سياسي فلسطيني بارز: “حماس” تحاول تطبيق تجربتي “حزب الله” وحركة “النهضة”
وأضاف رئيس “التجمع الفلسطيني المستقل” عبد الكريم شبير في حوار مع وكالة الأناضول للأنباء، أن “قبول حماس باتفاق المصالحة الأخير يؤكد أنها استفادت من تجربة حركة النهضة التونسية التي صادقت على استلام المستقلين للحكومة لتحافظ على بقاء دورها السياسي خلافا لما حدث مع جماعة الإخوان في مصر”.
ولفت إلى أن حركة “حماس” تحاول الاستفادة من تجربة حزب الله اللبناني الذي يمارس عمله المقاوم والسياسي في ذات الوقت.
ووافقت حركة النهضة التونسية أواخر العام الماضي، عقب حوار وطني مع قوى سياسية، على التنازل عن قيادة الائتلاف الحاكم، والموافقة على أن يشكل المهدي جمعة حكومة مستقلة تقود البلاد حتى اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة نهاية العام الجاري.
وفي السياق، استبعد شبير أن تتم الانتخابات الفلسطينية بعد 6 شهور من تشكيل حكومة التوافق الوطني، وذلك لحاجة الحكومة إلى وقت أطول لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني خاصة فيمها يتعلق بتوحيد المؤسسات الحكومية بالضفة الغربية وقطاع غزة، وإنهاء ملف المصالحة المجتمعية “الشائك”.
وتوقع أن تتجسد الوحدة الوطنية بتشكيل جميع الفصائل الفلسطينية لقائمة واحدة تشارك بالانتخابات التشريعية المقبلة.
ولا يتوقع شبير، أن تصل مساعي إنهاء الانقسام إلى الفشل، قائلا “رغم أن إجراءات تحقيق المصالحة بطيئة إلا أنها ستنجح في النهاية فجميع الأطراف واقعة تحت ضغوط لا يمكن أن تتخلص منها إلا بالوحدة، بالإضافة لإدراك حماس وفتح لحجمهما الطبيعي وحاجتهما لبعضهما البعض بالمرحلة المقبلة”.
و”التجمع الفلسطيني المستقل” هو تكتل شعبي فلسطيني وطني مستقل عن الفصائل الفلسطينية يضم مهنيين ومثقفين وأكاديميين وتأسس عام 2008 ليكون إطارا وطنيا يعمل على توحيد الصف الفلسطيني ومواجهة الأخطار المحيطة بالقضية الفلسطينية.
وأشار شبير، إلى أن “حماس” تسعى بقوة لإنهاء الانقسام الفلسطيني حتى يتم رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة 1.8 مليون فلسطيني”.
وقال إن “حماس وفتح أصبحتا على قناعة بضرورة تحقيق المصالحة وذلك نتيجة الضغط الشعبي والإقليمي الواقع على كلا الطرفين”.
وأوضح أن تغير بعض الأنظمة بالمنطقة العربية والتغيرات السياسية وخاصة في مصر دفعت حماس وفتح لإنهاء الانقسام.
ووقع وفد فصائلي من منظمة التحرير الفلسطينية، اتفاقاً مع حركة “حماس” في قطاع غزة، في 23 أبريل/ نيسان الماضي، يقضي بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة توافقية في غضون خمسة أسابيع، يتبعها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بشكل متزامن.
وقال شبير إن “أحد أهم الأسباب التي عجلت بالمصالحة شعور حركتي حماس وفتح أنهما بحاجتهما إلى بعضهما البعض، فحماس حركة فتية شابة متماسكة لكنها تفتقد إلى العمق والعلاقات الإقليمية والدولية، بينما فتح تمتلك علاقات واسعة لكن جسمها التنظيمي بات في ضعيف”.
وتعاني حركة “حماس” من عزلة فرضتها متغيرات الوضع العربي والإقليمي، حيث فقدت مؤخرا حليفا قويا بعد عزل قادة الجيش المصري، بمشاركة قوى شعبية وشخصيات سياسية ودينية، الرئيس المصري السابق محمد مرسي، يوم 3 يوليو/تموز 2013.
وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت “حماس” علاقات قوية مع النظامين الإيراني والسوري، ضمن ما كان يعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي، بـ “محور الممانعة”، في مقابل “محور الاعتدال” الذي كان يضم مصر (في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك)، والسعودية والإمارات، والأردن.
لكن اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، ورفض “حماس” تأييد نظام بشار الأسد، وتّر العلاقات بينهم، إلى أن بلغت قطيعة تامة بين “حماس” ودمشق، وشبه قطيعة بينها وبين إيران، وحليفها حزب الله اللبناني.
وفي سياق متصل، أشار شبير إلى أن من أهم العقبات التي ستواجه الحكومة المقبلة هو التعامل مع رزمة القوانين التي شرعت في غزة والضفة الغربية خلال فترة الانقسام، بالإضافة للترتيبات الإدارية المتعلقة بالترقيات التي حدثت في الآونة الأخيرة.
وأكد أن إنهاء الانقسام الفلسطيني سيعني إنهاء الحصار عن قطاع غزة، متوقعا أن تفتح السلطات المصرية معبر رفح فور الإعلان تشكيل عن حكومة التوافق وتولي عناصر حرس الرئيس محمود عباس لإدارته.
وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، وذلك منذ أن أطاح قادة الجيش، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس المصري محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، يوم 3 يوليو/تموز 2013.
وتفرض إسرائيل حصارًا بحريًا وبريًا وجويًا على غزة، منذ فوز حركة “حماس” في الانتخابات التشريعية يناير/ كانون الثاني 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي.
ويعيش حوالي 1.8 مليون مواطن في قطاع غزة واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي، والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.
يشار إلى أن عبد الكريم شبير شخصية فلسطينية مستقلة، وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي العام، وترشح للانتخابات الرئاسية الفلسطينية عام 2005 كـ “مستقل”، وعمل محاميا للعديد من القيادات الإسلامية الفلسطينية التي كانت معتقلة في السجون الإسرائيلية، ومنهم الشيخ الراحل أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس”.
وكالة الأناضول
أ.ع