تحقيقات وتقارير

السودان والجنوب .. بعيون الشباب أخوان

[JUSTIFY]منذ انفصال جنوب السودان عن الدولة الأم في سبتمبر العام 2011م؛وأشواق مواطنيه لم تتبدل وجهتها عن بوصلة الشمال،وكذا الحال بالطبع بالنسبة لنا..هي بالطبع تبعات لما يمكن أن نسميه تراكمات ساعد في تأسيسها الإستعمار الغربي وفرضياته على الجزء المنعزل ثقافة ولغة..وبين هذا؛ وماجرى من تباعد وتواز ،بين الأفكار والإحساس بالإستغناء عن الآخر،تفاءل السودان وأهله بإتفاق سلام يوقف حرب إستنزفت خيرات الوطن وخيرة أبنائه وأهله..آلا أن الرأي غلب وتوجه نحو استفتاء يحدد هل سيبقى الجنوب كما كان جزء من ترنيمة ظللنا نفاخر بها بين جميع العرب والأفارقة؛ حملت صفة بلد بـ(مليون ميل مربع..!)، أم سيترك ثلث السودان في حاله نظاما وعلماُ؛وبالطبع دولة مجاورة..!

فها هي الأيام الثلاثة الماضية جعلتنا نستبشر خيرا بوحدة وإن كانت على مستوى شباب البلدين،إلا أنها في ذات الوقت حملت عدة إضاءات خضراء؛جاء بها وفد الشباب الجنوب سوداني؛يطلبون وداً هو في الأساس موجود،فأعضاؤه جزء كان لا ينسى أو يمحى من ذاكرة الاتحاد الوطني للشباب السوداني،أو من ملامح الوطن..فمن ضمن الوفد الذي حل في بلده الأم كان مستشار رئيس الإتحاد الجنوبي الذي غير ارتباطه سلفاً بالسودان الموحد؛فهو متزوج من إحدي الشابات النشطات حاليا بالإتحاد الوطني للشباب السوداني،وهو مع اختياره للجنوب مقرا ووطن،إلا أن الأمر لايعدو إغترابا جسديا عن وطن،هاهي روحه فيه ووجدانه..

وبالنسبة لـ(منوت ملوال) رئيس شباب الجنوب فهو من خريجي جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا،وهذا ماذكر به الحضور الذي شهد لقاءه بالدكتور شوقار بشار بمقر الإتحاد الوطني بالخرطوم؛فملوال تدفقت كلماته شهدا وحلاوة عن بلد ظللته سماؤه وتربى فيه وتعلم ودرس.. منوت لازال يأمل في أول زيارة لهم بعد إنفصال دولة الجنوب،في العودة للجذور،والبوابة هي تعاون جديد وتلاقٍ يحمل طاقات وأفكار (بِّكر) يمكنها أن تمهد لبداية جديدة لا علاقة لها بسياسة – حاليا- ولكن علائقها تحمل بعد وجدانيا وأمل لم نفقده بأيدينا،وأنما ساعد في تأسيسه فكر وخط إستعماري عمل على تباعد الثقافة والإرتباط..

مباحثات مشتركة ختمت الزيارة التي قام بها اتحاد شباب جنوب السودان للخرطوم للوقوف علي تجربة الاتحاد السوداني بطوافهم علي مختلف الامانات الشبابية ،وفيها طالب منوت بنقل تجارب الشقيق الأكبر لدولتهم للإستفادة منها أساسا وبنية..وقالها بلسانه بأن السودان الأولى في إتجاهنا نحو تجارب دول الجوار..وزاد ملوال بأن كل دول العالم متاحة لنا وهي فاتحة ذراعيها،ولكننا اخترنا السودان لحاجتنا له،كما هو بحاجة إلينا..ورحب بزيارة شباب السودان للجنوب تحت أي لحظة..فالديار لن تكون غريبة على أهلها..لا لسانا أو وجها أو يدٍاً .

د.شوقار بشار رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني قابل الحب بأريحية تؤكد أن الجنوب هو بالتأكيد الحبيب الأول،مقدما كافة التسهيلات والمساعدات اللازمة في مجال التقانة والتدريب التقني وتمليك أجهزة محمولة ولوحية بجانب عقد دورات تدريبية مشتركة لشباب البلدين إضافة لمشاريع الحرف اليدوية ومحاربة البطالة والفقر ،وتبادل القوافل الطبية و تبادل الخبرات الإدارية والتنفيذية.

السفير معاوية أبو قرون مدير إدارة الجنوب بوزارة الخارجية،كان مبتسما وهو يرى شباباً واعداً يحمل غداً أفضل وأخضر لبلدين هما أساس لوطن واحد..وأكد أبوقرون أنهم في الخارجية السودانية مستعدون لتقديم كافة التسهيلات التي تؤسس لتعاون جديد سفراؤه هم الشباب،

إذن صلات وعلائق لازالت خضراء عودا ووعدا بين بلدين كانا في خانة البلد الواحد،ويمكنها أن تظل كذلك؛مادام الوجدان يحملها قربا وجيرة.. وأيضا يمكنها أن تكون إضافة تحمل بعدا جديدا لعلاقة السودان بجيرانه الذين رحلوا جنوبا بإنفصال دولة الجنوب،والتي هي بطبيعة الحال تؤسس لجوبا علاقات جديدة لجيران كانوا ولازالوا،فلا حائل لذلك ؛فالقلب هو مع الوطن القديم..

صحيفة آخر لحظة
حسام الدين محمود
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [COLOR=#0005FF][SIZE=4][FONT=Tahoma]في الأحلام ياحسام الدين محمود، الحكاية بعد كده ما بتتلم تاني، فأرجو إن كنتم تحلمون فأحلموا فقط بجوار آمن، وحتى هذا أراه صعبا حسب المعطيات التي نعيشها. نسأل الله أن يمتع الجنوب بالأمن والسلام والتقدم والتطور والعمل على السلام مع دولته الأم، وأن يحفظ الله إنسان السودان الشمالي ويكتب له التوفيق والسداد والرشاد، ويعيش السودانات في سلام.[/FONT][/SIZE][/COLOR]