منى سلمان

عاد ده كلام ؟!!

[ALIGN=CENTER]عاد ده كلام ؟!![/ALIGN] رنّ جرس باب الشقة بينما كانت (عفاف) منهمكة في طي الاغطية وتسوية اسرّة ابنائها وترتيب الغرف، بعد ان تركها الاولاد (تضرب – تقلب) وانطلقوا مسرعين للحاق بترحيل المدرسة .. جفلت فزعة من صوت الجرس وتوجهت نحو باب الشقة والصقت اذنها به وهي تسأل في تردد:
مين في الباب ؟!
جاءها صوت جارتها في الحي (صفوة) من وراء الباب تطمئنها قائلة:
افتحي .. أنا صفوة.
اسرعت (عفاف) بفتح الباب ورحبت في دهشة بجارتها، التي كانت تحمل كيسا بلاستيكيا تطل منه ملابس توحي هيئتها بأنها حشرت فيه حشرا على عجل، تقدمتها نحو الصالة وقد منعها الزوق وادبيات حسن الضيافة من سؤالها عن السبب في تلك الزيارة الصباحية المبكرة، ولكن (صفوة) عفتها من الحرج فأوضحت لها قائلة:
أنا جاية أقعد معاكم لمن أشوف آخرتا مع (فتح الرحمن) ده .. مرقتا من البيت قبال ما هو يمشي الشغل .. قلتا ليهو غايتو الليلة يا أنا يا أمك في البيت ده .. اختار ليك واحدة فينا.
امسكت (عفاف) نفسها بمشقة من أن تدلي بتعليق حاد على هذا التصرف الصفيق من (صفوة) .. فاختارت كلماتها بعناية حتى لا تغضب جارتها وقالت:
حقو ما كان تختي روحك وتختيهو في الحتة الصعبة دي .. مافي راجل بيخلي أمو عشان مرتو .. وبعدين عايزاه يمرقا من البيت يوديها وين يعني؟ مش لسه باقي ليها شهر على بال ما الزيارة تنتهي ؟!!
اكتفت (صفوة) بهز كتفيها استخفافا وقالت:
بي طريقتو يحل قضيتو !
أخفت (عفاف) امتعاضها ودعت جارتها لأخذ رتاحتها بالكامل فـ البيت بيتها، ثم عادت لتكمل تنظيف الشقة وهي تسترجع تفاصيل مشاكل جارتها في الغربة من والدة زوجها، والتي كانت (عفاف) قد تابعتها عن قرب هي ونصف السودانيات المقيمات في احدى مدن الخليج، فـ شمار المشاكل بين (صفوة) ونسيبتها كان فاكهة اللقاءات والونسات التلفونية بينهن.
لا تختلف اثنتان من السودانيات المقيمات في تلك المنطقة من الدولة الخليجية على ضيق خلق (صفوة) وحدة طبعها، كعدم اختلافهن على تحكمها في زوجها (فتح الرحمن) وانسياقه الغريب وراء نزواتها، وحرصه على تلبية طلباتها ونزعاتها الشوفونية التي اشتهرت بها بين المغتربات في تلك المدينة.
لذلك فقد وضعن اللوم عليها دون تردد عندما تناهت إلى اسماعهن (خبارات) خلافاتها مع النسيبة، التي استقدمها ابنها (فتح الرحمن) لتقضي معهم ثلاثة اشهر، ترتاح فيها من شقاء السودان وتجري بعض الفحوصات الطبية للاطمئنان على صحتها، وكي تؤانس احفادها الذين طالت غيبتهم عنها عدة سنوات، لان (فتح الرحمن) لم يعد للسودان طوال سبع سنوات منذ زواجه من (صفوة) وقدومها معه للخليج.
قضت (صفوة) يومها في بيت (عفاف) مرتاحة البال، بل ونامت بضعة ساعات بعد أن اغلقت الموبايل و(سدت دي بي طينة ودي بي عجينة).
عندما عاد (مصطفى) زوج (عفاف) وابنائها بعد الظهر إلى البيت، ايقظت (صفوة) كي تتناول وجبة الغداء معهم، فجلست وسطهم تأكل بنفس مفتوحة .. سألتها (عفاف) وهي تحاول كظم غيظها:
عاد يا صفوة قلبك ميت .. كيف هان عليك تاكلي وانتي ما عارفة أولادك هناك أكلوا وللا لسه جيعانين؟!!
ضحكت (صفوة) وقالت باستخفاف: أبوهم ما بديهم عوجة.
بعد انتهاء الغداء انسحبت (عفاف) مع (مصطفى) الى غرفتهم وتركت (صفوة) لتنظف السفرة من بقايا الاكل حسب طلبها .. وما ان اغلقت باب الغرفة خلفها حتى قالت لزوجها:
عاد الليلة صفوة دي اشتهت ليها طلقة ساكت بس .. شوفا زنقت فتح الرحمن في خانة اليك كيف؟ حقو انت تتصل بيهو عشان تحلوا المشكلة وترجعوا الغبيانة دي لي بيتا.
وافقها (مصطفى) وقال:
كدي نستناهو لغاية المساء .. لو ما جا أنا بتصل بيهو عشان يجي ونحل المشكلة.
لم يحتج (مصطفى) للاتصال بـ (فتح الرحمن) فبعد المغرب بقليل رنّ جرس الشقة .. دخل (فتح الرحمن) وطلب من (مصطفى) أن ينادي على (صفوة) .. بعد طول انتظار خرجت (صفوة) من الغرفة وهي ترسم على وجهها سيماء الغضب و(الحردان) ..
عادت (صفوة) للغرفة وعلى وجهها ابتسمة نصر واسعة وقالت لـ (عفاف) وهي تجمع ثيابها في الكيس:
ما قلتا ليك ما تخافي علي؟ أها قال حلا للمشكلة ودّا أمو لي ود خالتو عشان تقعد معاهم لغاية ما يعمل ليها اجراءتها ويسفرا وجاني يرجعني البيت !!!!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫14 تعليقات

  1. بس وااله كده حرام من الزوجه لان الام لا مثيل لها والانسان لا يشعر بذلك الا عندما يفقدها لانها هى التى تعبت فى التربيه من اجل ابنئها فى يوم من الايام سوف تواجه الزوجه نفس المشكله اننى االى الان اتذكر امى التى افتقدها الله يرحمها … الام هى هبة الله فى الارض اى امراة سوف تشعر بهذه القيمه عندما تنجب انا استغرب كيف صفوة لم تشعر بذلك تقدير الام يعنى تقدير الرجل والعكس هذه الناحية تعاب فى الزوجه التى لا تقدر ام الرجل (الجنة تحت اقدام الامهات) الام واحده لا مثيل لها … والله يهدى النساء الائى لا يقدرن ذلك

  2. صحيح على كلام (عفاف) (صفوة ) قلبها ميت وكمان تاكل

    ولكن 00ولكن 000(فتح الرحمن) قلبه اميت بكثير

    والله المستعان

    حريم انما حريم

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، والله المواضيع دى منتشرة فى دول الخليج خاصة لمن تحضر النسيبة علشان تقعد مع ولدها ومن حق الزوجة ان تحترم زوجها فى امه
    انا اديك نهاية القصة لو كنت فى محل الزوج ( طبعا حليت المشكلة يا صفوة وانا اقدر ارفض ليك طلب حتى لو كان ممكن اسفر ليك امى بالمناسبة طيارتك قائمة الليلة الساعة 8.30 مساء امشى البيت علشان تجهزى امورك طلقانة بالتلاتة ) قال اشوف لى صرفة مع امى دى امى يا تعيسة

  4. اريتو ما ولدى الم يمر به حديث من احق الناس بحسن صحابتى قيل امك قيل ثم من قيل امك الم يتذكر انها سبب وجوده فى هذة الدنيا الم تحملة وهنا على وهن الم يتذكر خوفها عليه وهو مغترب ودعواتها له ليل نهار ….. وهى ذاتها كان دى امها كان بتعمل كده وين الرحمة وين حق النسب الاكرمه النبى عليه الصلاةوالسلام الم تخجل من ابنائها ومن تصرفها مع جدتهم غايتو حا يتعملا لها نفس الموقف مع زوجات ابنائها والتسوى تلقاهووالحل كان يحجز ليها فى اول طيارة وشكراعلى الموضوع الجميل

  5. ده طبع شنو ده والله فتح الرحمن ماعندو شغله يرجع مرة ذى دى ،،انشاء الله البنات يخجلن من جنس دى ويتعظن ،،،،نتمنا ان يستيفدن من المقال قدر عقلن ؛؛؛ ويا بخت الناس العذاب وأمهاتهم ؛؛؛وتسلم يابت سلمان ده حال زوجات المغتربين؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ قال مغتربين قال ؛؛؛

  6. اتمنى ان تكون هذة القصة مجرد قصة ليس الا لانها لو مست الواقع بى1% حتكون مأساة حقيقة ولااظن ان هناك راااااااااااااااااااااااااااااااااااااجل ممكن يعمل فى امه كدة
    والواحدة حتى لو تضايقت من قعاد نسيبتها معاها مابتسويهو كدة عينك عينك على الاقل بتزهج ليها يوم يومين من دون ذكر السبب

  7. اعتقد ان عبد الرحمن اكل من لحم الخنزير بس اكيد بعدين الدور بجيهو وصفوة جهزي نفسك لزوجة ولدك برضو بلي راسك ساكت وارجي الراجيك

  8. المعرسة جعلي نجوم السما اقرب ليها كان يسفر أمو عشان خاطرا 😡 😡

  9. شكرا لمقالك فهو من الواقع وامثال فتح الرحمن للاسف كتار ومتضارين ومتشبهين بالرجال وحسبنا الله ونعم الوكيل ودا اخر الزمان ، وامثال صفوه كما قال( ودطه) جزاها الطلاق بالتلاته ومن بيت جارتها بتوبه اللابساه للمطار عدل ، ويكفى هذا فالقلب موجوع لوجود امثاله وامثالها فى دنيانا وضياع حق الام هو ضياع دنياناواخرتنا ،، ولك سلام

  10. مشكورة الاستاذة منى سلمان علي الموضوع الجميل
    الذى يناقش اشياء كثيرة تحدث فى بلد الاغتراب بعدين
    عبدالرحمن راجل دلدول ساااكت والله المره دى كان يركبها
    الطائرة بملابس البيت ويضرب لى ابوها يقول ليهو المرة دى طلقانه بالثلاثة
    علشان ما عرف يربيها كويس وامها ما عرفتها النسيبة يعنى شنو اما كلام والله
    عموما مقالك خلى الواحد يغلى من جووووووووووه ويفكر فى العرس علشان يطلق المرة يوم العرس ذاتو قدام امو علشان تشوف العين الحمراء وتعرف ان الله حق وتحترم نفسها وتسوى العليها بس وتخدم نسيبتها حفيانة …..:mad: 😡 😡

  11. حرام عليك استاذة منى رفعتي ضغطنا من الصباح .
    والله انا مغترب وابوي وامي معاي الاثنين وامى هي ست اا لبيت واحنا ضيوف ومصاريف البيت عند امي وحتى مرتي بتاخذ مصروفها من امي.

    وزوجتي عارفة لو ما عندي خير في امي ما عندي خير في حد تاني.

    الله يلعن عكرة اقصد صفوة وزوجها الجاب لينا الكلام.

  12. لك التحيه بقدر روعة قلمك
    اتمني ان لا تجود ارحمة النساء بابن مثل عبد الرحمن …..
    واكيد دي ماصفوه دي بلوي