منى سلمان

عروسة السواد .. هجيمة اسفيرية !!

عروسة السواد .. هجيمة اسفيرية !!
[JUSTIFY] قديما كانت السرقات الأدبية تحتاج مجهودا كبيرا للغوص في اضابير الكتب للاختيار من كنوزها ما يستحق ويمكن سرقته، ثم الاجتهاد في اخفاء أثار السرقة بقناع (توارد الخواطر) و(وقع الخطى)، وذاك جهد قد يوازي الجهد الذي لو توكلت وعزمت لأخرجت من نخاشيش دماغك ما هو خير من ما سرقته ثم لا يكون مثله، ولكن حديثا اتاح فضاء الاسافير من النصوص السايبة ما يغري بالسرقة فكل ما يحتاجه الامر قص ولصق واضافة توقيعك على شقاء غيرك ..
من أطرف المواقف التي مرت بي في هذا المجال ان أحد القراء أرسل إلى رسالة عبر بريدي الالكتروني يحكي فيها عن اعتقاده بأن له موهبة في الكتابة الساخرة ويتمنى عليّ ان امد يد المساعدة بأن انشر له في زاويتي واحدة من تلك المقالات إن حازت على اعجابي، وعندما فتحت الملف المرفق لقراءة مقاله فوجئت بمادة (تحت السرير) التي كتبتها وقامت الصحيفة بنشرها وتداولتها المواقع والمنتديات الاسفيرية معّرفة بإسمي ورسمي الشهير بـ (توبي البمبي) !! نقلها بـ (صمّتا) ولم يكلف نفسه مشقة تغير الاسم أو حتى الفونت المكتوبة به !!
والاكثر طرافة انني تجاهلت رسالته باعتبار ان الامر مجرد مزحة وحركات ظرافة، حتى فجعت بنشر القصة منسوبة إليه في زاوية نادي القراء، بعد اعادته ارسالها للمشرف على الصفحة .. فتأكدت من انه يصر إلحاحا على حقه الاصيل في السرقة المصحوبة بقوة العين !!
بحكم العدد الكبير من الاصدقاء والصفحات والقروبات الكثيرة التي اتابعها اعجابا، تتيح لي صفحتي على الفيس بوك يوميا أن أكون شاهد عيان على حركة اللفح الاسفيري المتفشية بين رواد (كتاب الوجوه) .. يقوم أحدهم بكتابة فكرة أو خاطرة بعد كثير من عصر الدماغ وهرش الوجدان وحك النخاشيش، وقد يقتبس مقطع من قصيدة او قطعة ادبية او معلومة وينسبها لصاحبها الاصلي ثم يطرحها على صفحته، وخلال ثواني أجد نفس المعلومة تتقافز أمامي من شتى الصفحات دون ان يتكبد مقتبسيها مشقة نسبها لصاحبها الاولاني أو حتى التاني ..
من ضمن ذلك اللفحي النضيف صادفت أحد الأصدقاء الفيسباكة ينشر على صفحته قصة عن زفة عروس داخل تابوت، وكيف انه قد حضر زفافا قامت فيه نسوة متشحات بالسواد بمرافقة نعش لداخل قاعة افراح مصحوبا بموسيقى جنائزية ليوضع في المنتصف فيأتي العريس ويقوم بفتح الصندوق وتقبيل العروس المسجية داخلة فتخرج لتتحول الموسيقى لفرايحية، وذلك كناية عن ان العريس قد ايقظ الأميرة النائمة من ثبات العزوبية الطويل !!
استوقفتني الحكاية فظللت ارجع لمتابعة التعاليق المستنكرة والغاضبة، والتي عبّر بها القراء عن مستوى الاستلاب والتقليد الذي اصاب السودانيين في مقتل .. حقيقة انتظرت من كاتب الحكاية ان يتداخل مع اصدقائه ويوضح لهم ان القصة منقولة من احد المواقع الخليجية، وانه اوردها من باب مناقشة الظواهر السالبة في المجتمعات العربية، فقد كان الاقتباس اوضح من عين الشمس حتى انه لم يكلف نفسه بتغير صيغة الكلام المكتوب بلهجة اهل الجزيرة العربية، بالاضافة لعدم منطقية القصة ان نسبت لسودانيات لاستحالة ان توافق أسرة سودانية على زفة ابنتها داخل تابوت !! هو ذاتو التوابيت الفاخرة دي ببيعوها في سوق سد قشرة وللا ورش المنطقة الصناعية ؟ الشي التاني ليس من ثقافة الحزن عندنا لبس السواد فنحن نحد على الموتى بالابيض !! ثم انو الموسيقى الجنائزية دي لقوها في ياتو دي جي ؟؟؟
المهم لشدة استيائي وعلى غير عادتي كتبت تعليقا لصاحب البوست وطلبت منه ان يوضح لمتابعيه ان الواقعة غير سودانية وانه قد قام باقتباسها من باب الونسة وطق الحنك ..
الغريبة ان الطين زاد بله عندما قام موقع اخباري سوداني شهير بلفح البوست الملفوح اصلا دون ان يستوثق منه، ووضعه عنوان رئيسي يحكي عن زفة السواد داخل التابوت للعروس السودانية .. ثم زاد الطين بلتين عندما لفح الموضوع احد الصحفيين ودبج مقال كارب في صحيفة الانتباهة عن ما وصل اليه الحال في الاعراس السودانية مستدلا بما جاء في الموقع الاخباري الذي نقل الكلام بـ (صمته) من صاحبنا في الفيس بوك !!
مخرج:
لو حاول احد اللفحنجية ان يستوثق من المعلومة قبل لفحها والقيام بها، واستعان بصديقنا العزيز قوقل لوجد الحقيقة دون تدليس ولا تلبيس .. فعندما كتر عليّ الغبن قوقلت في محرك البحث كلمة (عروس في تابوت) فجائني ما يلي:
(في احدى قاعات الأفراح بالرياض…اهل العروس يزفون العروس الى زوجها في تابوت ..حدث في قاعة نيارا للإحتفالات بالرياض ، وكالعادة فعندما تدخل العروس إلى القاعة يتم إطفاء الأضواء ..إلى هنا والأمر طبيعي جدا لكن المصيبة عندما فتحت الأضواء ، وجد الحضور أربع نساء متشحات بالسواد يحملن تابوتا ترقد العروس فيه، وسط صيحات العويل والصراخ والبكاء والنحيب .. وضع التابوت على المسرح
ثم دخل الزوج ووصل إلى التابوت ، وقبّل زوجته أمام الناس على خدها … فقامت من التابوت وكأن الحياة دبّت فيها من جديد ( الأميرة النائمة على غفلة ) يعني القبلة أو البوسة أعادت الحياة من جديد إلى هذه المرأة بعد حياة العزوبية .. أعوووووووذ بالله ، إلهذه الدرجة وصلت الحال عندنا في تقليد أهل الغرب ؟
مخرج:
التعليق الأخير جاء من احد اصحاب الوجعة من السعوديين، فالحادثة سعودية وليست سودانية وحصلت في مدينة الرياض وتحدثت عنها جميع المنتديات السعودية والخليجية في استنكار .. الما مصدقنا اليسأل عمنا قوقل .. كمان جابت ليها زفة توابيت ؟؟ ناقصين انحنا اوشاعات على بنياتنا الحلوات وكمان معاها شيل حال ؟ يزفوكم بالكيتة يا بركة الله !!

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email][/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. صدقتى يا استاذة انا قريت الخبر دا في النيلين دى وكمان قالو في واحدة من صالات المناسبات في بحري عدييييييييييييييييييييييييييل كدى
    لكن بينى وبينك بنيات الزمن ده بطبقنها ليك قريييييييييييب ما صدقن دى تقليعة جديدة بس اصبرى للعيد الجاى ده

  2. وانا ايضا سمعت بقصةاخري تفاصيلها أن أهل العروس رافضين الزوج فما كان منهم الا أن لبسو السواد وفي نفس اليوم تم الطلاق بعد أن بدأت الزفة بآية العزاء. ثم متى كانت لدينا موسيقى جنائزية للعزاء حتى نراها في الافراح اه واهات متتالية من هذا الذي ينقل وهؤلاء الذين لايتثبتون