تحقيقات وتقارير

تأمين الخرطوم .. كسر الذراع الطويل

[JUSTIFY]غض النظر عن قيام جهاز الأمن والمخابرات الوطني بعمل يبدو ذا طابع عسكري بحت من خلال نشر قوات قوامها ثلاثة ألوية طوقت العاصمة وقامت بتأمينها، وغض النظر عن المعلوم عن أن الخُطة داخل ولاية الخرطوم أمنية، وفي الخارج دفاعية فإن الخطوة تلفت الانتباه إلى مدى درجات تأمين العاصمة وهل ثمة خطر يحدق بها أو ثمة هجوم محتمل عليها مثل المغامرة التي قامت بها قوات حركة العدل والمساواة في مايو 2008 والتي أطلقت عليها عملية الذراع الطويل؟.. في كل الأحوال في ظل وجود حركات التمرد في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وفي ظل وجود ما يعرف بالطابور الخامس فإن كل شيء محتمل، فضلاً عن احتمال اعتزام جهات أو مجموعات داخل الحكومة أو خارجها أو خليط ما بينهما بالتفكير في محاولة الانقلاب على الحكومة من خارج الخرطوم بعد أن ظلت العاصمة عصية حتى على أشرس خصوم الإنقاذ وهم الجيش الشعبي الجنوبي.

الناظر للوهلة الأولى يلحظ أن قلب ولاية الخرطوم وهي مدينة الخرطوم تتمتع بحصن طبيعي لا مثيل له، إذ تقع بين حاجزين مائيين والثغرات المحدودة توجد في جبل أولياء ومنطقة سوبا، بينما من جهة بحري توجد ترعة مشروع السليت وهو مانع صناعي قلل المخاطر، بينما الثغرة الحقيقية تتمثل في أم درمان والتي كانت منفذاً لدخول قوات «العدل والمساواة» ولكن فطنت الحكومة لذلك وقد أجرت خططاً دفاعية متناسقة في ذات الخصوص بحسب إفادات سابقة لقائد منطقة المهندسين العسكرية اللواء حسن صالح في أحد احتفالات سلاح المهندسين بدحره للقوات الغازية.

كما تم التخطيط في نوفمبر 2008 بإقامة سد ترابي بطول 180 كلم من الناحية الغربية، بجانب قناة مائية «ترعة»، لتأمين المدينة بالإضافة إلى النقاط العسكرية في فتاشة، أبوهشيم، الكبابيش، أبوحليب وجبل مندرة، وكانت قوات خليل قد اتخذت من الجانب الغربي لأم درمان مدخلاً للتوغل إلى عمق العاصمة.

لكن الملاحظ أن العاصمة مؤمنة طبيعياً إلى حد كبير ويبقى التحدي الحقيقي في تأمينها من باب التنسيق بين القوات النظامية المختلفة وحجم ذلك التنسيق، واضعين في الاعتبار أن البرلمان وجه القوات المسلحة أمس الأول بإبعاد الشرطة والأمن عن المشاركة في العمليات، وعزا صاحب التوجيه رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان مالك عبد الله ذلك إلى أن إشراك تلك القوات في العمليات يلقي على عاتقها عبئاً كبيراً يؤثر على قيامها بأدوارها المناطة بها، وربما تحاشى مالك وهو ضابط سابق بالجهاز تقاعد برتبة العميد، الحديث عن التقاطعات التي يمكن أن تنشأ من مشاركة الجميع في العمل العسكري، وإن كان قرار مدير الأمن الفريق أول محمد عطا قضى بنشر القوات بغرض التأمين ولم يشر لخطر محتمل.

كما أن التنسيق مهم بين القوات المذكورة خاصة وأن قائد منطقة أم درمان العسكرية والمهندسين السابق اللواء حسن صالح أقر في حوار سابق أجرته معه الزميلة الأهرام اليوم بأن غزوة أم درمان كشفت عن ثغرة كبيرة مفادها عدم وجود خطط لتأمين العاصمة فى المواقف المماثلة، وأن ما حدث خلال تلك العملية من جانب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كان ارتجالاً وتعاملاً مباشراً مع الموقف ومعطيات الواقع على الأرض دون أي تخطيط مسبق، ويكشف عن أنهم استفادوا من دروس الجبهة الوطنية في العام 1976م «ما عرف بهجوم المرتزقة»، لذلك وجهوا قبل نصف ساعة من معركة الجسر بالاستيلاء على كل المباني العالية المطلة على المنطقة العسكرية، للاستفادة منها وحرمان العدو من مواقعها الإستراتيجية التي تكشف المنطقة.

ويجمل اللواء حسن صالح الأخطاء التي وقعت في تلك العملية إضافة لما سبق، في الاعتماد الأساسي في المعلومات على التنصُّت على اتصالات العدو، ويستطرد صالح أن ثمة خطورة في هذا الأمر كانت تتعلق باكتشاف حركة العدل لهذا الأمر واستخدامه بشكل مضاد عبر خطة تضليل منظمة، الأمر الثاني تعدد قنوات الاتصال والمعلومات، فقد تلقوا أكثر من «18 ألف بلاغ».
ويصف صالح خطورة الأمر بقوله: «كثرة المعلومات مثل شحها تماماً، فهي (توحل) القرار»، الأمر الثالث والأخير التدخل المباشر للقيادة في العمل الميداني وهو ما يأتي بنتائج عكسية. ويختم صالح تحليله بالقول إن الجيش وقع في أخطاء تتعلق بالعمل الإداري والإمداد ولكن لم يظهر ذلك لضعف خطط العدو. إلا أن قائد منطقة جبل أولياء العسكرية السابق اللواء «م» عبد اللّه أبو سن عند دخول قوات خليل لأم درمان أكد أن القوات المسلحة استفادت من ما حدث في عملية الذراع الطويل، وقال لـ «آخر لحظة» أمس «غفوة خليل تم تجاوزها»، ونوه إلى أن خطط التأمين لم تشمل أم درمان فقط، بل حتى منطقة شرق النيل حيث تمت إقامة حزام أمني.

ومهما يكن من أمر فإن تأمين الدعم السريع للعاصمة يعتبر واحدة من أدوات التأمين الممثلة في الإنذار المبكر لولاية تبلغ مساحتها نحو 23 ألف كلم والذي قد يغني آلاف المواطنين من الاتصال بالشرطة وتبليغها بقدوم الخطر مثلما حدث في 2008، ومع ذلك وقع الخطر الذي لم تحل طلاسمه حتى اليوم لماذا حدث وكيف.. والإجابة قطعاً بطرف مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : اسامة عبد الماجد
ع.ش[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. دي استخدام للاعلام للتهويش
    دي اعلام ساكت
    قال ثلاثة ألوية طوقت العاصمة قال
    اخشي ان المواطنين يتكلوا علي المعلومه دي وتكون الطامه الكبري
    لو حصلت بالفعل صدامات
    يا مواطنين اعملوا حسابكم وما تتكلوا علي الاعلام

  2. الجماعة شاعرين بقرب ساعة اجلهم والتي باذن الله لن تطول والعلامات الظهره هي
    تدهور وانهيار اقتصاد البلاد وانكشاف فساد بعضهم واللذي اصبح كل يوم يظهر جديد وانشار الفساد الاخلاقي في المجتمع نتيجة(المشروع الحضار)ونتمني من العلي القدير اان يكون ذالك اليوم قبل الغد وعلي جماهير الشعب الفضل الاستعداد
    والقيام بثورة كما حدث ابان سقوط النميري…..وباذن الله سيلاقون مصير القذافي وصدام طال الزمن ام قصر.