة.. والكل يعلم دور هذه القوات في تنظيف مناطق شمال دارفور من قوات المعارضة المسلحة لمني أركو مناوي.. والكل يعلم ما فعلته قوات مناوي في اللعيت جار النبي والطويشة وغيرها، وهي مناطق نفوذ لقبيلة البرتي، غير أننا لم نسمع لا من الإمام ولا من جماهيره التي اجتهدت في الاعتداء على الصحافيين إدانة للأعمال التخريبية التي قامت بها قوات مناوي في شمال دارفور، وليسأل أعضاء حزب الأمة أهل شمال دارفور سيجيبونهم وسيحدثونهم عن الطمأنينة والاستقرار الذي تحقق في مناطقهم بفضل وجود قوات التدخل السريع، وأعجب أن يكون حزب الأمة صاحب الأغلبية في دارفور حريصاً على خرابها ولا يسأل ولا يدين الحركات المسلحة، لكنه يهب لإدانة قوات التدخل السريع التي تبسط السيطرة والأمن وتؤمن للناس ممارسة حياتهم بصورة عادية، من أعلى مستوى في الحزب ألا وهو الإمام نفسه.

التهجم على قوات الدعم السريع سلوك ينافي القيم والأعراف الوطنية، فهؤلاء الرجال هم أبناء السودان وجلهم من دارفور ومن قبائل سودانية أخرى لهم أسرهم وقبائلهم، منهم من استشهد من أجل الوطن، ومنهم من تعرض لإعاقة شاملة.. فالضريبة الوطنية ينبغي أن تكون في تشجيعهم ورفع روحهم المعنوية وليس تجريمهم واستخدامهم ورقةً من أوراق الضغط على الحكومة، فهذه قوات تعمل في دائرة الضوء وصاحبة تفويض رسمي ومهامها متعارف عليها عالمياً، وقد ساهمت خلال الفترة الأخيرة في تعزيز الاستقرار في دارفور تحديداً، اللهم إلا إذا كان الإمام وحزب الأمة يرى أن قوات الدعم السريع عقبة في طريق تحقيق مقاصده وأهدافه الرامية لإسقاط النظام.

أما إذا فشلت الأحزاب في تقديم الوصفة التي تهيئ المناخ السياسي لإجماع شامل، ينبغي ألا تكون الدعم السريع شماعة لصرف النظر عن الفشل المذل لأحزابنا في التلاقي والإجماع على حد أدنى لاستكمال مبادرة الرئيس حول البرنامج الوطني.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. لله درك يا هدية … صدقتي فيما ذهبتي إليه فيما يتعلق بعدم إدانة ما تقوم به الحركات المسلحة من خراب ودمار ، وهذا ينطبق على كل آحزاب المعارضة … حيث لم نلحظ أي أدانة منها لما تقوم به الحركات المسلحة وأحياناً تستنكر ولكن على استحياء مما يدل دلالة لا لبس فيها بأن كل قوى المعارضة أو معظمها متواطئة وراضية عما تقوم به الحركات من خراب ودمار ظناً منها أن ذلك سيسقط لهم النظام وبعدها تؤول لهم السلطة . حسبنا الله ونعم الوكيل

  2. [COLOR=#0A00FF][SIZE=5][FONT=Tahoma]اللهم أكفنا شر المعارضة والحكومة بما شئت كيف شئت، أللهم أصرف أذاهم عن البلاد والعباد.[/FONT][/SIZE][/COLOR]

  3. الناس ديل جن جويد هل سمعتي بالجن جويد … يقتلون بلا رحمة … دولة داخل الدولة لا يأتمرون بأمر جيشها الذي تدعين انهم ينتمون اليه .. يقاتلون بصفة قبلية بل بعضم يتفق ويهادن الحركات التي ذكرتي مقابل ان تدفع الحركات المال ودون علم الحكومة او رغما عن انفها.. قادتهم ليسو خريجي الكلية الحربية او اي من المدارس العسكرية منحو هذه الرتب هكذا جزافا بل ان بعض الرتب فيهم لا تقرأ ولا تكب تبصم وتقاتل فقط .. قتالهم للحركات ليس من الاسلام ولا من الانسانية في شئ .. يقتلون ينهبون يحرقون دونما رادع او وازع (( باعتبارها رجالة )) وهذا ممازاد الغبن والعنف المضاد في دارفور.. الدولة سلحتهم تسليح كثيف .. واخشى اذا تجاوزو حدهم وهم قد فعلو او ارادت الدولة نزع سلاحهم ان تكون هناك حرب اعنف مما نرى في دارفور وحتى قديما في الجنوب .. وما أمر موسى هلال عنك ببعيد .