رأي ومقالات

أحمد عبد اللَّه آدم : كهنة الشيوعية ووأد الديمقراطية

[JUSTIFY]قال حكام جنوب السودان وأمين عام الحركة اليسارية باقان أموم وبحضور كهنة الشيوعية البائدة وسدنتها بضرورة تعاون الحكومة مع المحكمة الجنائية الدولية وأن يسلم البشير نفسه لهذه المحكمة غير ذات الولاية على السودان ومن خلال المعلومات الملفقة التي صاغها المتمردون من حملة السلاح والمتمردون من أدعياء السلام والمنظمات الاستعمارية ومن خلفها كهنة اليمين المتطرف في كل من بريطانيا وفرنسا وأمريكا وبالطبع فإن هذا ما تحدثهم به أنفسهم الضعيفة على أمل أن يقبل الجيش السوداني والشعب السوداني والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية حتى ينصبوا أنفسهم الزائفة حكاماً دون انتخابات ودون تفويض شعبي على شعب السودان المتحضر ذي الجذور التاريخية الضاربة في الدين والأصالة والخبرة والحضارة الإنسانية إنهم هنا لا يشعرون لا بالحياء ولا بالحرج وهم ينطقون بخطابين أحدهما في الشمال وفي ظل حكومة الوحدة الوطنية والآخر في الجنوب وتحت مظلة الأسياد والمستعمرين الذين يملون عليهم ما يقولون وهو أمر سخيف وغير مقبول ويرفضه ويستهجنه الشعب السوداني بكل فئاته وقواته المسلحة الباسلة كلها ودفاعه الشعبي المجاهد في سبيل اللَّه والدين والوطن والحق لا ينبغي أن يجول بخاطر هؤلاء التعساء بأن أمراً مثل هذا لو حدث فإن اتفاقاً للسلام سوف يكون أو يحد من اتخاذ أية خطوات أخرى تطيح بهذه الرؤوس العابثة التي تريد أن تعبث بحقوق شعب أهل السودان وهنا لا يظن ظان أو واهم بأن شيئاً مما يدور في أذهانهم يمكن أن يتحقق من وراء ظهر الشعب السوداني أو فوق إرادته ورغبته أو نزولاً على تطلعات المستعمرين وأذنابهم وكذلك وعملائهم المجندين في الكثير من المجالات بالدولار واليورو والاسترليني لضرب وحدة السودان وإلحاق الأذى بإرادة الشعب السوداني وهنا فإن المشير البشير لم يعد ملكاً لنفسه أو رهناً لإشارة أولئك المستعمرين لكي يسلم لهؤلاء الأدعياء والأفاكين، فالبشير يتحرك بإرادة الشعب السوداني فهو مأمور وما اتخذه من مواقف بشأن تسليم المطلوبين فهي إرادة الشعب السوداني ومواقفه المشهودة عبر التاريخ من شهامة وعزة وأنفة وكرامة وموقف الشعب مع البشير هو تقدير لمواقفه وتعبير عن ذلك التقدير إذن فإن العمل بازدواجية هكذا وجه مع الحكومة وقراراتها ومواقفها ووجه آخر وفي موقع آخر ومع منظمات وجماعات متطرفة ضد الإسلام وضد المسلمين وضد أهل السودان هذا أمر مرفوض ولن يتحقق لا بالتآمر ولا بالانتخاب وسيجد الرفض والإدانة والمقاومة والمواجهة من كافة أفراد الشعب السوداني في شماله وشرقه وجنوبه وغربه ووسطه فليعلم هؤلاء الذين يلعبون بالنار أنهم سيكونون أول من تحرقهم هذه النار التي وقودها الناس والحجارة وأن المبادرات التي قدمت لوضع حد لمعاناة أهل دارفور وأهل السودان جميعاً كانت كفيلة بتحقيق السلام في السودان ولكن الدول الاستعمارية لا تريد حلاً للمشكلة إنهم يسعون ويعملون جاهدين لتأجيجها وإشعال نيرانها حتى يتسنى لشركاتهم أن تعمل سواء في صناعة وبيع السلاح أو في الإتجار بالأطفال باختطافهم وبيعهم كقطع غيار أو لاستعبادهم وهنا فإن المبادرة العربية الإفريقية بقيادة قطر ستكون هي المحاولة الأخيرة لفض مولد العمالة والارتزاق من قبل الذين يرهنون قرارهم وإرادة أمورهم للغرب وإسرائيل وهم إما يريدون سلاماً شاملاً وعادلاً فيجلسون للتحاور بموضوعية ومسؤولية وإما عليهم أن يظلوا هكذا ويقضوا بقية أعمارهم في فنادق الغرب واستعباد الدولار من عائدات غسيل الأموال وبيع الخمور والأرباح الربوية ويركعون لكهنة اليهود والاستعماريين الجدد وسيحفظ لهم التاريخ ما سطروه بأيديهم من تشويه لتاريخ بلادهم وتشويه لصورة أهلهم وهنا فليعلم الجميع أن أكبر حدث توجت به حكومة الوحدة الوطنية هو التزامها باتفاقية السلام وإنفاذها بدقة والتزام صارم كان إجازة قيام مجلس الأحزاب السياسية ومفوضية الانتخابات وهذان الأمران هما أهم أدوات التحول الديمقراطي الذي يتمشدق به الشيوعيون داخل الحركة وخارجها وتروج لها بعض الأقلام الضعيفة وكان الأجدر أن يحتفل هؤلاء بهذين الأمرين إن كانوا هم بالفعل يريدون تحولاً ديمقراطياً أو يؤمنون أصلاً بما يسمى بالديمقراطية لأنهم بالطبيعة ألد أعداؤها وهم الذين كانوا السبب في وأدها ونقبوا بذلك مع بروز كل مرحلة شمولية ابتداءً من نوفمبر فمايو إنهم يخشون حساب الشعب وصناديق الاقتراع التي دخلوا معها في تجارب مريرة فالشعب لا يريدهم ولا يصوت لهم والتجارب السابقة جميعها تؤكد ذلك لذلك هم يتغنون بها ولكنهم لا يتعاطونها ولا يؤمنون بها.

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]