وليد آل إبراهيم: الملك عبدالله رفع سقف حرية الإعلام
وبعد أكثر من ساعة، أكد “أبو الفضائيات”، حيث أسس أولها، أنه يخاف على الإعلام العربي من الخطر المحدق به، خاصة بعد ما يعرف بالربيع العربي. كما أثبت بوضوحه، وجرأته، وشفافيته، أن ندرة ظهوره إعلامياً ليست حال خوف من مواجهة الصحافة.
بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كان الشيخ آل إبراهيم حديث المنتدى.
سقف حرية الإعلاموأوضح الشيخ وليد أن سبب ارتفاع سقف حرية الإعلام، جاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، ودعوته الجميع بمن فيهم الوزراء وكبار المسؤولين – إلى وضع مصلحة المملكة فوق كل اعتبار، وتلبية طموحات المواطن السعودي، والوقوف عند حاجات الشباب، في إطار من الشفافية وتحسين الأداء.
وأضاف الشيخ وليد خلال جلسة حوارية في منتدى دبي الإعلامي في دورته الـ13: “من خلال تجربتي، أُضيف بكل ثقة أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، هو أيضاً من أكثر الحريصين على مصلحة المواطن السعودي، وهو السد المنيع في المملكة، وأول الداعمين للإعلام الحديث”.
وتابع: “بحكم معرفتي بالأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، ومتابعتي لمسيرته – وهو الأقرب إلى جيلنا – أجزم بأنه على تماس دائم مع كل ما يأتي بالخير والمنفعة للإنسان في المملكة”.
وأضاف: “يبقى السقف مرتفعاً ما دامت غايته خدمة الوطن والمواطن. في بعض البرامج والمسائل الحساسة، يعود المديرون والقيّمون والمعدّون إلى الإدارة، لطلب المشورة والنصح. أما الزميل الأستاذ عبدالرحمن الراشد، فيتصرّف في “العربية” و”الحدث” بحكم خبرته ودرايته بالأمور وحرصه على المصلحة العامة… كذلك يفعل الزميل داود الشريان في برنامج “الثامنة”، ونشرات أخبار MBC1 و”MBC في أسبوع”.
الانتقال إلى دبيوحول أسباب انتقال مجموعة أم بي سي إلى دبي، أوضح الشيخ وليد بإسهاب قائلاً: دعني أسأل وأتساءل: لماذا لندن في الأساس، وليس أي عاصمة أو مدينة عربية؟
ومضى في حديثه: في الواقع، ذهبنا آنذاك إلى لندن بحثاً عن الاستقرار والأمن والأمان، والحريات العامة والخاصة، والذهنية المتطوّرة، والمهنية والإبداع، والمبادرة الفردية وريادة الأعمال… لكن، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعادنا إلى قلب العالم العربي، ووفّر لنا ولغيرنا في دبي، ما كنا نحلم به أصلاً أثناء توجهنا إلى لندن، وأكثر..
لذا والحديث للشيخ وليد انتقلت “مجموعة MBC” إلى دبي في العام 2001، وأحدث ذلك الانتقال نقلة نوعية، على كافة الأصعدة والمستويات. لقد قلتُ وأُردّد أن الشيخ محمد بن راشد شعلة من النشاط والحيوية.
وأضاف: لا شك في أن وجودنا في دبي كان له أثر كبير، لأن هذه المدينة الحالمة والشامخة قاطرة النجاحات المتلاحقة على مدى السنوات الماضية، وذلك بفضل العين الساهرة للقيادة الإماراتية، والعقل المستنير والرؤية الثاقبة للشيخ محمد، والتسهيلات المتوفرة في الإمارة، والذهنية المنفتحة… فضلاً عن القدرة التنافسية العالية، والكلفة التشغيلية الأقل مقارنة مع تلك التي تترتّب على أي مجموعة إعلامية في بريطانيا أو سواها من الدول في أوروبا أو العالم. بصراحة، ما يلفت نظري في دبي ذلك التواضع مقابل هذا الكم من الإنجازات: فكلّما كبر الإنجاز، تواضع باني دبي.
نتابع الناجح فقطوفيما إذا كانت المجموعة تخطط لإطلاق نسخة من العربية باللغة الإنجليزية، مثلما فعلت “الجزيرة” وكان رد الشيخ وليد أنه إذا أردت أن تتبع أحداً، فلابد أن يكون ناجحاً! هل تعتقد أن “الجزيرة الإنجليزية” ناجحة؟! ولماذا يُتوقّع منا الاقتداء بنماذج إعلامية غير ناجحة؟ لم تتمكّن “الجزيرة أميركا” من حجز مكانها لدى المشاهد الأميركي، خصوصاً إذا ما قارنا تكلفتها وأداءها بنظيراتها في الولايات المتحدة الأميركية، رغم استثماراتها المتنوّعة وشرائها شركة “Current TV” للكابل التابعة لـ “آل غور” بمبالغ طائلة.
وفي هذا السياق، اعتبر الشيخ وليد أن قناة “الجزيرة” العربية هي منافس حقيقي لقناة “العربية”.
إن مسألة الدخول في منافسة قنوات إخبارية عالمية تتطلب إمكانات غير عادية، وأن تعمل بنفس العقلية والمهنية. ولن أتوقف أمام تجربة قنوات رياضية تتعاقد على حقوق بث مباريات وسباقات عالمية بمبالغ خيالية، من دون أن تتمكّن حتى من تحقيق عائدات تجارية تُذكر. إذاً، لا يُمكن أن نُنشئ قنوات لا جدوى اقتصادية لها.
ومع ذلك، لا شيء يمنع أن تكون لنا تجربتنا الخاصة في مجال الرياضة، عبر اعتماد المعايير نفسها التي تتميّز بها “مجموعة MBC”. بالمناسبة، قناة “الجزيرة” الإخبارية تُنافسنا في المنطقة العربية.
وأضاف: “لكن “العربية”، بالإضافة إلى تسجيلها أعلى نسب مشاهدة، ونيلها ثقة المعلنين وعالم المال والأعمال، أصبحت اليوم الأولى بامتياز، كما حصدت أكثر من 27 مليون متابع ومشترك مسجّل على شبكات التواصل الاجتماعي. صديقي “أبوخالد” الأمير الوليد بن طلال، يقول إن “العربية” قناة “الحُكّام”، بينما “الجزيرة” قناة “الشعوب”، فهل أصبح عدد الحُكّام 27 مليوناً”؟.
mbc مصر و باسم يوسفوحول الاتهامات التي توجه لقناة “MBC مصر” بأنها قناة سعودية، قال الشيخ وليد إنها قناة مصرية بامتياز، وهي ابنة البلد، ويديرها كادر بشري مصري، ومحمد عبدالمتعال مدير عام القناة لديه الاستقلالية التشغيلية والإدارية والمالية التامة. لا نتدخّل في الشأن الداخلي المصري، وهذه سياستنا العامة، واليوم أصبحت MBC” مصر” رقم 2 بين القنوات المصرية من حيث نسبة المشاهدة. لكننا، تعلّمنا من الشيخ محمد بن راشد، ألاّ نعترف بالرقم 2… بل أن نتبوأ دوماً المركز الأول.
وقال الشيخ وليد إنهم في المجموعة مع استقرار مصر وكل ما يحفظ أمنها ومصلحتها الوطنية، فهي إحدى أكبر الدول العربية وأبرزها ديموغرافياً واقتصادياً. كما أن شعبها خلاق ويتمتع بقدرات إبداعية. أؤمن بأن استقرار مصر من استقرار المنطقة، وأعتبر أن المشير عبدالفتاح السيسي مثال للجرأة والإقدام ومواجهة التطرّف. لكن، علينا انتظار الشعب المصري كي يقول كلمته في الانتخابات الرئاسية. وما سيقرره الناس نحن معه.
وحول انضمام باسم يوسف مقدم برنامج “البرنامج” الساخر لـ mbc مصر قال الشيخ وليد إن يوسف شاب مصري مثقّف وطموح، وطبيب قلب، وإعلامي لامع.
و”البرنامج” على أهمية مُعدِّه ومقدِّمه يعتمد في نجاحه على فريق العمل المؤلّف من شباب مبدع. إن الجدل الذي أُثير حول “البرنامج” يعود إلى الاحتقان في الشارع المصري، ومن غير المنصف تحميله أكثر مما يحتمل. اليوم “MBC مصر” هي القناة التي يطل عبرها “البرنامج”، ويُحدّد باسم يوسف وفريقه مضمون الحلقات، ونحن لا نتدخل فيها.
مذكرة التعاون مع التلفزيون المصريوحول الجدل الذي دار مؤخرا بعد توقيع مذكّرة التفاهم الأخيرة بين “هيئة الإذاعة والتلفزيون” و”مجموعة MBC” شرح الشيخ وليد الكثير من النقاط حول هذا الأمر قائلا: اخترنا دخول مصر إيماناً منا بقدرات هذا البلد العزيز وأهله، على كافة الصعد والمستويات. لا أكشف سرّاً إن قلت إننا دخلنا في مفاوضات مع عدد من الفضائيات المصرية الخاصة، في الآونة الأخيرة، بهدف الاستثمار فيها أو شرائها. لكننا عدلنا عن الفكرة لأننا اكتشفنا أن لا قيمة مضافة لديهم بالنسبة لنا… وبالتالي، فضّلنا التعاون مع التلفزيون الرسمي “ماسبيرو”. فهل كنا جيدين ومفيدين لمصر حينما كانوا يتفاوضون معنا ويبحثون عن شراكتنا، وأصبحنا فجأة “ضد المصلحة الوطنية”، و”نضر بالأمن القومي” (لا سمح الله)، عندما قررنا التعاون مع التلفزيون المصري عوضاً عنهم؟.
أعتقد جازماً أن التلفزيون المصري حُرِم قسراً من حصّته في السوق، وتعاوننا المشترك يصب في مصلحة الطرفيْن، ويسهم تدريجياً في عودة التلفزيون المصري إلى سابق عهده… وبالتالي، “دوزنة” ميزان القوى بين الوسائل الإعلامية المختلفة.
اليوم، في حوزة “مجموعة MBC” محتوى إعلامي غني، يتنوّع بين برامج ومسلسلات و”فورمات” محلية وعالمية، يفوق حاجة “MBC مصر” وحدها.
وهذا المحتوى ساهم في وضع الفضائيات المصرية الخاصة المعترضة اليوم – على سكّة النجاح والمنافسة في السابق، وانتقاله اليوم إلى (ماسبيرو) يُبيّن جانباً من أسباب الهجوم على اتفاقية التعاون المشترك بيننا.
أضف إلى ذلك أن عدداً من الفضائيات المصرية الخاصة، كان قرّر الدخول في تحالف يهدف إلى حماية مصالحه والسيطرة على السوق، ونحن لم نعلّق على ذلك وقتها، ولا التلفزيون المصري اعترض. فلماذا يُعطون لأنفسهم حقوقاً ويمنعونها عن غيرهم؟! ولماذا لا ينتهجون درب المنافسة الشريفة، في سوق إعلامية وإعلانية تكون مفتوحة، ويكون المشاهد المصري فيها الحكم وإليه الاحتكام؟
أكبر عمل درامي في رمضانوحول اتهام البعض مجموعة mbc ومجموعة شويري بأن إحصائيات شركة “إيبسوس” تأتيها معلبة سخر الشيخ وليد من هذا الكلام، وقال: طبعاً لا.. هذا اتّهام باطل وغير منطقي ومضحك.
متابعا أن “إيبسوس” شركة عالمية مدرجة في البورصة، ولا مصلحة لها بتاتاً في المخاطرة بسمعتها عبر إصدار دراسات إحصائية مفصّلة على قياس مؤسسة أو فرد، في هذه المنطقة أو تلك من العالم. كما أننا لا نملك حصصاً في شركات أبحاث، ولا نية لنا أصلاً في ذلك، لأن ريادتنا لا تحتاج اتباع أساليب ملتوية لإثباتها. قلتها مراراً وأكرّرها، نحن نرحّب بأي إحصاء علمي يصدر عن شركة عالمية، مدرجة في البورصة، ومعترف بها من كبار المعلنين التلفزيونيين في المنطقة، ومن الوكالات العالمية لشراء وتخطيط الإعلانات، المعروفة باتباع “أفضل الممارسات” المهنية، والخاضعة للتدقيق في عملها.
وكشف الشيخ وليد البراهيم أن مسلسل “سرايا عابدين” أكبر إنتاج درامي عربي على الإطلاق، يفوق بضخامته مسلسل “عمر” من حيث التكلفة، وبفضل دعم الشيخ محمد بن راشد شخصياً، وتعاوننا مع “مدينة دبي للإعلام”، تمكّنا من خلال استديوهاتنا الجديدة في “مدينة دبي للاستوديوهات” من الاستفادة من أحدث التقنيات السمعية البصرية، الفائقة الجودة، لخروج “سرايا عابدين” بطريقة مُبهِرة، وسيشكّل المسلسل “مفاجأة” رمضان المقبل، وهو باكورة أعمال درامية ضخمة.
وأضاف: “في المحصلة، أتابع شخصياً الأعمال الدرامية عن كثب، ومعها الأفلام الوثائقية الكبرى، خصوصاً تلك التي تحمل طابعاً تاريخياً، وتسعى إلى تخليد ذكرى الرموز وكبار الشخصيات. بالمناسبة، يوم قمنا بتدشين استوديوهاتنا في “مدينة دبي للاستوديوهات”، خلال صيف 2013، أذكر كيف أن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، تدخّل في أدق التفاصيل الإنتاجية والتقنية، ليؤكّد مرّة جديدة أنه – وبالإضافة إلى كونه رمزاً للفروسية – ملم أيضاً بكافة الأمور، وكما يُقال: (هذا الشبل من ذاك الأسد)”.
دعم الشبابوحول ارتكاز قناة الحدث على كوادر شبابية قال الشيخ وليد إن هذا التوجه لأنهم في المجموعة يولون الشباب الثقة لإيمانهم بقدراتهم! مضيفا أنه لا يمكننا أن نستثني هذا الجيل من الخطط والمشاريع المستقبلية، خصوصاً في المملكة وخارجها.
وأكد الشيخ وليد دعم المجموعة للسينما والمحتوى الذي يُنتِجه الشباب السعودي عبر الإنترنت، مؤكداً أنه حتى وإن غابت السينما عندنا، فلدينا مواهب شابة تُقدّم أفلاماً رائعة وواعدة! ولدى الأخ ناصر القصبي في هذا الإطار تجارب مُبشّرة مع مجموعة من الشباب السعودي.
يذكر أنه بعد انتهاء الجلسة الحوارية، أعلن مديرها عادل الطريفي، استكمال الحوار مع الشيخ وليد بأسئلة وموضوعات أخرى، نشرت كلها في صحيفة “الشرق الأوسط”، وتنشرها “العربية.نت” أيضاً.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] العربية.نتم.ت
[/FONT]